الوسواس القهري عند الاطفال

اضطراب الوسواس القهري عند الأطفال حالة تصاحبها أفكار ومشاعر ومخاوف غير مرغوب فيها تُسمى "الهواجس"، تجعلهم في حالة من القلق الدائم، وعادةً ما تدفعهم هذه الهواجس للقيام بسلوكيات قهرية في نمط أشبه بطقوس تستغرق منهم وقتًا كثيرًا، وتعيق سير الأنشطة المهمة في حياتهم اليومية، كالدراسة والرياضة وتكوين الصداقات وغيرها. في هذا المقال نلقي الضوء على أسباب الوسواس القهري عند الأطفال وطرق علاجه، فتابعي القراءة.

أسباب الوسواس القهري عند الأطفال

يبدأ الوسواس القهري في مرحلة الطفولة عادة، ويعاني الطفل نتيجة له هواجس تأتي على صورة أفكار أو صور ذهنية غير مرغوب فيها، تسيطر على عقله وتحدث مرارًا وتكرارًا دون إرادة منه، وتسبب له الشعور بالقلق، وقد تدفعه للقيام بسلوكيات مُلحَّة ظنًّا منه أنها قد تساعده على تخفيف هذا الشعور، كأن يغسل يديه عدة مرات خوفًا من العدوى والجراثيم.

سبب الوسواس القهري غير معروف، وتشير الأبحاث إلى عدة أسباب محتملة للإصابة به، من أبرزها:

  1. مشكلة في الدماغ: إذ لا يمتلك الأشخاص المصابون بالوسواس القهري ما يكفي من مادة كيميائية تسمى "السيروتونين" في دماغهم.
  2. الوراثة: عادةً ما يُورث الوسواس القهري في العائلات، لذا قد يكون السبب وراثيًّا نتيجة طفرة جينية معينة، ولكنه قد يحدث دون وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض أيضًا.
  3. عدوى المكورات العقدية: تسببها البكتيريا التي تنتج عن التهاب الحلق عند الأطفال، وتربك جهاز المناعة لدى الطفل، فيهاجم الدماغ بدلاً من العدوى. يؤدي هذا بعد ذلك إلى بدء ظهور أعراض حادة من الوسواس القهري للطفل، ويتميز هذا النوع بأنه يظهر بشكل مفاجئ، على عكس النوع التقليدي الذي تظهر فيه الأعراض بصورة تدريجية. يُسمى هذا النوع من الوسواس القهري باضطراب المناعة الذاتية العصبية لدى الأطفال المرتبط بالمكورات العقدية (PANDAS).

لكن بصفة عامة -كما ذكرنا- فإنه لا يُوجد سبب محدد أو معروف لإصابة الأطفال بالوسواس القهري.

علاج الوسواس القهري عند الأطفال

الوسواس القهري ليست حالة يمكن للطفل التخلص منها أو السيطرة على هواجسها، لأنه يمارس هذه السلوكيات بشكل لا إرادي منه، ومع ذلك يمكن السيطرة على هذا الوسواس أو التخفيف من أعراضه، ويعتمد الأمر على حالة الطفل وعمره وصحته العامة، ومن أبرز طرق علاجه:

  • العلاج المعرفي والسلوكي: تساعد الأساليب المعرفية الطفل في التعرف على مخاوفه وفهمها، وتعلمه طرقًا جديدة للسيطرة عليها وتقليلها. كذلك تضع الأساليب السلوكية للطفل وأسرته قواعد للحد من التصرفات القهرية أو تغييرها، على سبيل المثال: تحديد الحد الأقصى لعدد المرات التي يمكن للطفل فيها غسل يديه.
  • العلاج الأسري: يلعب الآباء دورًا حيويًّا في الخطة العلاجية للطفل، ويمكن تضمين مدرسة الطفل في علاجه أيضًا.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs): من أمثلتها دواء "البروزاك"، ويساعد هذا النوع من الأدوية على رفع مستويات السيروتونين في الدماغ.
  • المضادات الحيوية: قد يحتاج طفلك إلى هذه الأدوية، إذا وُجد أن الوسواس القهري لديه مرتبط بعدوى المكورات العقدية.

قد يصاب الطفل بحالات أخرى متلازمة مع الوسواس القهري، كاضطرابات الشهية، وهنا يعالج الطبيب الحالات الأخرى بالتزامن مع الوسواس، وعادةً ما تخف حدتها بعلاج الوسواس نفسه.

ختامًا عزيزتي، الوسواس القهري عند الأطفال حالة لاإرادية، ويجب أن تتفهمي وأفراد أسرتك هذا الأمر، وتتعاملون مع الطفل على هذا الأساس، وعدم تعنيفه على سلوكيات أو إجباره على عدم ممارستها، إذ يجب الالتزام بالخطة العلاجية التي يصفها الطبيب واحتواء الطفل، لأن هذه الممارسات ترهقه بالفعل وتشعره بالخوف، لذا فهو في حاجة إلى دعمكم.

أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم بصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم تغذية وصحة الأطفال.

العودة إلى أطفال إقرأ المقالة

مواضيع ذات صلة ب : ما أسباب الوسواس القهري عند الأطفال؟

supermama