الطفل العنيف نتاج بيئة مليئة بالضغوط والتوتر

عنف الأطفال مشكلة تواجه الكثير من الأمهات، لكننا نريد في مقال اليوم التوقف عند تعريف مفهوم العنف لدى الأطفال، وما هي أسبابه، لنستطيع إيجاد حلول جذرية لعنف أطفالنا، ولنبدأ من حكايتي الشخصية مع عنف طفلي.

"مازن" لم يكن يوما طفلاً عنيفاً، لكن منذ ثلاثة أشهر وعند افتتاحي دار الحضانة الخاصة بي، وانشغالي بأطفال آخرين، بدأت تظهر ميول عدوانية على طفلي، لم يكن عنفه موجهاً للأطفال فقط بل للمكان كله، كان يتعمّد دفعي بقوة، ويظهر على وجهه العبوس وعصبية المزاج، ويتعامل بحدّة مع مدرّساته.

هنا كان سبب العنف نفسياً، فالطفل الوحيد لديّ فجأة أصبح ليس في موضع الاهتمام، بل يشاركه عدد كبير من الأطفال في أمه، ولأني عرفت سبب عنفه مبكراً استطعت أن أصحح الأوضاع ليعود طفلي كما كان قبل هذه الأزمة، التي تندرج تحت بند "الضغط النفسي" الناتج عن الغيرة.

اقرئي أيضًا ابني عصبي ما الحل؟

أسباب العنف وأنواعه لدى الأطفال

لا بد أن تعلمي أنه لا يولد الطفل بميول عنيفة، بل هي سلوكيات يكتسبها من محيطه، لذلك فتشي في بيئة تربية طفلك جيداً لتعرفي سبب عنفه.

يُظهر الطفل السلوك العدواني عاملاً لدفاعه عن نفسه من البيئة المحيطة به، أو كرسائل اعتراض لمن حوله. ومن أبرز أسباب العنف لدى الأطفال العنف الذي قد يمارس عليهم سواء كان عنفاً جسدياً كالضرب، أو عنفاً نفسياً مثل العقاب المستمر، وتجاهل مشاعره، أو كثرة تأنيبه وإسماعه كلاماً يُفقده الثقة بنفسه كـ"أنت متعب.. أنت غبي"... وكذلك استخدام الشتائم أثناء الكلام مع الطفل.

وهنا يكون العنف رد فعل طبيعي جداً للطفل الذي تربى بشكل عنيف، والحل سيكون بإعادة النظر في طرق التربية الحادة والعنيفة تلك، واستبدالها بالحوار وإسماع الطفل كلاماً إيجابياً عن نفسه.

اقرئي أيضًا نوبات الغضب من عمر سنتين فما أصغر

بالتأكيد ستسألين كيف أتعامل مع سلوكه الخاطئ؟ وهنا سيكون التجاهل تماماً لذلك السلوك هو الحل الأمثل لتفادي تفاقمه.

فالباحثون في علم النفس للأطفال يرون أن الطفل الذي يسمع عشر كلمات مديح في اليوم يكون طفلاً مطيعاً وهادئاً، أما الطفل الذي يُلام طوال الوقت ويسمع كلمات سيئة عن نفسه، يكون طفلاً عنيداً وعصبياً وعنيفاً. وهناك عنف يكون ناتجاً عن تجاهل الأهل للطفل أو اهتمامهم بإخوته الأصغر سناً، فيحاول الطفل أن يكون عنيفاً، خاصة مع إخوته للفت الانتباه وإظهار الغضب من ذلك التجاهل.

 

حلول مفيدة لطفل هادئ وسوي

ربما تأخذنا الحياة بعيداً عن أطفالنا ومحاولة الترفيه عنهم تكون صعبة، لكن ضعي أمامك دوماً أن ساعةً كل يومين من اللعب في حديقة، أو ممارسة رياضة في النادي، ستجعل من طفلك هادئاً ومطيعاً وأفضل في علاقاته الاجتماعية وأفضل في التحصيل الدراسي أيضاً.

الحكايات البسيطة واحدة من طرق تعديل وتصويب السلوك لدى الطفل، حددي موعداً يومياً لطفلك لتحكي له حكاية تحمل رسائل إيجابية عن نبذ العنف والتعامل الهادئ في أوقات الغضب.

 

عودة إلى أطفال

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon