عندما تمر المرأة بمشكلة أو تشعر بالضيق فإنها تجد راحتها فى الكلام أو "الفضفضة" مع المقربين. وتفترض خطأً أن زوجها يجد راحته فى الكلام هو الآخر عندما يمر بأزمة، فتحثه على الكلام بشتى الطرق وعندما لا تجد منه استجابة تظن أنه لا يحبها أو يثق بها، لأنها لو كانت قريبة منه لتحدث إليها. والحقيقة أنه كما أن هناك اختلافات فسيولوجية بين الرجل والمرأة فإن هناك اختلافات نفسية كذلك. وأسلوب التعامل مع المشكلات واحد من هذه الاختلافات. إن كنتِ ترين زوجك في ضيق أو قلق من أمر ما وتتساءلين كيف أغير نفسية زوجي؟ نحمل لك الإجابة بين سطور المقال التالي.
كيف أغير نفسية زوجي؟
إن الرجل عندما يمر بضائقة فإنه "يدخل إلى كهفه" ويفضل الانعزال والصمت، محاولًا البحث عن حل لمشكلته، وإن لم يجد فإنه يحاول أن يتشاغل عنها بأشياء لا تتطلب التركيز الذهني كتصفح الإنترنت، أو مشاهدة التليفزيون، إلى آخره. فى هذه الأوقات ربما تجدينه شاردًا، ضعيف التركيز عندما تتحدثين معه. الرجل غالبًا لا يتكلم إلا عندما يرغب فى طلب النصيحة، ولا يطلب النصيحة إلا عندما يحتاج إليها. لذا فإن أفضل ما يمكنك فعله لتحسين نفسية زوجك هو:
- لا تُلحّي عليه ليتحدث عن الأمر الذى يضايقه.
- لا تقدمي له النصيحة دون أن يطلبها منكِ. أنت تقصدين الاهتمام ولكن الرسالة التي ستصل إليه مختلفة تمامًا، إذ إنه سيعتقد أنكِ لا تثقين بقدرته على حل المشكلة وحده ولهذا تقدمين له يد العون.
- تفهمي اختلاف طبيعته عنك، وأعطيه مساحة للانعزال والصمت.
- لا تظهري قلقًا كبيرًا عليه ولكن تشاغلي باهتماماتك وشؤونك فهذا سيخفف العبء عنه فيتفرغ لهمومه.
- امنحيه الحب والثقة والتقدير، أشعريه أنكِ تثقين به، شجعيه، حاولى التسرية عنه بشيء يرفه به عن نفسه.
- يمكنك أن تحاولي الحديث معه في ما يضايقه دون إلحاح، فإن تحدث استمعي باهتمام، وتجنبي اللوم حتى لو كان مخطئًا وركزي على الحلول.لا تسرفي في النصح، اعرضي آراءك في صورة اقتراحات، يمكنك أن تستشهدي بكلام سابق له حتى لا يشعر أنكِ تتعالين عليه.
- اصنعي له شيئًا تعرفين أنه يحبه ويسعده.
كيفية التغلب على الخلافات الزوجية؟
هناك شجارات طبيعية قد تحدث بين أي زوجين، تختلف وتيرتها وحدتها، لكنها في المجمل ليست خطيرة، تعرفي إلى أشهرها، وكيفية التعامل معها والتغلب عليها:
- المصاريف: قد تختلفان في نشأتكما وبيئة كل منكما ومن ثم طبيعة علاقتكما بالمال وأولويات الإنفاق، فمثلًا عند سفركما إلى مدينة أو بلد ما في إجازة، قد تفضلين الاقتصاد في الأموال بالإقامة في فندق 3 نجوم لن يكلفكما كثيرًا واستغلال بقية ميزانية الإجازة في التنزه، بينما يفكر زوجك في الإقامة بفندق خمس نجوم والاستمتاع بكثير من الرفاهية. ربما تكون أولوياتك الادخار للانتقال إلى سكن آخر للتمتع بمميزات معينة، بينما يرى زوجك أن ذلك أحد هذه المميزات التي يجب التمتع بها، وقيسي على ذلك بقية الأمور.
كيف تتعاملين مع الأمر؟ من المهم أن تتفهمي وجهة نظر الطرف الآخر وتشرحين له كذلك وجهة نظرك، حاولا أن تصلا إلى أرض وسط ولا تتوقعي أن تنتصري لرأيك في كل مرة. - اختلاف العادات: هل ترتبين الفراش بطريقة غير التي اعتاد عليها زوجك؟ هل يضغط على أنبوبة معجون الأسنان من الأعلى بدلًا من الأسفل؟ هل تختلف الطريقة التي تطوين بها الجوارب عما اعتاد عليه. هذه الشجارات موجودة في كل بيت، وبعضهم يشعر أنه سيجن بسبب ما يفعله الطرف الآخر.
كيف تتعاملين مع الأمر؟ حاولي أن تكوني مرنة قدر الإمكان، مررا الاختلافات الصغيرة وتجاوزا عنها، وفكري ما مدى تأثير الطريقة التي يضغط بها زوجك على أنبوبة معجون الأسنان فعلًا في زواجكما؟ غالبًا الإجابة ستكون أنه أمر تافه، إذًا لا تقفي كثيرًا أمام هذه المواقف الصغيرة. - العلاقة الحميمة: قد يفضل أحدكما ممارسة العلاقة الحميمة بمعدل أكبر من الآخر، أو أن لطرف تفضيلات معينة لا يريد الآخر ممارستها، كلها أشياء قد تتسبب في نوع مختلف من الشجار يتسبب فيه عدم مصارحة كل طرف للآخر بما يفضله في العلاقة الحميمة، وهو ما يجعل الشجارات بشأنها تأخذ طابعًا مختلفًا بعيدًا عن المباشرة، فتجدين أنكما تتشاجران بسبب أشياء تافهة للتنفيس عن غضبكما دون الحديث عن السبب الرئيسي للشجار.
كيف تتعاملين مع الأمر؟ حاولي أن تكوني مرنة بعض الشيء لكن دون أن تضغطي على نفسك ولا تفعلي شيئًا لا ترغبين في فعله، لكن على الأقل أظهري لزوجك تفهمك لرغباته، ومن الأفضل أن تتصارحا دائمًا في ما يخص مشاعركما بشأن العلاقة الحميمة، لأن ذلك سيجنبكما كثيرًا من الخلافات. - ذهابه للمقهى: الشكوى الشهيرة لعديد من النساء في كثير من البيوت، ذهاب زوجها للمقهى مع أصدقائه وعدم قضاء الوقت معها، أو العكس أحيانًا، الشكوى من أن زوجها ملتصق بها طوال الوقت ولا يدع لها مجالًا للتنفس أو العمل أو لقاء الأصدقاء. هذه الخناقة في الغالب ترجع لاختلاف مفهوم الطرفين بشأن العلاقات الاجتماعية والمساحة الشخصية للطرف الآخر، فبينما يرى أحدهما أنه على الآخر قضاء كثير من الوقت معه، يرى الآخر أن كل منهما يحتاج إلى بعض الوقت الخاص بعيدًا عن الآخر.
كيف تتعاملين مع الأمر؟ اجلسا معًا وحاولا أن تصلا إلى حل وسط، واشرحي لزوجك كيف تتأثر علاقتكما سواء بعدم قضاء وقت كافٍ معًا، أو بقضاء وقت أكثر من اللازم معًا. - النظام والنظافة: أحدكما مرتب ومنظم جدًّا والآخر فوضوي. أحدكما يريد كل شيء في مكانه والآخر يقول: ما الضرر في قليل من الفوضى؟ إن وجود شخص منظم مع شخص فوضوي قد يؤدي إلى شجارات متتالية.
كيف تتعاملين مع الأمر؟ إذا كنتِ الشخص المنظم فتجنبي توجيه اللوم الدائم لزوجك، فهذا سيجعله يتخذ موقفًا دفاعيًّا بشكل لا إرادي، اشرحي له ما تسببه تصرفاته لك وحاولا أن تصلا إلى حل وسط، سيحاول أن يتغير بعض الشيء، لكن لا بأس من أن تتقبلي قليلًا من الفوضى في حياتك. والعكس صحيح أيضًا إذا كنت أنتِ الشخص غير المنظم فحاولي أن تغيري هذا بعض الشيء، تجنبي تغيير مكان أشيائه الخاصة قدر الإمكان، ومع الوقت سيتقبل وجود بعض الفوضى في حياته.
وأخيرًا نتمنى أن نكون قد أجبنا على سؤالك "كيف أغير نفسية زوجي؟" واعملي عزيزتي أنك في وقت الخلافات لا تكونين على طبيعتك لا أنت ولا شريك حياتك، لذا احرصي على الصبر حتى زوال الغضب والانفعال والنقاش والتفكير بهدوء.
لقراءة مزيد من المقالات بخصوص المشكلات الزوجية، زوري قسم الخلافات الزوجية على "سوبرماما".