بين الموبايل والقهوة: زوجي مطنشني

العلاقة الزوجية

هي تبحث عن شريك حياتها وهو يبحث عن شريكة حياته أي أن الزواج مشاركة...مناصفة...مناقشة...تقاسم أعباء...تعاون...تحمل مسؤولية عاطفية ونفسية ومادية ... مسؤولية منزل ونفقات وأبناء...حضور جسدي ومعنوي...

ومن المفترض أن تستقر العلاقة الزوجية عندما تتوافر هذه الأساسيات فيها إلى جانب الاحترام المتبادل والتفاهم والثقة والاهتمام وبعضًا من التسامح والتضحية التي تجني ثمارها في نهاية الأمر دوامًا للحب والعشرة الطيبة.

ولكن كيف سيحدث هذا الاستقرار إن لم تكن هذه المشاركة موجودة من الأساس لأن ببساطة شديدة الزوج حاضرٌ اسمًا غائب فعلًا وقولًا؟

 

من الزوج الحاضر الغائب كما تسميه الزوجات؟

"الزوج الحاضر الغائب" هو الزوج الذي يتنصل من واجباته تجاه زوجته وفي بعض الأحيان تجاه أبنائه وأسرته ويتهرب من تحمل أي عبء تهربًا كاملًا أو جزئيًا، فهو موجود دون تحمل أي من الأمور الأسرية، ويقتصر دوره على العمل والمال فحسب، وربما لا يشارك بالمال كما ينبغي إن كانت زوجته امرأة عاملة.

يلقي بزمام الأمور والمسؤوليات على كاهل زوجته وحدها مبررًا غيابه بأنه يعمل ويكافح من أجل تحقيق حياة كريمة لأسرته. بل يزيد الأمر سوءًا، عندما ينتقدها دائمًا في ما يخص تربية أبنائهما وتعليمهم على الرغم من عدم مساندتها في الأمر.

وتتفاقم المشكلة عندما يكون الزوج موجودًا ولكنه يفضل النوم بعد عودته من العمل دائمًا ولا يستمع إلى زوجته ولا يهتم بمشاعرها، أو ربما يُفضل قضاء يوم راحته برفقة أصدقائه أو جالسًا على المقهى "القهوة" زاعمًا أنه لا يستطيع الاستمتاع به مع زوجته وأولاده وأن من حقه أن يرفه عن نفسه بعيدًا عن ضغوطات الحياة، أو ربما يظل في المنزل لكن بصحبة الهاتف أو التلفاز أو اللاب توب.

 

(اقرئي أيضًا: كيف تتعاملين مع الزوج البارد عاطفيًا؟)

 

ما آثار هذه الظاهرة على الزوجة؟

تعاني هذه الزوجة توترًا وضغطًا وتعبًا نفسيًا وجسديًا جراء المسؤوليات والأعباء الإضافية التي تقع على كاهلها بحيث لا يكون لديها متسعًا من الوقت لتهتم بنفسها، الأمر الذي يؤثر على علاقتها بزوجها من جانب وأولادها من جانب آخر في نهاية الأمر. كما تلقي هذه الظاهرة بظلالها بشكل واضح على العلاقة الزوجية؛ فيكسوها الملل والجفاف والفتور وينعدم فيها الشعور بالأمان بل ويتطور الأمر أن تعتاد الزوجة على الاستغناء عن زوجها مما يؤدي في النهاية إلى الفراغ العاطفي والخرس الزوجي وربما الطلاق أيضًا.

(اقرئي ايضًا: أسرار الزواج الناجح)

 

كيف تعالجين المشكلة؟

اعلمي أولًا أن لا يشترط أن يكون غياب زوجك عنك بسبب عدم حبه لكِ ولكن أنت بالنسبة له موجودة ومضمونة الآن، ودائمًا "الممنوع هو المرغوب" لذلك يفضل زوجك البحث عن زملائه ليحافظ على ما اعتاد عليه قبل الزواج ولكن بصورة تهدر حقك عليه. بالإضافة إلى أن الرجل بطبيعته يبحث دائمًا عن الجديد؛ فقبل الزواج يكون الحب والارتباط في مقدمة أولوياته ولكن بعد الزواج تصبح أولوياته هي حياته ومستقبله أما الحب والمشاعر فيظن أنه امتلكهما للأبد.

 

(اقرئي أيضًا: نصائح من سوبر ماما لتكسبي زوجك للأبد)

 

8 خطوات لحل المشكلة

1-  ابحثي عن جوانب التقصير لديك أولًا واسألي نفسك عن نصيبك من المسئولية، وتأكدي من اهتمامك بنفسك ومظهرك وجمالك وحسن معاملتك وتبسمك وعدم تشددك أو عندك معه.

2-  لا تكثري العتاب والشكوى وحاصري المشكلة ولا تحاولي أن تظهري نفسك الشهيدة المضحية أمامه حتى وإن كنتِ كذلك، لأن هذا لن يُجدي نفعًا معه فما نراه نحن تضحية يراه الزوج واجبًا!

3-  ابحثي عن طريقة تعبرين بها له عن تقديرك لما يقوم به من أجلك أنتِ والأبناء، وعن مدى أهمية وجوده في حياتكم، وأنكِ في غيابه مهما كانت قوتك دائمًا في حاجة إلى حمايته ومساعدته في تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات اليومية.

4-  لا تبادري بحل المشكلات دائمًا وكأنك أنت الرجل ويُمكنك إدارة دفة السفينة بدونه مما يعزز الاتكالية لديه مع الوقت وتصبح جميع المهام إلزامًا عليك من البداية فلماذا يكلف نفسه عناء ومشقة إنجازها ما دام هناك من يديرها بجدارة نيابة عنه؟!.

5-  ألقي على عاتقه بعض المهام الصغيرة أولًا تدريجيًا وتوقعي هروبه منها في البداية أو أن يتلكأ في إتمامها ولكن لا تجزعي وإياك أن تنفذيها حتى تنجحي في النهاية في أن يتحمل دوره من المسؤولية معكِ.

6-  اشغلي نفسك بما ينفع من البرامج العملية المفيدة لك التي تشعرك بذاتك وقيمتك أو تعلمي ما يفيد في تعليم أطفالكم أو أي أمر آخر ذات قيمة يثير اهتمام الآخرين بك ومنهم زوجك أيضًا.

7-  لا تجعلي وقته في المنزل مليئًا بطلباتك وإنما اجعلي بعضه على الأقل مناقشات عامة واهتمام بهواياته وبعض من المناقشات التي تحمل طيات الصداقة قبل الحب.

8- إذا فشلت كل محاولاتك السابقة، بادليه نفس مقدار اللامبالاة وعدم الاهتمام إذا كان هذا يتفق مع شخصيته، قد يراجع نفسه حينما يشعر أنه فقد اهتمامك ويتساءل عن سبب هذا التغيير الذي لم يعتاد عليه.

شاهدي أيضًا: كيف تتعاملين مع الزوج مدمن الإنترنت

عودة إلى علاقات

هبة الله سعد

بقلم/

هبة الله سعد

أؤمن بأن اللبنة الأولى في تشكيل شخصية الانسان تبدأ منذ الطفولة، مما يجعل اهتمامي ينصب على الأطفال بأحجامهم الصغيرة وألعابهم وطريقة نطقهم للكلام. أعشق جميع تفاصيل حياتهم وتصرفاتهم العفوية ولا مانع لدي من قضاء يومي بأكمله بصحبتهم.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon