تربية الأبناء كانت وستظل، الشاغل الأهم لكل أب وأم على مر التاريخ، كنا أبناء ذات يوم، وها نحن الآن آباء وأمهات، نتعجب كيف تحمّل آباؤنا كل هذه الضغوط والأوقات العصيبة، في سبيل تربيتنا؟
وتربية الأبناء تربية صحيحة ومتوازنة، أمر يتطلب من الأبوين ومن الأم خصوصًا، كثيرًا من الصبر والحلم وقدرًا كبيرًا من المعرفة والمرونة، في هذا المقال، سنطلعكِ على أسس تربية الأطفال وماذا يعني مصطلح التربية الصحيحة. وهذا رغبة من "سوبرماما" في نشر ثقافة التربية الصحيحة للأبناء في هذا العصر.
تربية الأبناء تربية صحيحة
الحقيقة أن كلمة تربية صحيحة، كلمة واسعة وتشمل معاني كثيرة، فلكي نقول إن هؤلاء الأطفال على قدر عالٍ من الأخلاق الحسنة والتربية السليمة، لا بد وأن يكونوا قد نشأوا وترعرعوا في جو يسوده بالأساس التوازن والاعتدال بين تلبية حاجات الأبناء المادية مثل، الأكل والشرب والملبس والعلاج، وتلبية حاجاتهم إلى الحب والحنان والاحترام والاحتواء وغرست القيم النبيلة في نفوسهم.
هذه معادلة صعبة جدًا، خاصة في هذا العصر. فكثير من الآباء والأمهات لا يقضون أوقاتًا طويلة مع أبنائهم، بسبب كثرة المشاغل وطول ساعات العمل خارج المنزل.
كذلك، تحتاج التربية الصحيحة، إلى قدر كبير من ثقافة الأم ووعيها بالفجوة الزمنية بين جيلها وجيل أبنائها.
ومن هنا جاء حرص "سوبرماما" على التوعية بمبادئ تربية الأبناء تربية صحيحة، حتى تستطيع كل أم، غرس الصدق والتعاون والثقة بالنفس وتحمّل المسؤولية في نفوس أبنائها. وتحميهم من الإصابة بالقلق والغضب والعنف.
أسس تربية الأطفال
من خلال بحث اجتماعي استمر قرابة 75 عامًا، استطاع لورنس شتاينبرج أستاذ علم النفس بجامعة تمبل بفلادلفيا، أن يؤلف كتابًا بعنوان: المبادئ العشرة للتربية الصحيحة.
نقدم لك هذه المبادئ العشرة، لمساعدتك على تربية أبنائك بشكل جيد ومتوازن، قدر المستطاع:
- كل ما تفعلينه مؤثر: طفلك يراقب كل تصرفاتك وحركاتك ونظراتك. فانتبهي دائمًا أن كل ما تفعلينه خلال اليوم -حتى إن كان نظرة تعنيف صغيرة- سيؤثر في شخصية طفلك عندما يكبر.
- الحب الحقيقي لا يفسد: أحيانًا تظن الأم أنها تمنح طفلها حبًا عندما تفرط في تدليله. وتتساهل مع أخطائه. وهذا الخلط بين الحب والتدليل هو ما يفسد شخصية الأبناء.
- كوني دائمًا مشاركة طفلك حياته: ولا نعني هنا الجلوس مع الأطفال في أثناء عمل الواجبات المدرسية. وإنما نعني مشاركتك له في لعبه واهتماماته مهما بدت تافهة. شاركي طفلك بوجودك جانبه وشاركيه بوجدانك أيضًا. وهذا يتطلب قدرًا كبيرًا من التضحية.
- تكيّفي مع طفلك وليس العكس: انتبهي إلى نمو طفلك وتغيرات سلوكه في كل مرحلة عمرية. فرغبة طفلك في الاستقلال عنك والاعتماد على نفسه في دخول الحمام بمفرده في سن ثلاث سنوات، تختلف عن رغبته في الاستقلال عنك عندما يبلغ 13 عامًا، ويمتنع عن تناول طعام العشاء مع الأسرة كل يوم.
في كلا الحالتين، يرغب طفلك في الاعتماد على نفسه والانفصال عنك. ولكنك في الحالة الأولى، سترحبين وتفرحين. وفي الحالة الثانية، يحتاج منك الأمر إلى تقبل رغبته واحترام مراهقته ورغبته في الاستقلال. - ضعي قواعد حسب كل مرحلة عمرية: ففي الطفولة المبكرة مثلًا، من الضروري، تنظيم مواعيد للنوم ومواعيد للأكل ومواعيد لزيارة الأسرة والخروج والفسح وخلافه. وكل هذا يساعد طفلك في تنظيم شؤونه بنفسه عندما يكبر.
- شجعي طفلك على الاستقلال وتحمّل المسؤولية: فمن الأخطاء الشائعة، الظن أن الطفل سيعتمد على نفسه في إدارة شؤون حياته واتخاذ قراراته عندما يكبر، وهو لم يتعلم هذا في الطفولة المبكرة.
- كوني ثابتة في المواقف المختلفة: تذبذب الأم أو الأبوين وترددهما في ردود فعلهم تجاه المواقف المختلفة، يجعل الطفل مرتبكًا في حكمه على الأمور عندما يكبر. فمثلًا لا تخبري طفلك، بأنكم لن تذهبوا إلى النادي اليوم، وبعد ساعتين، تغيرين رأيك وتذهبون إلى النادي. مثل هذا الموقف، يثير في ذهن طفلك البلبلة. فهو لن يفهم، لماذا منعته، وبعد ساعتين وافقت على الذهاب؟
- تجنبي العقاب الشديد: من أهم أسس التربية السليمة، الحكمة في اختيار العقاب المناسب للخطأ في الوقت المناسب حسب عمر طفلك والتصرف الخطأ الذي بدر منه. وتجنبي العنف عند عقاب طفلك، سواء العنف الجسدي أو العنف المعنوي. وتعلمي متى تتوقفين عن العقاب ومتى تتغاضين عن بعض الأخطاء.
- اشرحي لطفلك أسباب اختياراتك وقراراتك: عادة ما يتكلم الآباء والأمهات كثيرًا مع أبنائهم في الطفولة، ويتحدثون إليهم قليلًا في المراهقة. الشرح ليس سهلًا بالتأكيد، ويحتاج منك إلى الحكمة والصبر للشرح والتفسير والإجابة عن تساؤلات طفلك بشأن قراراتك واختياراتك حسب فهمه وعمره.
- امنحي طفلك الاحترام الكامل: يحتاج الطفل إلى الشعور باحترام والديه لرغاباته ومساحته الشخصية. فمثلًا، طفلك يشعر باحترامك له عندما تنصتين إلى حديثه أو تحترمين رغبته في تناول طعام بعينه وفي الامتناع عن تناول طعام آخر وهكذا.
تربية الأولاد الذكور
تربية الأبناء بشكل عام أمر صعب وشاق ويحتاج إلى الحكمة والحلم والوعي كما أشرنا. لكنّ تربية الذكور قد تكون أصعب وهذا بسبب اختلافات طبيعية وفسيولوجية بين الذكور والإناث.
فالذكور، يميلون إلى الألعاب المتحركة أكثر من الإناث. كما يتصف الذكور بالجرأة والإقدام وأحيانًا كثيرة، بالرعونة. كما أن الذكور لا يميلون-عادة-إلى أعمال المنزل وترتيب الغرف، عكس الإناث مثلًا، والمهم هو اتباع القواعد العامة في تربية أبنائك.