التدخل المبكر هو دعم متخصص للأطفال ذوي الإعاقة، واضطراب طيف التوحد، وتأخر النمو والاحتياجات الخاصة الأخرى، وتهدف برامج التدخل المبكر لذوي الهمم إلى تحسين نمط حياتهم وتنمية مهارات التخاطب لديهم، من خلال بعض الخدمات المتخصصة التي تُقدم للأطفال في سن صغيرة للغاية، كل طفل وفقًا لاحتياجاته، ولأنها تبدأ في عمر مبكر، فإنها قد تساعد الطفل بشكلٍ كبير على تعزيز مهارات التواصل لديه، وإعداد أسرته للتعامل معه في المستقبل بطريقة تساعده على التطور والتعامل مع المحيطين به، وإذا كنتِ تريدين التعرف إلى مزيد عن هذه البرامج فواصلي قراءة المقال.
ما التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة؟
السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل الفترة الأكثر أهمية لنموه وتطوره، وقد تمنع الظروف الخلقية أو الجينية أو الطبية أو البيئية الأطفال الصغار من الحركة والاستكشاف والتواصل وتطوير مهاراتهم المعرفية، لذا يحتاج أولئك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتعامل بشكل محترف لتطوير مهاراتهم في عمر صغير، وهو ما يهدف إليه التدخل المبكر، الذي يركّز بشكل أساسي على تثقيف الأسرة وتدريبها ودعمها، من خلال شرح حالة الطفل على المستويات الجسدية والنفسية والمعرفية، مع كيفية التعامل معها بخطوات تدريجية.
صُممت برامج التدخل المبكر لتمكين الآباء ومقدمي الرعاية الآخرين من التقييم الواقعي لقدرات الطفل منذ الولادة حتى دخوله المدرسة، ودمج الاستراتيجيات التعليمية والعلاجية في روتين الطفل اليومي، وتأهيله للانخراط في المجتمع، والتعامل مع أقرانه في المدرسة، وتعمل برامج التدخل المبكر على تعزيز التعاون بين الأسرة والمدرسة، للتعامل مع الطفل وتطوير مهاراته، ما يساعد على تحسين نمط حياته في المستقبل.
لبرامج التدخل المبكر فوائد عديدة لذوي الاحتياجات الخاصة، تعرفي إليها من خلال السطور التالية.
فوائد التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة
تعمل برامج التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة على محورين، هما دعم الأسرة النفسي وتهيئتهم للتعامل مع الطفل، والعمل على تنمية مهاراته على المستويات الجسدية والنفسية والمعرفية والاجتماعية، وتشمل فوائد التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة ما يلي:
- تحسين مهارات التواصل لدى الطفل: تساعد محاولة تنمية مهارات الطفل من عمر صغير على تحقيق أقصى استفادة من التعلم، ولأن عمر الطفل يكون صغيرًا للغاية، يبدأ البرنامج تعليم الطفل باستخدام اللعب الهادف، الذي يساعد على تطوير مهارات الطفل الاجتماعية، وإيجاد طريقة مناسبة للتواصل مع المحيطين به، وهي الخطوة الأساسية في البرنامج، فمع تمكن الطفل من التواصل يمكن تطوير مهاراته الأخرى بسهولة.
- إعداد الطفل للدراسة: قد يقلل التدخل المبكر من الحاجة إلى دعم تعليمي متخصص خلال سنوات الدراسة للطفل. إذ يساعد غالبية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على إحراز تقدم في هذا الشأن، ويزيد استعدادهم الأكاديمي وقدرتهم على التفاعل بشكل أفضل مع أقرانهم، ما يجعلهم أكثر قدرة على الالتحاق بنظام الدمج مع الأطفال الآخرين في المدارس التقليدية، دون الحاجة لمدارس متخصصة.
- الاعتياد على برنامج التأهيل بشكل أسرع: تعليم الأطفال منذ الصغر يجعلهم يألفون الأمر، فيصبح برنامج التدخل جزءًا أساسيًّا من روتينهم اليومي على عكس البدء مع الأطفال في سن أكبر، فيحتاج الطفل إلى وقت للاعتياد على الأمر وقد لا يتقبله، لذا فإن البدء في عمر صغير يساعد الطفل على الاندماج مع البرنامج، ليتحسن بشكل ملحوظ مقارنةً بالأطفال الأكبر سنًّا.
- إعداد الوالدين بشكل محترف: يساعد التدخل المبكر الأسر على مساعدة أطفالهم على تنمية قدراتهم، فيصبح الأم والأب والأشقاء المعلمين الأساسيين للطفل، ويتمكنون بشكل محترف من مساعدته على التطور والاندماج.
يمكنكِ التعرف إلى المجالات التي تشتغل عليها هذه البرامج من خلال الفقرة التالية.
برامج التدخل المبكر
صُممت برامج التدخل المبكر وفقًا لمعايير عالمية ثابتة، ولأن حالة كل طفل وقدراته تختلف عن الآخر، قد يضيف المختصون في هذا الشأن بعض الخطوات الإضافية للبرنامج، لتلبية احتياجات الطفل الفردية، وعادةً ما تشمل برامج التدخل المبكر أربعة مجالات رئيسية لنمو الأطفال هي:
- برنامج النمو البدني: يهدف لدعم تطور الطفل البدني والحركي، ومساعدته على التوازن والجلوس والزحف والمشي.
- برنامج التطور المعرفي: يرتكز على تطوير مهارات الطفل التعليمية والفكرية، وعلاج النطق وتعزيز مهارات الكلام واللغة.
- برنامج التطور السلوكي: يعمل على تدريب سلوك الأطفال وتعديلها، بما يناسب قدراته.
- برنامج التطور الاجتماعي والعاطفي: يساعد الطفل على تطوير قدرته على تكوين العلاقات، والتعامل مع مشاعره، والتفاعل مع الآخرين.
- برنامج مهارات المساعدة الذاتية: يركز هذا البرنامج على مساعدة الطفل على تطوير المهارات اليومية، كالأكل وارتداء الملابس واستخدام الحمام دون مساعدة.
قد يحتاج الطفل إلى بعض هذه البرامج، ولكن في معظم الحالات يستفاد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من كل هذه البرامج، ما يُعرف بـ"النهج متعدد التخصصات"، ويُجدد البرنامج وفقًا لمختلف المراحل العمرية.
ختامًا عزيزتي، التدخل المبكر لذوي الاحتياجات الخاصة يساعدهم بشكل كبير على الاندماج في المجتمع، والتعامل مع المحيطين بهم، وتحسين نمط حياتهم، ونعلم أن وجود طفل من أصحاب الهمم قد يكون تحديًا كبيرًا لكِ، ولكن مع الدعم المناسب، والتهيئة النفسية ستتمكنين من التعامل مع طفلك بطرق تربوية صحيحة، وفي النهاية فإن الحب والاحتواء لطفلك سيساعدانه كثيرًا على الحياة بصورة طبيعية.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم، ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم رعاية الرضع.