هل الرضاعة الطبيعية تضعف مناعة الأم؟

تأثير الرضاعة على مناعة الأم

ينصح كل الخبراء بالرضاعة الطبيعية فقط دون أي شيء جانبي كغذاء للرضيع في أول ستة أشهر من عمره، وحتى بعد إدخال الطعام الصلب، ينصح بإكمال الرضاعة الطبيعية حتى إتمامه سنة، وقد يفضل الرضيع الرضعات الصغيرة المتكررة أو الطويلة التي يفصل بينها أوقات أطول، إذ تتغير تفضيلاتهم مع نموهم، وينصح الأطباء بإرضاع الطفل وقت حاجته، إلا إن كان هناك سبب أو حالة مرضية تستلزم تنظيم الرضعات، ورغم أن الرضاعة لها فوائد لا تحصى للرضع والأم أيضًا، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهها الأمهات في أثناء الرضاعة، خاصة في أول أسابيع ولادة أطفالهن، فما تأثير الرضاعة على جسم الأم؟ وهل الرضاعة الطبيعية تضعف مناعتها؟ هذا ما سنجيب عنه في السطور التالية.

تأثير الرضاعة على جسم الأم

بالإضافة للفوائد التي لا تحصى التي يحصل عليها الرضيع من الرضاعة الطبيعية، فهناك بعض الفوائد التي تحصل عليها الأم أيضًا، وكذلك بعض الأضرار التي قد تحدث لها بسببها، فبجانب توفير النقود والوقت المستغرقين في تحضير الرضعات من الألبان الصناعية، وتقوية العلاقة بين الأم ورضيعها، فهناك بعض الفوائد التي يحصل عليها جسم الأم من الرضاعة، مثل:

  1. حرق السعرات الحرارية الزائدة، ما يؤدي لفقدان الوزن الزائد في الحمل بشكل أسرع، إذ تزداد عملية الحرق في الجسم نتيجة لإنتاج حليب الثدي.
  2. إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يساعد على عودة الرحم لوضعه الطبيعي قبل الحمل بشكل أسرع، ويقلل من نزف الرحم بعد الولادة، كذلك فإن الدورات الشهرية تغيب أو تصبح أقل غزارة، فترتاح المرضع من أوجاعها وآلام بطانة الرحم المهاجرة إن كانت لديها.
  3. تقليل فرص التعرض لاكتئاب ما بعد الولادة، بحسب بعض الدراسات الطببية، لكنها لم تُثبت حتى الآن.
  4. فوائد طويلة الأمد، فبحسب الدراسات الرضاعة الطبيعية تقلل مخاطر الإصابة بالآتي:

هناك أيضًا سلبيات للرضاعة الطبيعية على جسم الأم، مثل:

  • مشكلات الثدي: كتشقق الحلمات وجفافها وآلامها، والشعور بالوخز فيها واحتقانها، وكذلك امتلاء الثدي بالحليب أحيانًا، وتحجره عند عدم رضاعة الطفل جيدًا، ما يسبب الألم، وأحيانًا عدوى لأنسجة غدد الثدي والتهابها واحمرارها وتورمها، وقد يحدث ترهل لجلد الثدي بعد الفطام أيضًا.
  • آلام الظهر والكتف والمعصم: بسبب حمل الصغير في أثناء الرضاعة، ولتجنب ذلك يجب عدم الانحناء للأمام، والاستعانة بوسادة الرضاعة أو وسادة عادية، أو إرضاع الطفل في وضع الاستلقاء، إن لم يكن هناك مانع طبي، مع دعم الظهر، ووضع وسادة بين الركبتين.
  • مشكلات العظام: بسبب استهلاك الكالسيوم وسحبه من العظام، لكن بعد الفطام بستة أشهر، ومع تعويض الجسم بالكالسيوم والغذاء المناسب، تعود مستويات الكالسيوم لطبيعتها، بل وجدت دراسات طبية أن الأم المرضع بعد فطامها تمتلك عظامًا أقوى، وتقل مخاطر إصابتها بهشاشة العظام.

لكن ماذا عن تأثير الرضاعة في مناعة الأم؟ هذا ما نجيبكِ عنه في السطور التالية.

هل الرضاعة الطبيعية تضعف مناعة الأم؟

فوائد الرضاعة الطبيعية كثيرة ولا تعد بالنسبة للرضيع، فبجانب أنها تمده بالعناصر الغذائية اللازمة لنموه، فهي تعزز مناعته، وتمده بالأجسام المضادة لمحاربة العدوى، لكن ماذا عن مناعة الأم؟

لا توجد دراسات مؤكدة عن تأثير الرضاعة في مناعة الأم بشكل مباشر، لكن نظرًا للفوائد المتعددة التي تمد بها الرضاعة الطبيعية الأم، فذلك قطعًا يحسن من حالتها البدنية، وكذلك فإن التواصل بين الأم ورضيعها، والترابط بينهما في أثناء الرضاعة، يحسن من مزاج الأم، بالإضافة لإفراز هرموني "الأوكسيتوسين" و"البرولاكتين"، اللذين يعززان الإحساس بالسلام النفسي والراحة، ويزيدان مشاعر الحب والترابط بين الأم وطفلها، ويقللان من الضغط العصبي للأم، والحالة المزاجية الجيدة بالطبع تعزز المناعة وتحسنها.

قد تقل مناعة الأم في أثناء فترة الرضاعة بسبب قلة النوم بعد الولادة للعناية بالرضيع، واضطرابات النوم تؤثر بالسلب في المناعة، وقدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة والالتئام، لذا ننصح الأم دائمًا بطلب المساعدة من المحيطين بها، والحصول على قسط كافٍ من النوم، مع بعض الإجراءات الأخرى المعززة للمناعة مثل:

  • تناول الأطعمة المغذية الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، كالخضروات والفاكهة الطازجة التي تدعم الجهاز المناعي.
  • أخذ المكملات الغذائية بعد سؤال الطبيب، المحتوية على فيتامين "ج" والزنك، أو تناول الفيتامينات المخصصة لفترة الرضاعة.
  • تقليل التوتر والإجهاد العصبي بطلب المساعدة، أو التحدث مع المقربين أو المتخصصين.

ختامًا عزيزتي، بعد أن تعرفتِ إلى تأثير الرضاعة على جسم الأم، ننصحكِ إن واجهتِ أي أعراض مقلقة، كتورم الثديين أو احمرارهما أو تصلبهما أو احتقانهما أو نزول إفرازات غير طبيعية منهما أو دم من الحلمات أو ارتفاع في الحرارة أو صعوبات في الرضاعة أو عدم اكتساب الرضيع للوزن المطلوب، بالتوجه للطبيب المتخصص أو استشارية رضاعة بشكل عاجل.

الأطفال الرضع يحتاجون إلى عناية مضاعفة، تعرفي إلى مزيد من النصائح التي ستفيدكِ في شهور عمرهم الأولى في قسم تغذية وصحة الرضع.

عودة إلى رضع

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon