تُعد الصحة النفسية للرضع حجر الأساس لتنشئة نفسية سليمة؛ فهي أساس الاستقرار النفسي، وتعود مهمة تنشئة طفل سوي نفسيًا إلي الأسرة، حيث تبدأ هذه المهمة منذ الأيام الأولي للحمل ويعود ذلك إلي أن عملية التعلم عند الرضيع تبدأ بالفعل بينما ما يزال في رحم أمه.
يعتقد البعض أن الرضيع لا يشعر بما يدور حوله ولا يتأثر به ويتفاعل معه، لكن هذا الاعتقاد خاطئ؛ فالطفل يولد بجميع أجهزة جسمه التي تكون علي استعداد للتفاعل مع بيئته المحيطة، وينتبه الرضيع لكل ما يدور حوله، ويعود ذلك إلى أن عقل الطفل يحتوي على وصلات عصبية أكثر من عقل البالغين، فنجد أن أبسط الأشياء تلفت انتباهه بكل تفاصيلها.
ولذا، سنساعدكِ عزيزتي في هذا المقال على أن تعرفي ما الذي يشعر به طفلكِ الرضيع، وما يؤثر في نفسيته.
تتأثر نفسية الرضيع إذا شعر بانشغالك عنه أوعدم انتباهك له
في بعض الأحيان تحاول الأم كسر ملل الرضاعة، فتشاهد التلفزيون أو تتصفح المواقع الإلكترونية أو تتحدث في الهاتف، دون أن تدرك أن هذا السلوك يؤثر سلبًا علي نفسية رضيعها ويجعله يشعر بالقلق والتوتر، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأم التي تنشغل عن طفلها في أثناء الرضاعة عبر الوسائل التي تشتت الانتباه عنه، تقطع حبل التواصل بينها وبينه، وذلك يكون نتيجة لعدم تواصل الأم البصري مع طفلها، ولهذا علىكِ عزيزتي بالنظر مباشرة إلى عيني رضيعكِ، وأن تركزي انتباهكِ عليه في أثناء الرضاعة.
اقرئي أيضًا: أنشغل عن طفلي خلال إرضاعه.. هل يتأثر نفسيًا؟
تتأثر نفسية الرضيع عند حدوث أي شجار أو خلاف بين والديه، ويظهر ذلك التأثر عبر عدة طرق، منها:
أولًا: الرضاعة
فالرضيع يشعر بأمه من خلال الرضاعة، حيث إن الرضاعة الطبيعية تؤثر تأثيرًا كبيرًا على نمو الطفل وصحته ونفسيته، كما إن الرضاعة الطبيعية تُنتج رباطًاً قويًا بين الأم وطفلها، فعند حدوث خلاف أو شجار بين الزوجين قد تتأثر الزوجة ويحدث لها اضطرابات نفسية، فيشعر الرضيع بهذا وتنتقل كل هذه الاضطرابات إلى الطفل عن طريق الرضاعة، وتكون في صورة مغص أو تقلصات بعد الرضاعة، فالصحة النفسية للأم تنعكس بالسلب أو الإيجاب على الصحة النفسية للطفل، فمن الأفضل عزيزتي عند شعوركِ بالتوتر التوقف عن إرضاع طفلكِ حتى تهدئين.
ثانيًا: نبرة الصوت
يستطيع الرضيع أن يفهم أمه من نبرة صوتها، كما يستطيع تمييز صوت والده، فقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن الرضع البالغين من العمر أربعة أشهر يستطيعون إدراك اللغة من حولهم عن طريق فهم حركات وجه المتكلم وإشاراته، فعندما يتشاجر الوالدان أمام الرضيع فهو يدرك ذلك تمامًا، ولذا عليكِ عزيزتي تجنب مثل هذه الشجارات أمام الطفل، لِما لها من ثأثير سيء علي نفسيته وتعاملاته في المستقبل.
اقرئي أيضًا: كيف أحمي طفلي من التأثير السلبي للخلافات الزوجية؟