يخلط كثيرون بين مصطلحي البرود العاطفي والبرود الجنسي، ولا يستطيعون التفرقة بينهما، فتعريف البرود العاطفي عند المرأة يختلف تمامًا عن تعريف البرود الجنسي عند المرأة، وفي هذا المقال، نستعرض معكِ الفرق بين البرود العاطفي والبرود الجنسي، وأعراض البرود الجنسي عند المرأة وأسبابه وطرق علاجه.
الفرق بين البرود العاطفي والبرود الجنسي
البرود العاطفي
لا يوجد مصطلح علمي يُسمى بالبرود العاطفي، ولكن من المتعارف عليه بين الناس أن تُطلق هذه الصفة على الشخص الذي لا يجيد التعبير عن مشاعره وعاطفته، أو الشخص الذي يخاف أن يُعبر عن مشاعره وحبه للشخص الآخر، اعتقادًا منه أنه بذلك سيظهر ضعيفًا أو هشًا أمام الطرف الآخر.
وعادة ما يتهم الأزواج زوجاتهم بالبرود العاطفي، عندما يجد الزوج أن زوجته لا تعبر عن مشاعرها تجاهه، ولا تُظهر حبها له، نتيجة لخوفها من إظهار مشاعرها أمامه، بسبب طبيعة شخصيتها أو ظروف التربية الصارمة التي تعرضت لها في صغرها.
البرود الجنسي
عرّف علماء النفس البرود الجنسي بأنه عجز المرأة عن الوصول للنشوة خلال ممارسة العلاقة الحميمة، وقد استخدم هذا المصطلح لوصف مجموعة متنوعة من السلوكيات التي تطرأ على المرأة، بدءًا من البرودة العامة وعدم الشعور بالرغبة أو الإثارة مرورًا بطريقة التعامل مع الزوج وعدم الاهتمام بالتلامس الجسدي بينهما ووصولًا إلى النفور الشديد من ممارسة العلاقة الحميمة.
وقد أطلق الباحثون على هذه الحالة أيضًا مصطلح نقص الغدد التناسلية العام hypogonadismus، نظرًا للدلالات المهينة المرتبطة بمصطلح البرود الجنسي، وفسروها بأنها تعني عجز المرأة عن الحصول على الرضا الجنسي.
أعراض البرود الجنسي عند المرأة
تشمل أعراض البرود الجنسي ثلاثة أعراض مشهورة، قد تظهر على المرأة إحداها أو جميعها، وهي:
- عدم القدرة على الاستجابة الجنسية بأي شكل.
- عدم القدرة على تحقيق الإثارة الجنسية أو تحقيقها بصعوبة شديدة.
- عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.
أسباب البرود الجنسي عند المرأة
تنحصر الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المرأة بالبرود الجنسي في نوعين: الأسباب العضوية، والأسباب النفسية.
أسباب عضوية
عدم الاستجابة الجنسية عند المرأة، قد يكون له أسباب جسدية محددة، وهذا هو حال النساء اللاتي يعانين خلال ممارسة العلاقة الحميمة، من التشنج المهبلي (التشنجات الشديدة في المهبل) أو عسر الجماع (الألم المستمر خلال الجماع)، أو التغيرات الهرمونية الطبيعية أو خلال فترة الحمل أو بعد تجربة الإجهاض أو في حالة الخضوع للعلاج الكيميائي.
أسباب نفسية
قد تتأثر الاستجابة الجنسية لدى المرأة بأسباب نفسية بحتة، تنجم عن الشجارات والخلافات بينها وبين زوجها بعيدًا عن العلاقة الحميمة ولكنها تنعكس عليها، أو الخوف الشديد من ممارسة العلاقة الحميمة، أو القلق والتوتر والاكتئاب والشعور بالذنب المتعلق بعادات أو تصرفات معينة يفعلها الزوج خلال العلاقة.
طرق علاج البرود الجنسي عند المرأة
علاج البرود الجنسي عند المرأة يتطلب أن يكون هناك تعاون بين الزوج والزوجة والطبيب المختص، من خلال التركيز على حل المشكلات العضوية والنفسية، عن طريق:
- تهيئة الجو العام للاسترخاء: يمكن بمساعدة الزوج اللجوء إلى سماع الموسيقى الهادئة واستخدام الروائح التي تساعد على الاسترخاء، وكذلك الحصول على حمام دافئ قبل البدء بممارسة العلاقة الحميمة، لتجنب تشنجات العضلات.
- استخدام محفزات الإثارة الجنسية: تحفيز الإثارة من الخطوات المهمة جدًا التي يجب على الزوج اتخاذها، من خلال التدليك والمساج لفترة مناسبة قبل ممارسة العلاقة الحميمة.
- الابتعاد عن الأوضاع الحميمية المؤلمة: شعور المرأة بأنها المتحكمة في العلاقة الحميمة، وممارسة الأوضاع المريحة بالنسبة لها مهم جدًا، لأنه يعمل على حل مشكلة الشعور بالألم الشديد خلال الجماع.
- العلاج الهرموني: يمكن أن يصف الطبيب العلاج الهرموني للمرأة التي تعاني من تغيرات هرمونية من خلال إعطائها حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين، فهي تزيد من الرغبة الجنسية.
- العلاج النفسي: يجب خضوع المرأة للعلاج النفسي، في حالة وجود أسباب نفسية للبرود الجنسي، وقد يأخذ ذلك فترة طويلة، ولكن نتيجته تكون فارقة، إذا ما تم العلاج على يد طبيب نفسي مختص في مثل هذه الحالات.