يتنفس الأطفال الرضع وحديثي الولادة بشكل عام أسرع من الأطفال الأكبر سنًا ومن البالغين، قد يتنفس الأطفال حديثي الولادة ببطء أكبر عندما ينامون، ولكن يجب أن يقع معدل تنفسهم دائمًا ضمن نطاق صحي، قد يشير التنفس السريع أو البطيء إلى بعض الأمراض التي تستدعي زيارة الطبيب، تعرفي معنا إلى أسباب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة، وكذلك المعدل الطبيعي لتنفس الأطفال.
سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة
يمكن أن تكون الطريقة التي يتنفس بها الأطفال حديثي الولادة، وكذلك طريقة نومهم وأكلهم أمرًا جديدًا وغريبًا على الأمهات، ولكن في العادة لا يوجد ما يدعوكِ للقلق، ومن المفيد التعلم عن تنفس الأطفال حديثي الولادة لتتتمكني من تقديم أفضل رعاية لطفلك، قد تلاحظين أن طفلك حديث الولادة يتنفس بسرعة، حتى أثناء النوم، بل وأحيانا قد تلاحظين أنه يأخذ فترات توقف طويلة بين كل نفس وآخر، أو قد يصبح تنفسه بطيئًا أثناء نومه، وقد يتوقف تنفس حديث الولادة لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ ثم يبدأ مرة أخرى بسرعة أكبر من المعتاد.
أسباب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة
تعود معظم أسباب سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة إلى طبيعة الطفل المولود حديثًا، فجسده الصغير يملك رئتين صغيرتين وما زالت عضلاته ضعيفة ويعتمد بشكل أكبر على التنفس من أنفه، وفي الواقع تكون هذه المرحلة مرحلة تعلم الطفل طريقة التنفس، فهو أمر جديد عليه كليًا، فعندما كان مولودك جنينا في رحمك، كان الحبل السري ينقل كل الأكسجين مباشرة إلى جسده الصغير عن طريق الدم، وعادة ما تعني سرعة التنفس عدم حصول الطفل على الأكسجين الكافي ويعوضه بالتنفس بشكل متكرر، ولا تتطور رئتا الطفل بالكامل حتى سن سنتين إلى خمس سنوات، وهناك عدد من العوامل تساهم في سرعة تنفس عند الأطفال حديثي الولادة، تشمل ما يلي:
- الولادة المبكرة.
- الولادة عبر العملية القيصرية.
- استنشاق المولود لبرازه الخاص أثناء الولادة.
- انخفاض مستوى السائل الأمنيوسي.
- وجود عدوى في أغشية الجنين أو السائل الأمنيوسي، تسمى التهاب الأغشية الجنينية.
- إصابة الأم بسكر الحمل.
معدل التنفس الطبيعي عند الأطفال حديثي الولادة
يحتاج الطفل حديث الولادة إلى أن يأخذ من 30 إلى 60 نفسًا في الدقيقة الواحد، والنَفس هنا يعني شهيق واحد وزفير واحد، ولكن وجد الباحثون أن معدلات التنفس لدى الأطفال حديثي الولادة تختلف بشكل كبير، إذ أجريت دراسة وجدوا فيها أن متوسط معدل التنفس 46 مرة في الدقيقة بعد ساعتين من الولادة، ومع ذلك أخذ حوالي خمسة بالمئة من الأطفال 65 نفسًا في الدقيقة أو أكثر، هذا يشير إلى أن معدل التنفس بشكل أسرع قليلاً قد يكون شائعًا وصحيًا في بعض الحالات.
ويتباطأ التنفس بالتدريج مع تقدم الطفل في العمر، إذ يصل معدل التنفس النموذجي للأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و ثلاث سنوات إلى 24 - 40 نفسًا في الدقيقة، وفي الصورة التالية إليك المعدلات الطبيعية مع اختلاف أعمال الطفل منذ الولادة حتى الطفولة.
كيف نقيس معدل التنفس الطبيعي عند الأطفال حديثي الولادة؟
إن الطريقة الأكثر موثوقية لقياس تنفس الأطفال حديثي الولادة هي حساب عدد الأنفاس التي يأخذها طفلك في 60 ثانية، وذلك لأن بعض الأطفال حديثي الولادة يتنفسون على فترات غير منتظمة، من المرجح أن يتنفس الذين يعانون من ضيق في التنفس بنمط غير عادي، ويمكن أن تساعدكِ الطرق التالية في قياس تنفس الطفل حديث الولادة:
- ضعي يدك على معدة الطفل أو صدره برفق، كل ارتفاع في الصدر أو المعدة يعتبر نفسًا واحدًا.
- ضعي يدك على بعد بضع سنتيمترات من أنف الطفل، كل زفير من الأنف يعتبر نفسا واحدًا.
أعراض تستدعي زيارة الطبيب
هذه أعراض تستدعي زيارة الطبيب في حالة زيادة سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة:
لا يعد التنفس السريع في حد ذاته مدعاة للقلق، ولكن هناك بعض الإشارات التي يجب عليكِ الانتباه إليها، وعليك مراقبة أي اختلاف في نمط تنفس الطفل أو ظهور عرض جديد مصاحب لسرعة التنفس، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:
- السعال الشديد: الذي قد يكون علامة على وجود مخاط أو عدوى في الرئتين.
- الشخير: ما قد يتطلب شفط المخاط من الأنف.
- الصراخ الأجش: يمكن أن يشير إلى مرض الخناق.
- التنفس السريع والثقيل: يمكن أن يدل على وجود سائل في المسالك الهوائية، وقد يشير للالتهاب الرئوي.
- الصفير: يمكن أن ينشأ عن الربو أو التهاب القصيبات.
- السعال الجاف المستمر: والذي قد يشير إلى وجود حساسية.
اقرئي أيضًا: 8 أعراض تصيب الطفل الرضيع تستدعي الذهاب للطبيب
علاج سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة
لا توجد طريقة واحدة لعلاج سرعة التنفس عند الأطفال حديثي الولادة، إذ إن لكل طفل حالة منفردة، ولكل عرض من الأعراض طرق علاج مختلفة، ويكون صاحب القرار الرئيسي هنا هو الطبيب المتخصص، ولكن إليك بعد النصائح للعناية بطفلك في أثناء تلقيه العلاج، أو لتخفيف الأمر عليه:
- حافظي على مستوى السوائل في جسم طفلكِ الرضيع بإرضاعه كثيرًا.
- استخدمي قطرات المحلول الملحي، للمساعدة على إزالة المخاط.
- أعدي حمامًا دافئًا أو افتحي الدش على الماء الساخن واجلسي بصحبة طفلك وسط البخار، لتساعدي على تسهيل عملية التنفس.
- تأكدي من نوم الطفل في وضعية صحيحة تسهل عليه التنفس.
- تأكدي من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم.
- لا تستخدمي الدهانات التي توضع على الصدر، أو ما يعرف باسم "فايبوراب" للأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين.