جميعنا يدرك مخاطر شرب المياه الغازية، حتى الأنواع الخالية من السعرات الحرارية، ولكن ماذا عن الماء الفوار؟ فبعض الناس يخلطون بينه وبين المياه الغازية، ويظنون أن تناوله قد يسبب فقدان الكالسيوم من العظام وهشاشتها، أو يؤدي إلى تسوس الأسنان، أو يهيج القولون العصبي، كما هو الحال مع المشروبات الغازية، مع أن كليهما يختلف عن الآخر، فالماء الفوار أو ما يُعرف بالماء المكربن، يُصنع من خلال إضافة ثاني أكسيد الكربون للماء تحت ضغط عالٍ، تعرفي معنا في هذا المقال إلى كل ما يخص فوائد المياه الفوارة وأضرارها.
فوائد المياه الفوارة
الماء الفوار ماء مكربن يشبه في مظهره المياه الغازية الشفافة، وله فوائد صحية متعددة، وبالأخص الأنواع المستخرجة من الينابيع الحارة الغنية بالمعادن التي يحتاجها الجسم، وهو أيضًا بديل صحي للمياه الغازية للأشخاص الذين لا يستطيعون التوقف عن تناولها، وسنعرض عليكِ عزيزتي فيما يلي أهم فوائد المياه الفوارة:
- تحسين القدرة على البلع: تشير دراسات في مجال التغذية إلى أن الماء الفوار قد يحسن القدرة على البلع، فقد طُلب من 16 شخصًا ابتلاع سوائل مختلفة بشكل متكرر، وقد وجد أن تناول الماء الفوار قد حسن البلع بشكل كبير، وذلك لأنه أقوى قدرة على تحفيز الأعصاب المسؤولة عنه، بالإضافة إلى أنه يساعد على تنظيف الحلق من المخاط، ما يحسن من البلع أيضًا.
- الشعور بالامتلاء: قد يساعد الماء الفوار على زيادة الشعور بالامتلاء بعد الوجبات بدرجة أكبر من الماء العادي، فهو يعمل على إبقاء الطعام في المعدة لفترة أطول، ما يؤدي إلى إحساس أكبر بالشبع، الأمر الذي يساعد بدوره على كبح الشهية وفقدان الوزن.
- تخفيف الإمساك: يساعد شرب الماء الفوار على تخفيف أعراض الإمساك، وفي دراسة أُجريت على عدد من الأشخاص يعانون من الإمساك، وُجد أن حركة الأمعاء زادت لديهم بعد تناول الماء الفوار، مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا الماء العادي، وكذلك فهو يساعد على علاج عسر الهضم وآلام المعدة.
- ترطيب الجسم: يعاني بعض الأشخاص من عدم رغبتهم في تناول الماء العادي، الأمر الذي قد يعرضهم للجفاف ومشكلات الكلى، لذا فإن الماء الفوار بديل رائع له، لأن مذاقه الحمضي الخفيف يساعد على تنشيط حلمات التذوق على اللسان، ما يجعل الشخص يرغب في تناوله، وكذلك فإن احتواءه على المعادن -وعلى رأسها الصوديوم- يحمي من الجفاف، ويعيد توازن الأملاح في الجسم.
- تحسين صحة القلب: تشير الأبحاث الطبية إلى أن المياه الغازية قد تحسن من صحة القلب، ورغم أنها أبحاث محدودة للغاية، فإن إحدى الدراسات الطبية التي أُجريت على 18 امرأة بعد انقطاع الحيض، وجدت أن شرب المياه الغازية الغنية بالصوديوم يقلل من نسبة الكوليسترول الضار (LDL)، وعلامات الالتهاب، وسكر الدم، ووجدت أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب أقل بنسبة 35% بين السيدات اللائي تناولنّ المياه الغازية، مقارنةً بمن شربن الماء العادي.
أضرار المياه الفوارة
رغم أن المياه الفوارة آمنة، ووفقًا لعديد من الدراسات الطبية فهي لا تسبب مشكلات صحية، إلا أن هناك اعتقادًا بأنها قد تؤثر في مينا الأسنان أو العظام أو القولون العصبي، والحقيقة أن بعض المياه الفوارة -خاصةً تلك التي تحتوي على سكر أو حمض الستريك- قد ترتبط ببعض الآثار الجانبية والأضرار أهمها:
- تآكل مينا الأسنان: أحد أكبر المخاوف بشأن المياه الفوارة تأثيرها في الأسنان، إذ يُعتقد أن حمض الكربونيك قد يُتلف مينا الأسنان، ومع ذلك فقد أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أن الماء الفوار قد يؤثر في طبقة المينا، ولكن بشكل خفيف، مقارنةً بالمياه الغازية، وأن أنواع المياه الفوارة التي تحتوي على السكر هي التي تتلف مينا الأسنان، وفي دراسة أخرى، وُضعت أجزاء من مينا الأسنان في مشروبات مختلفة لمدة 24 ساعة، ووُجد أن ماء الفوار المُحلى والمشروبات السكرية قد أتلفت مينا الأسنان بشكل كبير، لذا فإن الجمع بين السكر والكربنة قد يؤدي إلى تسوس الأسنان الشديد وتلف المينا، كذلك الأنواع التي تحتوي على حمض الستريك، لذا الأفضل تناول ماء الفوار الطبيعي الخالي من السكر والمواد الصناعية.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: رغم أن الماء الفوار لا يسبب تهيج القولون على عكس المياه الغازية فإنه قد يسبب الانتفاخ والغازات، الأمر الذي قد يزيد أعراض القولون سوءًا، لذا إذا كنتِ تعانين من اضطرابات الجهاز الهضمي بشكل متكرر، فمن الأفضل تجنب تناولها.
أما عن الاعتقاد بأنها قد تسبب فقدان الكالسيوم أو هشاشة العظام، فهو خالِ من الصحة، وأن الكولا فقط أو المشروبات الغازية الداكنة هي التي ترتبط بمخاطر هشاشة العظام، نتيجة احتوائها على نسبة مرتفعة من الفوسفور، وهو من العناصر المهمة لصحة العظام، إلا أن زيادة مستواه تسبب سوء امتصاص العناصر الأخرى كالكالسيوم، ما يزيد من فرص الإصابة بالهشاشة.
هل أشرب المياه الفوارة أم لا؟
تتوافر في الأسواق عدة أنواع من المياه الفوارة التي تختلف في مكوناتها، فبعضها يُصنع من مياه الينابيع المعدنية، ويُضاف له ثاني أكسيد الكربون، وتحتوي هذه الأنواع على معادن ومركبات الكبريت، وبعضها يُعرف بماء التونيك، وهو ماء فوار أيضًا، ولكنه يحتوي على مركب "الكينين" إلى جانب السكر أو شراب الذرة، وعادةً ما يُضاف الملح إلى الماء الفوار لتحسين مذاقه، وبعضها يُضاف له معادن لتعزيز فوائده، وبصفة عامة فإن أفضل الأنواع هي الطبيعية الخالية من السكر.
إذًا يمكنكِ عزيزتي تناول الماء الفوار بأمان، طالما أنه لا يحتوي على إضافات صناعية أو سكر أو حمض الستريك، فهو من المرطبات الرائعة التي تحمي الجسم من الجفاف، وكذلك فإن مذاقه قد يكون مفضلًا بالنسبة للأشخاص الذين لا يحبون تناول الماء، بسبب احتوائه على حمض "الكربونيك" الذي يكسبه مذاقًا حمضيًّا مميزًا.
ختامًا عزيزتي، إذا كنتِ تتساءلين هل أشرب المياه الفوارة أم لا، فيمكنكِ تناولها بأمان، خاصةً إذا كنتِ لا تستسيغين الماء العادي، ففوائد المياه الفوارة تجعله واحدًا من المشروبات الصحية المنعشة، ولكن احرصي على قراءة ملصق المكونات جيدًا، لضمان أنه خالٍ من المواد الصناعية ومكسبات الطعم والرائحة.
اطلعي على مزيد من المعلومات عن أهم الأطعمة والمشروبات المفيدة للصحة في قسم التغذية على موقع "سوبرماما".