السعادة ليست مجرد شعور يجعلنا أكثر إنتاجية وراحة وتواصلًا مع الآخرين وحبًّا للحياة، ولكنه يؤثر في صحة أجسامنا بالإيجاب أيضًا، فالسعادة تجعل القلب أكثر صحة، وتحسن جهاز المناعة، وتحارب التوتر والقلق، وتخفف الألم، وتقلل أعراض الأمراض المزمنة، ولكل هذه الأسباب فهي من أهم العوامل التي تُطيل العمر، والسعادة أساسها الترابط والتواصل والمشاركة، فهي لا تقتصر على الفرد فقط، فكلما تحسنت علاقتنا بأسرتنا والمحيطين بنا، كنا أكثر بهجة وسعادة. في هذا المقال نخصص حديثنا عن كيفية تحقيق السعادة مع العائلة، وطريقة التعامل مع عاداتها وتقاليدها، فتابعي القراءة.
كيف تحققين السعادة مع العائلة؟
تحقيق السعادة يتطلب جهدًا ووقتًا حتى تشعر به كل العائلة، ويقوم كل فرد فيها بدوره للوصول لها، وإليكِ فيما يلي طرق يمكنكِ من خلالها تحقيق السعادة مع عائلتكِ الكبيرة:
- إصلاح علاقتكِ بعائلتكِ: العلاقات بين الأفراد كثيرًا ما تشوبها المشكلات حتى بين أبناء العائلة الواحدة، لكن ما يصنع فارقًا هو كيفية التعامل معها، لذا حسني علاقتكِ بكل أفراد عائلتكِ، سواء من ناحيتكِ أو ناحية زوجكِ، من خلال تحديد المشكلة والبحث عن أسبابها وتفاديها أو إيجاد طرق لحلها.
- قضاء الوقت معًا: لا يوجد شيء يخلق سعادة العائلة أكثر من قضاء الوقت معًا، ولا يُشترط أن يكون ذلك في نزهة كبيرة مكلفة، لكن الأهم التواصل معًا بشكل مستمر، ويمكن ذلك عن طريق تبادل العزومات أو التخطيط لسفر أو الخروج في عطلة وغيرها، وهذا مفيد لكل العائلة، حتى للأطفال فهذا الوقت يقلل توترهم، ويجعلهم أكثر صحة نفسيًّا وبدنيًّا، وأقل فعلًا للسلوكيات السيئة.
- عدم الانشغال بالهواتف: تقلل الشاشات من جودة علاقاتنا ووقت حديثنا وتفاعلنا مع بعضنا البعض، لذلك من أجل تعزيز شعوركِ بالسعادة مع عائلتكِ، من الأفضل ترك الهواتف والأجهزة اللوحية، وقضاء هذا الوقت في المرح وتبادل أطراف الحديث.
- التعبير عن الحب: بالتأكيد كل شخص يحب عائلته، لكن قد لا نعبر بما يكفي عن هذا الحب، وهو أمر مهم للغاية في تحقيق السعادة مع العائلة، والتعبير عن الحب يمكن أن يكون بالكلام اللطيف أو تقديم المساعدة أو الاستماع للمشكلات والمشاركة في حلها وهكذا.
- الاهتمام بنفسكِ: لا تتعجبي من هذه الخطوة، فسعادة من حولكِ تبدأ من سعادتكِ أنتِ، فاحرصي على تقليل الضغوط والتوتر، والحصول على ساعات نوم كافية، اذهبي إلى الفراش مبكرًا بدلاً من مشاهدة التليفزيون أو تصفح الإنترنت، واهتمي بصحتكِ الجسدية والنفسية، واعتني ببشرتكِ.
بعض العادات والتقاليد الخاصة بعائلاتنا قد تسبب لنا الضيق، تعرفي إلى كيفية التعامل مع هذه المشكلة.
كيفية التعامل مع عادات وتقاليد العائلة
تنشئ العائلات التقاليد الأسرية ويحافظون عليها وتنتقل بين الأجيال لأنها تُضفي معنى خاص لاحتفالاتهم واجتماعاتهم وتعزز الروابط بينهم، والأهم من ذلك أن التقاليد تخلق تجارب وذكريات إيجابية لجميع أفراد العائلة، ما يجعلهم أكثر اتصالًا ويمنحهم الشعور بالانتماء، لكن أحيانًا لا تكون تقاليد العائلة الكبيرة مناسبة مع قواعد أسرتكِ الصغيرة، اعرفي كيف يمكنكِ التعامل مع هذا الاختلاف في السطور التالية:
- ناقشي زوجكِ في العادات المزعجة: قبل أن تدخلي في خلافات كبيرة مع عائلتكِ، حددي ما تقبلينه وما لا تقبلينه، وتحدثي مع زوجكِ في ذلك، وضعا القواعد الخاصة بأسرتكما الصغيرة.
- انظري للجانب الإيجابي: تضع التقاليد أساسًا للقيم العائلية، وتعزز الترابط والصلة بينهم، كذلك فإنها تنمي شعورهم بالهوية والانتماء، وتلهم المشاعر، وتصنع ذكريات، وهي وسيلة لنقل قيم الأسرة وتاريخها وثقافتها من جيل إلى جيل، لذا إذا كان الأمر بسيطًا ولا يتسبب في مشكلات كبيرة أو ضغط نفسي عليكِ، سيكون من الجيد التفكير في تقبله.
- توصلي إلى حل وسط: لا تلزمي نفسكِ بعادات تزعجكِ، ولا تقرري تجنب كل ما يصدر عن عائلتكِ في الوقت نفسه، ففي النهاية هم جزء أساسي من وجودكِ وأطفالكِ.
قدمنا لكِ عزيزتي بعض النصائح لتحقيق السعادة مع العائلة، لا تترددي في الاستعانة بها لتقوية الرابطة بينكم جميعًا، وننصحكِ بالتغافل عن الأمور البسيطة التي قد تتسبب في مشكلات أنتِ في غنى عنها.
تحسين علاقتكِ بعائلتكِ يسهم في استقرار بيتكِ وتقوية علاقتكِ بزوجكِ، لنصائح أخرى زوري قسم العلاقات الأسرية على موقع "سوبرماما".