عادة مص الإصبع لدى الأطفال تبدأ في رحم أمهاتهم، لذا فهي عادة ليست جديدة عليهم بل يكتسبونها دون أن يروها أو يعتادوا عليها في العالم الخارجي، ولهذا نطمئن كل أم على أن عادة مص الأصابع على الرغم أنها قد تكون مزعجة إلا أنها ليست مقلقة بالشكل الذي تعتقدينه. وفي هذا المقال سنخبرك بأسباب تلك العادة وإيجابياتها، وكيفية علاج مص الإصبع عند إفراط طفلك في هذه العادة.
كيفية علاج مص الإصبع
كما ذكرنا في المقدمة فإن الأطفال الرضع من الطبيعي أن يمصوا أصابعهم وقت الحاجة للطعام أو النوم على سبيل المثال، فهم اعتادوا فعل ذلك منذ وجودهم في الرحم، وستزول تلك العادة وحدها في عمر سنتين أو أربع سنوات على الأكثر.
ومعظم الأطفال ينصرفون عن هذه العادة وحدهم عند بلوغ العام الأول، لكن في حالة استمرار أو زيادة معدل عادة مص الأصابع أكثر من عام فيمكنك علاج مص الإصبع بهذه الطرق:
- التجاهل: عادات كثيرة مزعجة عند الأطفال الحل المثالي للتعامل معها هو تجاهلها، أما عادة مص الأصابع فتجاهلها يجب أن يكون تجاهلًا من نوع خاص، فعندما تجدين طفلك يضع إصبعه في فمه لا تقولي له: "انزع إصبعك" بل أخرجي أنتِ يديه من فمه واشغليه بشيء آخر، المهم ألا يصل إلى عقله أن هناك مشكلة كبيرة في هذا الأمر كي لا يصيبه العند.
- تشتيت الانتباه: إذا وجدتِ طفلك يضع إصبعه في فمه اشغليه بلعبة أو أي نشاط آخر، لصرف انتباهه بشكل غير مباشر عن مص أصابعه، فهذه من أبرز طرق علاج مص الإصبع.
- التحاور: الأطفال في عمر ثلاث سنوات أو أكثر يمكن التحاور معهم حول العادات الخاطئة وإيجاد حل مشترك، تحاوري مع طفلك واقنعيه بالمنطق وأخبريه بأن الجراثيم الموجودة في يديه تنتقل إلى فمه عندما يمص أصابعه، كما أن نمو الأسنان يتأثر أيضًا بتلك العادة. تكلمي معه على قدر استيعابه بهدوء، دون نبرة صوت مرتفعة أو تعنيف زائد عن الحد.
- التذكرة: أحيانًا لا يشعر الأطفال ويسرحون ثم يضعون أصابعهم في فمهم بشكل لا إرادي، في هذه الحالة يجب عليكِ تذكير طفلك للتوقف عن فعل هذا الأمر في حالة اتفاقكما المسبق على عدم تكرار تلك العادة، بالطبع هذا لا يصلح إلا مع الأطفال فوق الثلاث سنوات.
- التشجيع: عندما يترك الطفل عادة سيئة يجب أن تكافئيه بجائزة يحبها، التشجيع والمكافأة تُشعر طفلك بالإنجاز وتحفزه على الاستمرار، وهذه من أبرز طرق علاج مص الإصبع.
مشكلة مص الإصبع لدى الأطفال
المشكلة الرئيسة الناتجة عن مص الأصابع هي تشوهات الفم والأسنان، لكن المعروف في وسط الأمهات أن تلك التشوهات تحدث في السن الصغيرة. أما ما صرحت به جمعية طب الأسنان الأمريكية فمختلف تمامًا، فقد ذكرت أن عادة مص الأصابع لا تسبب أي تشوهات في الفم والأسنان، إلا بعد ظهور الأسنان الدائمة وهذا لن يحدث إلا في سن السادسة تقريبًا.
تكمن أهمية علاج مص الإصبع في أنه تتأثر الأسنان في هذا العمر وخصوصًا الفك العلوي وسقف الفم، وهذا يؤثر على تطابق الأسنان العلوية والسفلية، وقد يسبب مشكلات متأخرة في الكلام. اهتمي بزيارة طبيب الأسنان إذا استمر طفلك في هذه العادة بعد أربع سنوات، فمن المحتمل أن يتأثر بشكل سلبي في هذه الحالة.
لماذا يمص الطفل أصابعه؟
بعد معرفة طرق علاج مص الإصبع، من المهم معرفة أنه تتعدد أسباب مص الأطفال لأصابعهم، وتختلف تبعًا للمرحلة العمرية:
- مص الرضع لإصبعه كرد فعل لا إرادي تعودوا عليه داخل الرحم، لاسترجاع ذكريات وجودهم فيه.
- الطفل الرضيع يلجأ لمص إصبعه إذا شعر بالجوع الشديد أيضًا، وعندها يجب عليكِ عرض الرضاعة عليه.
- الصغار والأطفال يلجؤون لمص أصابعهم رغبةً في النوم مرة أخرى.
- التوقف عن البكاء.
- الأطفال في عمر ثلاث سنوات أو أكثر يلجؤون لفعل هذه العادة أحيانًا للفت الانتباه أو شعورًا بالملل، وهنا يجب أن تعيري طفلك الانتباه والمشاعر التي يفتقدها ويبحث عنها من خلال فعل عادات يعلم أنها خاطئة لمجرد لفت الانتباه.
اهدي بالفيديو: طرق مبتكرة لمنع طفلك من مص أصابعه ووضع يده في فمه
إيجابيات مص الأصابع لدى الأطفال
بعد معرفة طرق علاج مص الإصبع، وعلى الرغم من غرابة الأمر إلا أن هناك بعض الفوائد والإيجابيات لعادة مص الأصابع، أهمها:
- تهدئة الطفل بعيدًا عن استخدام اللهاية (التيتينة)، فمص الأصابع ينمي عند طفلك الرغبة في الاستكشاف والبحث عن البدائل بدلًا من الاستسهال واستخدام اللهاية.
- تنمية الشعور بالاستقلالية لديه، فهو لن يحتاجك لتهدئته وسيعتمد على نفسه، وهذا يعلمه تلبية احتياجاته دون الحاجة لمساعدتك.
- عدم الحاجة لتعقيم وغسيل اللهاية، والبحث عنها أسفل الأثاث والكراسي ألف مرة في اليوم.