الوقت المخصص لصالون التجميل من الأوقات التي تنتظرها كل أم أسبوعيًّا أو شهريًّا في بعض الأحيان، فهو الوقت الوحيد الذي تشعر فيه بالاسترخاء والاهتمام بأنوثتها وجمالها. وتتعجل بعض الأمهات اصطحاب بناتهن الصغيرات معهن، ليجربن الباديكير والمانيكير أو ليصففن شعورهن، بل أحيانًا لعمل البروتين لفرد الشعر وماسكات للبشرة، فهل اصطحاب البنات في سنٍ صغيرة إلى صالون التجميل (الكوافير) تصرف صحيح؟ أو بصورة أوضح هل صالونات التجميل للأطفال تصنف كمقصد مهم أو ملائم؟
الإجابة عن هذا السؤال تختلف من أم لأخرى، ويرجع ذلك بالطبع لأهداف الأم من مثل هذه الزيارة، ولكن الأفضل ألا تجعل الأم صالون التجميل للطفلة زيارة روتينية قبل سن الثانية عشرة، لأن البنات الصغيرات عادة ما لا يرتحن بين الغرباء والازدحام، ولا يستمتعن بالطقوس الجديدة مع هذا الجو الغريب في صالونات التجميل، اليوم سنستعرض معكِ بعض الأسباب التي تدعوكِ لعدم اصطحاب ابنتكِ الصغيرة إلى الكوافير أو صالون التجميل.
أضرار صالونات التجميل للأطفال
اصطحاب طفلتك لصالونات التجميل له بعض الآثار السلبية عليها، منها:
1. اصطحاب طفلتكِ إلى صالونات التجميل لا يعزز الصداقة بين الأم وابنتها
تأكدي أن ما يسعد ابنتكِ حقًّا هو وجودها معكِ في المنزل، في غرفة صغيرة، تنظر إلى عينيكِ وأنتِ تدلكين قدميها وقدميكِ، وتعلمينها كيفية الاعتناء بأظافرها وبشرتها في هدوء، مع الاستماع إلى موسيقى أو قضاء وقت ممتع مع بعض الحكايات عن يومها الدراسي وأصدقائها الجدد.
إضافة إلى ذلك التواصل بالعين بينكِ وبين طفلتكِ في هدوء يعزز من إفراز هرمون الأوكسيتوسين (هرمون الحب)، هذا الهرمون الذي يدخل الجسم في حالة استرخاء وسلام نفسي وحب شديد يتولد بين الأم وابنتها في هذه اللحظة، فهل تتركين كل هذا وتذهبين بها إلى صالون تجميل لن تشعر فيه بمشاعر حقيقية؟
إذا كنتِ تبحثين عن تعزيز علاقتكِ بابنتكِ ومشاركتها في اهتماماتك، فإن صالونات التجميل ليست المكان المناسب.
2. ذهاب الأطفال إلى صالونات التجميل يمنعك من الحصول على وقت خاص للاهتمام بالنفس
من المهم لكل أم أن تحصل على استراحة قصيرة لنفسها تستعيد فيها نشاطها وتشعر معها بوقتها الخاص، ويعتبر الوقت الذي تحصل عليه كل امرأة في صالون التجميل، هو الوقت الخاص الذي تجد فيه من يعتني بها دون أن يطلب منها أحد ممن حولها الطلبات المعتادة.
إنه وقت المكافأة عن كل ذاك الوقت الذي تقضينه في العناية بالآخرين، من الأفضل أن تجعلي وقتكِ الخاص لكِ وحدكِ، ولا داعي لاصطحاب ابنتكِ إلا إذا دعت الحاجة لذلك، ولم تتمكني من تركها مع أحد في ذلك الوقت.
3. الذهاب المنتظم إلى صالونات التجميل أسلوب حياة أكبر من سن الطفلة
لا يعتبر اصطحاب طفلتكِ إلى صالون التجميل يوم الاحتفال بعيد ميلادها، أو عند الذهاب إلى حفل زفاف أحد الأقارب، لتحصل على مانيكير وباديكير وتسريحة جديدة أمرًا سيئًا أو يسبب الإزعاج، كما أنه لا يتوقع أن يؤثر على عاداتها ورؤيتها للحياة.
أما إن تحول الذهاب إلى الكوافير إلى عادة أسبوعية أو شهرية، فأنتِ بذلك لا تدربينها على العناية بنفسها، وإنما تسلبينها طفولتها. وستلاحظين أنها لم تعد تنظر لهذه الأشياء بعين الطفولة البريئة، فاستعمال المكياج والملابس الصارخة والتكنولوجيا باهظة الثمن ومشاهدة الأفلام والبرامج غير المناسبة لسن الطفولة، كلها أشياء ستغير من طفولة ابنتك وتنتزعها من طفولتها قبل الأوان ولا تستمتع بأفضل أوقات عمرها الصغير.
4. الذهاب إلى صالونات التجميل مكافأة مستحقة
علمي ابنتك أن صالون التجميل بمثابة المكافأة بعد التعب، وإتمام المهام الموكلة للأم، فالأم التي تعمل طوال النهار، ولا تجد من يحمل عنها العبء لبعض الوقت، تستحق مكافأةً متمثلةً في ساعتين في صالون التجميل، تجد فيه من يعتني ببشرتها وأظافرها.
عندما تنظر إليكِ طفلتكِ وترى كيفية تعاملكِ مع الحياة بهذا الشكل، ستتعلم درسًا مهمًا: "لا يوجد شيء بالمجان، لكي تحصلي على بعض الرفاهية عليكِ بذل الكثير في المقابل".
