إحدى المحن العظيمة في الحياة أن يكون زوجك مريضًا، خاصةً إذا كان بمرض مزمن وخطير كانفصام الشخصية أو "الفصام"، فالتعامل مع شخص يعاني من هلاوس وأوهام قد تصل إلى اتهامك بالخيانة ليس أمرًا يسيرًا، ولكن الزواج عهد على بذل أقصى جهد ممكن لرعاية كل طرف الآخر في السراء والضراء، وزوجك مريض الفصام يمر بمحنة من أعظم المحن في الحياة، ويحتاج إلى دعمك ورعايتك له، في هذا المقال أخبرك بكل ما يخص مرض انفصام الشخصية والزواج، كما سأحدثك عن الطريقة المثلى للتعامل مع زوجك مريض انفصام الشخصية.
مرض انفصام الشخصية والزواج
إذا كان زوجك مريضًا بالفصام فقد يكون لديكِ بعض المشكلات المادية بسبب عدم قدرته على العمل خلال نوبات المرض الحادة، أو بعض المشكلات في الأعباء الأسرية والمهام المنزلية، وقد تكون هناك مشكلة في العلاقة الحميمة بسبب المرض نفسه أو العلاج، كل هذه المشكلات تتعلق بمدى تقدم حالة زوجك و استدامته على العلاج، وتحسن حالته من عدمها، بالتأكيد كل هذه المشكلات لها حلول، ولكن تحتاج منكِ أنتِ وزوجك إلى حديث صادق منفتح والتزام بعهوده.
في حالة ظهور المرض على زوجك بشكل مفاجئ قد تكون الأمور أكثر عسرًا، فمريض الفصام لا يقدر على استيعاب مرضه بسهولة في البداية، ويحتاج زوجك إلى دعمك ومساعدتك ليستبصر بمرضه، ومساعدته على الالتزام بالخطة العلاجية، ودعمه في أثناء النوبات الحادة.
ماذا يفعل مريض انفصام الشخصية؟
مريض انفصام الشخصية يعاني من مشكلات في التفكير والسلوك، ويكون عاجزًا عن إدراك الفرق بين أفكاره الخاصة والواقع، ولذلك يعاني من الأعراض الآتية:
- الهلاوس: قد تكون الهلاوس سمعية أو بصرية، ولكن الهلاوس السمعية الأشهر بين مرضى الفصام.
- الأوهام: الأوهام معتقدات راسخة في ذهن مريض الفصام، مثل اعتقاده بأنه مراقب، أو أنه مكلف بمهمة مخابراتية، أو أن لديه قوة خارقة.
- الأفكار غير المترابطة: يبدو هذا جليًا عندما يتحدث مريض الفصام، أو عندما تسألينه سؤالًا فيجيب إجابة لا علاقة لها بالسؤال.
- أعراض سلبية: مثل إهمال النظافة الشخصية، والصحة العامة، والتغذية، كذلك كثير من مرضى الفصام يتركون عملهم بشكل مفاجئ، ويرغبون في اعتزال الناس تمامًا.
كيف أتعامل مع زوجي مريض انفصام الشخصية؟
التعامل مع زوجك مريض الفصام يحتاج منكِ إلى العناية بنفسك، وإلى تفهم حالته وطبيعة مرضه، إليكِ بعض النصائح التي تساعدك على التعامل:
- اقرئي عن الفصام: هناك كتب عديدة تتحدث عن الفصام، بالإضافة إلى صفحات الإنترنت، فهم طبيعة مرضه يجعلك أكثر تعاطفًا معه.
- تقبلي مشاعرك: مشاعر الحزن، والغضب، والشفقة، والخذلان كلها مشاعر طبيعية، لا تلومي نفسك أبدًا عليها، ولكن لا تسلكي أبدًا سلوكًا عنيفًا.
- اطلبي المساعدة: من المتخصصين، وكذلك من الأهل في تحمل بعض المسؤوليات الأسرية خاصةً إذا كان زوجك عاجزًا عن إدارة هذه الأمور، كذلك عليكِ طلب المساعدة المادية من الدولة إذا ترك زوجك العمل بسبب المرض.
- اتفقي مع زوجك على ضرورة الالتزام بخطة الطبيب العلاجية: يفضل أن تكون هذه المناقشة في الوقت الذي يكون فيه زوجك دون أعراض.
تعرفتِ عزيزتي إلى ما يخص مرض انفصام الشخصية والزواج، وننصحك بطلب الدعم النفسي من الأقارب والأصدقاء، يمكنكِ أيضًا المشاركة في مجموعات الدعم النفسي لزوجات المصابين بانفصام الشخصية.
لمقالات أخرى عن علاقتك بزوجك، زوري قسم العلاقة الزوجية في موقعك "سوبرماما".
