كيف تستغلين فضول طفلك لتنمية إبداعه؟

تنمية الفضول عند الأطفال

الإنسان كائن فضولي بطبعه، وعلى عكس الاعتقاد السائد فالفضول صفة غاية في الأهميةإذ إنه ما يدفع الإنسان للإبداع أيًّا كان مجاله. لذا لا تقتلي صفة الفضول في طفلك مهما كانت الدوافع، بل من واجبك تعزيزه وتغذيته، تعرفي كيف يمكنك ذلك من خلال هذا المقال.

كيف تتعاملين مع طفلك الفضولي؟

كيف يتطور الفضول لدى طفلك؟

الفضول صفة يولد بها طفلك وتتطور معه مع تقدمه في العمر على النحو التالي:

  • الطفل حديث الولادة عادة ما يتتبع الأصوات والوجوه وأيًّا من الأجسام الملفتة التي قد تظهر أمامه.
  • الطفل في الشهر الثامن يبدأ في تحريك ألعابه وهزها ليرى ما قد تصدره من أصوات، والشخشيخة خير مثال لذلك، وستلاحظين كذلك أنه كثيرًا ما يضع كل شئ في فمه.
  • الطفل مع بدء مرحلة المشي يصبح أكثر جرأة في استكشاف العالم، فتجدينه يقف على الكراسي ويحاول منها الصعود إلى الطاولة، أو كثيرًا ما ستجدينه يمسك بالهاتف ويضغط على الأزرار حتى إذا كان لا يعي وظيفتها، فلا تتفاجئي إذا وجدت ابنك قد اتصل بمديرك أو حماتك وليقيك الله العواقب.
  • الطفل في عامه الثاني يصبح جامعًا للقمامة، فإنه يجمع كل شيء يظهر في طريقه ويضعه في مكان آخر ليعرف ماذا سيحدث له في المكان الجديد، لذا لا تتفاجئي عندما تجدينه يجمع كل ألعابه ويضعها في الغسالة.

جدول تطور الفهم لدي اﻷطفال بالعمر

كيف تطورين صفة الفضول لديه؟

صحيح أن الفضول منحة إلهية، لكن لا يزال يحتاج طفلك منك بعض الاهتمام لتعزيزها وتطويرها عوضًا عن قمعها وإخمادها. وصفة الفضول من الصفات التي يمكنك تطويرها لدى طفلك منذ نعومة أظافره، وخصوصًا في الفترة ما بين 3 - 5 سنوات، يمكن لهذه الأفكار أن تساعدك..

  • كوني مثالًا لطفلك

يتعلم أطفالنا منا أبسط الأشياء خصوصًا في سنواتهم الأولى، لذا أظهري له اهتمامك بالعالم وأن استشكاف العالم شيء طبيعي ومحبب. احرصي كذلك على أصحابه في هذه السنوات الأولى إلى الأماكن التي تثير اهتمامك بحق، سواء الذهاب إلى الساحل أو التخييم في الصحراء وتأمل النجوم أو زيارة المتاحف وغيرها من الأماكن الأثرية أو زيارة المحميات الطبيعية.

كيف تكوني قدوة لطفلك؟

سيتعلم طفلك منك اهتمامك بهذه الأماكن ورغبتك في البحث والتعلم وطرح الأسئلة، حتى إن كان لا يعي ماهيتها بعد، وسيرغب في القيام بذلك مع الأشياء التي تثير اهتمامه.

  • اهتمي بما يطرحه طفلك من أسئلة

يطرح الأطفال في هذه المرحلة العمرية كثيرًا من الأسئلة في هذه المرحلة العمرية، لا سيما وأنهم يستكشفون العالم في هذه المرحلة المبكرة، لكن أسوأ طريقة للإجابة عن أسئلة طفلك هي: "هذا الأمر لا يناسب عمرك" أو "إنني مشغولة الآن" أو "ألا تكف أبدًا عن طرح الأسئلة"، عوضًا عن تجاهلها من الأساس والاستهزاء بها. مثل هذه ردود الفعل هي ما يجعل طفلك يكف عن التساؤل، وهذه الأسئلة ما يحركها هو الفضول بالأساس.

