ابني المراهق يكرهني، ماذا أفعل؟

ابني المراهق يكرهني

المراهقة مرحلة صعبة في ما يخص علاقة الابن بوالديه، فهي المرحلة التي يحاول فيها الابن أن يسيطر على حياته وهو ما زال طائشًا في نظر والديه، ويحاول الوالدين السيطرة عليه لأنه ما زال ابنهما صغير السن في نظرهما، وينشأ الكثير من المشكلات بينهم، فيصل الأمر إلى شكوى الأمهات بقولهم "ابني المراهق يكرهني"، فهل ابنك المراهق يكرهك بالفعل؟ وإذا وصل إليك هذا الشعور منه كيف تتصرفين؟

مشكلات مرحلة المراهقة

في هذه السن من عمر طفلك، ما أن يتم الثانية عشر أو الرابعة عشر، تجدين تحولًا كبيرًا في شخصيته، ليس مجرد تحول عادي، ولكنه يصبح على النقيض تمامًا، وتصبحين مصدرًا للإحراج له، لم يعد يحب الحديث معكِ بعد أن كان أكثر أطفالك تعلقًا بكِ، وإذا ما اخبرته برأيك بشأن أمر ما، سخّف من هذا الرأي ولم يحاول حتى الاستماع إليه. طفلك أصبح مراهقًا، ومشكلات المراهقة لا يمكن حصرها، ولكن يمكن وضعها تحت مظلة شعور المراهق بـ"أنا كبير بما يكفي لأفعل ما أريد".

مشكلة المراهقة ليست عند المراهق فقط، ولكن عند والديه أيضًا، فالمراهق ليس إنسانًا غريبًا عنكِ، هو ذلك الطفل منذ أيام وشهور قليلة، ولكنه أصبح شخصًا معتمدًا على نفسه بصورة أكبر، في الوقت نفسه الذي لم يترك أبواه المسؤولية له بعد، وهنا يبدأ الصراع بينهم، ويُتَصوّر هذا الصراع على هيئة كره المراهق لأبويه، وتحكم الأبوين في المراهق. 

ابني المراهق يكرهني، ماذا أفعل؟

التعامل مع ابنك في مرحلة المراهقة يكون صعبًا أحيانًا، ولكن يمكن التقرب إليه وحل بعض المشاكل عن طريق الخطوات التالية:

  1. لا تأخذي الأمر على محمل شخصي: إذا وصل إليكِ هذا الشعور من طفلك فيجب أن تعلمي أن الأمر ليس كما تشعرين به، ولا تأخذي هذه المشاعر على شخصك، ولكن المراهق في هذه المرحلة الزمنية، يشعر بأنه كبير بما يكفي كي لا يحتاج إلى شخص أكبر منه في حياته، فلم يعد يريد أن يخبره أحد بما الصواب وما الخطأ، ولأن هذا جزء من دور الأبوين في حياة ابنهما، فيصب كرهه لهذا الفعل كما لو أنه يكره أبويه، ولكن في الواقع هو يكره أفعال محددة يفعلها الأبوان تتعارض مع فكره وتصرفاته في هذه المرحلة من حياته.
  2. لا تقلقي هذه المرحلة ستمر: يمر الجميع بمرحلة المراهقة، وإذا كنتِ تتذكرين مرحلة المراهقة الخاصة بكِ ستعلمين أن كل هذا يمر، ويعود الابن إلى حب أبويه بمجرد أن يعبر هذا التغيير المفاجئ في حياته من تغيير هرموني وتغيير للبيئة التي أصبح يتعامل فيها، وتحول كبير في فكره، وتمر سنوات المراهقة، فلا يستطيع أحد أن يستغنى عن حب أبويه في النهاية، وكل ما عليكِ هو الاهتمام في هذه المرحلة بألا تحدث مشكلات جسيمة.
  3. كوني دومًا هناك: وجود الأهل في حياة المراهق أمر مهم جدًا، الوجود فقط دون أن يخبراه بهذا صواب وهذا خطأ، ودون التعليق على كل تصرفاته ودون المساندة له حتى يطلب هو المساندة، فقط يجب أن يشعر بأنك هناك دومًا له، ويجب أن تجتمعا باستمرار في أوقات ثابتة، بأن تتناولوا الغذاء يوميًا معًا، أو أن تقضوا جزءًا من عطلة الأسبوع معًا. قد لا يحتاج ابنك المراهق إلى الحديث معكِ، فإن لم يرد الحديث فلا تحدثيه حتى يحب أن يحكي، ولكن يجب أن تكوني دومًا هناك، حتى يشعر بأنك ملاذه الآمن وليس من يوبخه عند كل فعل، وفي لحظة ما، ستجدينه قد أتى إليكِ يحكي عن يومه الدراسي بعدما تأكد أنكِ لن تلوميه على كل فعل، وستسمعينه بصدر رحب.
  4. استعدي قبل هذه المرحلة: الاستعداد قبل أن يصل ابنك إلى مرحلة المراهقة أمر مهم جدًا، قد يكون طفلك الأول وصل إلى هذه المرحلة دون استعداد منكِ ولكنك ما زلتِ لديك الفرصة لتصنعي فارقًا مع ابنك الثاني الذي لم يصل إلى مرحلة المراهقة بعد، من البداية عليكِ أن تعلمي طفلك منذ الصغر الصواب والخطأ وأن يفعله بمحض إرادته وليس بأوامر منكِ، وأن تعلمي طفلك تحمل المسؤولية، وأن تشاركيه كشخص ناضج حكاياتك ويشاركك حكاياته، فإذا تعلم هذه الثلاث لن تمر عليه فترة المراهقة بقدر صعوبة مرورها عليه إن لم يكن قد تعلم هذه الأمور، فأنتِ تكونين معتادة على تحمله للمسؤولية فلن تستمري في نقده بشأن الصواب والخطأ، وإذا كان يشاركك وتشاركيه فستستمر علاقة الصداقة بينكما في فترة المراهقة التي يكون فيها المراهق في أحيان كثير متحفزًا ضد أبويه.
  5. اقرئي عن سن المراهقة: تهتم الأمهات منذ الولادة بالقراءة عن تربية الأطفال من أول يوم والرضاعة الطبيعية وفطام الرضع وكل ما يخص مرحلة الطفولة، فإذا ما جاءت فترة المراهقة يظن الأبوان أن الأمر لم يعد يحتاج إلى مزيد من العمل، وقد نرتاح من التربية قليلًا، ولكن التربية لا ينتهي وقتها ومسؤوليتها بدخول ابنك فترة المراهقة، ولكن بأن يكون ابنك شخصًا مسؤولًا عن أفعاله، يفرق بين الثواب والخطأ ويتحمل تبعاته، فحينها تخف عنكِ مسؤولية التربية.

"ابني المراهق يكرهني" من الشكاوى التي تؤثر في نفسية الأمهات بشدة، ولكن إذا تعاملت مع الأمر بطريقة صحيحة، ستعود علاقتك بابنك بعد أن تمر فترة المراهقة وسترين حبه لكِ.

عودة إلى أطفال

إيمان رزق

بقلم/

إيمان رزق

صيدلانية لكنني أهوى الكثير غير علم الصيدلة. أعمل في قسم التسويق في سوبرماما وأحب الكتابة والعمل اليدوي.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon