الولادة تجربة خاصة جدًا واستثنائية تمر بها السيدات، وتتطلب رعاية جسمانية ونفسية، ابتداء من الأيام السابقة على الولادة، والتي تكون فيها السيدة بحاجة إلى الاستعداد للحظة الولادة نفسها، وبعد إتمام عملية الولادة والانتهاء منها، تكون الأم في أضعف أوقاتها، وإذا كانت الولادة طبيعية (مهبلية) فهي تحتاج إلى عناية مختلفة عن الولادة القيصرية. مثلًا في الولادة المهبلية، تحتاج المنطقة المحيطة بالمهبل إلى رعاية خاصة، لتقليل الألم وتجنب العدوى، لذا إذا كنتِ تتساءلين عن كيفية العناية بالمنطقة الحساسة بعد الولادة، فإليك بعض النصائح للتعامل مع الانزعاج والنزيف والمشكلات الأخرى التي قد تواجهينها، كذلك سنتعرف أيضًا إلى مدة التئام جرح الولادة الطبيعية والقيصرية.
كيفية العناية بالمنطقة الحساسة بعد الولادة
يغيّر الحمل جسمك أكثر مما تتوقعين، ولا يتوقف ذلك عند ولادة طفلك، وإنما يستمر التأثير إلى ما بعد الولادة بفترة، في ما يلي نوضح لك كيف تؤثر الولادة في المنطقة الحساسة لديك، وكيف يمكنك الاهتمام بها:
- الألم المهبلي:
إذا أصبت بتمزق مهبلي في أثناء الولادة الطبيعية أو عمل طبيبك شقًا، فقد تشعرين بالألم، وإذا كانت قد حدثت تمزقات مهبلية شديدة، فقد تعاني من الألم أيضًا، يمكنك تخفيف حدة الألم، باتباع الآتي:
- الجلوس على وسادة طرية أو مبطنة على شكل حلقة.
- تبريد الجرح بكمادات باردة أو وضع ضمادة مبردة بين الفوطة الصحية والمنطقة الواقعة بين فتحة المهبل والشرج (وتسمى العِجان).
- استخدام زجاجة ضاغطة لصب الماء الدافئ على منطقة العِجان بعد التبول.
- الجلوس في حمام مياه دافئ وعميق ليغطي الإليتين والوركين لمدة خمس دقائق، ويمكنك استخدام الماء البارد إذا شعرتِ أن تأثيره أفضل في تخفيف الألم.
- تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية.
- اسألي الطبيب عن إمكانية استخدام مُلين لمنع الإمساك.
- الإفرازات المهبلية:
بعد الولادة، ستبدئين التخلص من الغشاء المخاطي السطحي الذي يبطن الرحم في أثناء الحمل، ستكون لديك إفرازات مهبلية مكونة من هذا الغشاء والدم لأسابيع، ستكون الإفرازات حمراء وثقيلة في الأيام القليلة الأولى، ثم تتناقص، وتصبح مائية بشكل متزايد وتتحول من البني الوردي إلى الأبيض المصفر.
- النزيف المهبلي:
يشبه النزيف بعد الولادة دم الحيض، لكنه سيكون أكثر شدة في بعض الأحيان، خاصة في أول أسبوع إلى أسبوعين، يرجى استخدام الفوط الصحية الخاصة بالنفاس بدلًا من السدادات القطنية خلال هذا الوقت.
ابتعدي عن السباحة والاستحمام وممارسة العلاقة الحميمة خلال هذه الفترة، قد يؤدي النشاط أو الرضاعة الطبيعية أو ضخ حليب الثدي إلى زيادة النزيف في بعض الأحيان، قد تلاحظين تجلطات صغيرة، ولكن يجب ألا تكون تجلطات الدم أكبر من حجم البيضة، سيتغير لون النزيف من الأحمر إلى البني ثم من الأصفر إلى الصافي، قد يستمر النزيف ستة أسابيع كاملة، لكن من المفترض أن يتناقص بمرور الوقت، يرجى الاتصال بالطبيب للحصول على رعاية عاجلة إذا كنت تملئين فوطة كل ساعة خاصة إذا كان ذلك مصحوبًا بألم في الحوض أو حمى أو إيلام، أو إذا عاد النزيف الغزير فجأة بعد أسابيع من التباطؤ.
- طريقة استحمام المرأة النفساء:
تختلف الآراء في توقيت استحمام النفساء بعد الولادة، وباختلاف كل حالة ما بين الولادة الطبيعية والقيصرية، وحتى في النوع الواحد تختلف التوصيات، لذا عليك الرجوع إلى طبيبك لتحديد أنسب موعد لاستحمامك بعد الولادة، يوصي بعض الأطباء بالامتناع عن الاستحمام ثلاثة أيام على الأقل بعد الولادة، بينما يشجع بعضهم على الاستحمام في يوم الولادة، لذا:
- لا تقرري الاستحمام من نفسك، وتأكدي من موافقة طبيبك على ذلك أيضًا.
- إذا كنت تعانين بالفعل من عدوى أو أي مرض آخر، فمن الأفضل تجنب الاستحمام.
- لا تستخدمي حمامات الفقاعات أو الزيوت في الماء.
- لا ينصح أبدًا باستخدام غسول للمنطقة الحساسة، يمكن أن تسبب هذه الممارسة الصدمة والعدوى.
- إذا كنت قد خضعت لعملية قيصرية، فمن المهم الحفاظ على مكان الشق نظيفًا بالماء والصابون، يجب أن تربّتي المنطقة بلطف وتحافظي عليها جافة بعد الاستحمام.
- في أثناء الاستحمام، تأكدي من أن الماء ليس ساخنًا جدًا أو باردًا جدًا، قد تصيبك درجات الحرارة الشديدة بالدوار، خاصة بسبب فقدان الدم بعد الولادة.
- تأكدي من التنقل في الحمام بعناية واستخدمي الأحذية ذات الإمساك الجيد، قد يكون اختيار استخدام كرسي للجلوس تحت الدش والاستحمام مفيدًا بعد الولادة القيصرية.
- قد تؤدي الحمامات الأولية بعد الولادة إلى وجود إفرازات مهبلية، هذا أمر طبيعي ولا يدعو للقلق.
- تأكدي من الحفاظ على بشرتك جافة وإزالة أي أثر للرطوبة في الغرز.
متى يلتئم جرح الولادة؟
في السطور التالية، نوضح لك متى يلتئم كل من جرح الولادة؛ الطبيعية والقيصرية:
- الولادة الطبيعية:
إذا تعرضتِ خلال الولادة إلى تمزق مهبلي، أو اضطر الطبيب إلى إجراء شق جراحي، فقد يستغرق التئام الجرح بضعة أسابيع، وقد يستغرق التئام الجرح ذات التمزقات الشديدة وقتًا أطول من ذلك.
وعلى الرغم من أن بعض النساء يأخذن أشهر ليتعافين تمامًا، فإن عديدات منهن يشعرن بالشفاء بعد 6-8 أسابيع.
إذا كنت قد خضعت لعملية قيصرية، ستحتاجين إلى مزيد من الوقت للتعافي أكثر مما تحتاجين إليه بعد الولادة الطبيعية (المهبلية)، ستشعرين ببعض الألم في شق الجرح، وستكون المنطقة المحيطة بالغرز أو الشريط اللاصق على بطنك مؤلمة في الأيام القليلة الأولى، حافظي على نظافتها لمنع الالتهابات.
قد تصابين بنزيف أو إفرازات لمدة تصل إلى ستة أسابيع بعد العملية القيصرية، وهذا أمر طبيعي. عليك استشارة الطبيب على الفور، إذا لاحظتِ أيًا من الأعراض التالية، لأنها قد تشير إلى وجود عدوى:
- احمرارًا أو تورمًا أو خروج صديد من موقع الشق (الجرح).
- ألمًا حول مكان الجرح.
- حمى تزيد على (38 درجة مئوية).
- إفرازات كريهة الرائحة من المهبل.
- نزيفًا مهبليًا حادًا.
- احمرارًا أو تورمًا في ساقك.
- صعوبة في التنفس.
- ألمًا في الصدر.
- ألمًا في ثدييك.
ختامًا، بعد إجابتنا عن تساؤلك كيف أهتم بالمنطقة الحساسة بعد الولادة، إذا واجهت أيًا من الأعراض التالية فعليك الرجوع إلى الطبيب على الفور؛ حدوث نزيف بكميات كبيرة جدًا دون توقف أو دون أن يقل على مدار الأيام، أو وجود رائحة غير مستحبة في الإفرازات المهبلية، أو ارتفاع درجة حرارة جسمك دون أسباب واضحة لفترة من الوقت، وبالنسبة للولادة القيصرية، إذا لاحظتِ احمرار مكان الجرح أو الشعور برغبة مفاجئة في هرشه.
الآن يمكنك متابعة حملك أسبوعًا بأسبوع مع تطبيق تسعة أشهر من "سوبرماما".
لأجهزة الأندرويد، حمليه الآن من google play
لأجهزة أبل - IOS، حمليه الآن من App Store