ما يتعين عليكِ فعله في هذه الحالة هو الإجابة عن تساؤلاته مهما كانت غريبة أو بدت غير مناسبة لعمره، فقط امنحيه إجابة واضحة وصريحة على تساؤلاته لكن بطريقة مبسطة تناسب عمره. وإذا كنت لا تعرفين الإجابة، قولي بوضوح إنك تحتاجين للقراءة عن الأمر أو يمكنك أن تقولي له: "ما رأيك في أن نقرأ عن الأمر معًا"، ولا تنسي أن تظهري له حماسًا حقيقيًّا عند طرح ذلك.

  • اطرحي على طفلك الأسئلة بنفسك

حتى إذا لم يقبل عليك طفلك بسلسلة من التساؤلات، احرصي على أنت تطرحي عليه الأسئلة بنفسك، فما إن ينفتح أي موضوع أمامك، اطرحي عليه تساؤلات قد تدفعه إلى التفكير في الأمر، ولا تكتفي بطرح الأسئلة التي تستوجب إجابات قصيرة، بل اطرحي أسئلة تتطلب إجابات طويلة ليطلق العنان لخياله.

واحرصي أيضًا على أن تكون أسئلتك ذات طابع إبداعي مثل "ماذا قد يحدث إذا تحدثت معنا الكلاب في رأيك؟"، أو "ما الحاسة التي تعتمد عليها أكثر من غيرها: السمع أم البصر أو اللمس؟"، أو "ماذا ستفعل إذا أصبح لك جناحين" وهكذا. وحتى في محادثاتكما اليومية، احرصي على طرح عليه الأسئلة عن علاقته بأصدقائه ويومياته بالحضانة ليعتاد التعبير عن نفسه وأفكاره  بحرية.

اقرأي أيضًا: 9 أسئلة تجعل الحوار مع طفلك أفضل

  • وفري البيئة التي تثير فضول طفلك

لكي ينمو فضوله، يحتاج طفلك لبعض المحفزات ويكون ذلك بوجوده في بيئة تتيح له عالمًا أوسع مما قد يجده في روتينه اليومي المعتاد، أحضري له الألعاب التي تساعد على التفكير كلعبة البازل على سبيل المثال، أو حتى وفري له الألعاب العادية كالعرائس والألعاب المحشوة التي تكون على أشكال كائنات خيالية أو بشر أو حيوانات، وكذلك المكعبات والسيارات وأدوات الطبيب أو المهندس أو الميكانيكي لتتسنى له الفرصة ليخلق لنفسه عالمًا خاصًا به ويجرب أشياء جديدة بنفسه كل يوم.

ويمكنك أيضًا السماح له بمشاهدة البرامج التليفزيونية التي تقوم على الاستكشاف شريطة أن تناسب هذه البرامج عمره وألا تجبريه على المشاهدة، لا بد أن يكون مهتمًا بالأمر حتى لا يأتي بنتيجة عكسية.

ولا تفزعي من الفوضى التي قد يحدثها طفلك وهو يلعب بألعابه أو تنهريه إذا خرب أيًّا منها، تذكري دومًا أنه لا إبداع دون فوضى واستشكاف.

  • شجعي طفلك على الإبداع

لا تكتفي بإقبال طفلك على البحث والاستكشاف ورغبته الفطرية في ذلك، بل عززي ذلك بتشجيعه على بعض الممارسات الإبداعية عن طريق الألعاب المناسبة لتحفيز عقله ومهاراته الإبداعية، مثلًا أعطه أغراضًا ملونة أو أغراضًا يمكنه إعادة تدويرها لتري ماذا سيصنع بها مثل كرتونة البيض والصناديق والعلب الفارغة.

امنحيه كتاب تلوين حتى إذا كان لا يستطيع التلوين بشكل متناسق بعد أو أحضري له صلصالًا، من خلال هذه التمارين سيجد الطفل أن بإمكانه أن يخلق شيئًا من لا شيء، وهذا تمامًا ما سيعزز لديه الرغبة في الإبداع.

هذه النصائح تقدمها لك "سوبرماما" لتحسني التعامل مع فضول طفلك وتنميه، شاركينا في التعليقات عن الأساليب الأخرى التي تتبعينها لتعزيز إمكانياته في هذا الشأن.

عودة إلى صغار

هديل إسلام

بقلم/

هديل إسلام

أعمل في مجال الترجمة والكتابة منذ سنوات، أشعر بحماس من نوع خاص عند الكتابة عن الموضوعات التي تخص المرأة والتي تهدف إلى تحسين وضعها ورفع وعيها.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon