هل يضرب صغيركِ رأسه بالحائط كثيرًا؟ أو يلمس أعضاءه الخاصة، أو ينقب في أنفه؟ هل تحتارين في كيفية التصرف حينها؟ لا تقلقي عزيزتي الأم، فحركات الطفل الغريبة التي تستنكريها هي تصرفات طبيعية تمامًا ولا خوف منه، لكن الفارق في كيفية التعامل مع الصغير حينها.
حركات الطفل الغريبة
هناك العديد من الحركات الغريبة التي يفعلها طفلك فتتصورين أنهم هذه أمورا في غاية الغرابة، ولكن في الواقع انه يفعل مثل مش يفعل الأطفال في مثل عمره، ومن هذه الأشياء
ضرب رأسه في الحائط
يقول أطباء الأعصاب إن الحركات المتتابعة تهدئ من الجهاز العصبي المستثار، وتحدث الإثارة العصبية كثيرًا لدى الصغار الدارجين -في سن تعلّم المشي وما بعدها، أي من 9 أشهر إلى 3 سنوات- خاصة إذا كانوا في مكان غريب أو حولهم كثير من الناس أو بعد يوم طويل مرهق. ويمكن أن يجلس الصغير في كرسيه الهزاز ويحرك نفسه للأمام والخلف لتهدئة نفسه، أو أن يدق رأسه في الحائط عدة مرات.
ما دام ابنكِ لم يحدث جرحًا برأسه، أو أنه يهرب من الأكل أو اللعب مع بقية الأطفال بطرق الرأس على الحائط، فتجاهليه تمامًا. فعندما يلاحظ ردّ فعلكِ الغاضب على شيء فعله، سيدركِ أنه بمثابة زرٍ أحمر يمكنه الضغط عليه كلما احتاج لشد انتباهكِ. وعلى هذا، عليكِ تشتيت انتباهه كأن تبدئي بالحديث مع دميته وتولينها كل اهتمامكِ، فتسترعي ملاحظة الصغير ويتوقف عما يفعله، وهكذا.
لمس الأعضاء التناسلية
لا تعدّ هذه مشكلة، بل هو أمر طبيعي تمامًا في هذه المرحلة، إذ إنه يميل لاستكشاف جسمه ومعرفة ما يملكه من أعضاء. لا تنهريه أو تقيّدي يده عندما يفعل ذلك، وبالتأكيد لا تهدديه بدخول النار، لأن هذا سيسبب له ضررًا نفسيًا من الصعب التغلب عليه. وبدلًا من ذلك، اشغلي انتباهه بشيء آخر، كأن يساعدكِ في المطبخ مثلًا أو أن يلوّن معكِ في صفحة بيضاء. وإذا استمر في ذلك، حاولي معرفة السبب لأنه من الممكن أن يكون يشعر بألم ما أو التهاب في هذه المناطق.
أكل أشياء غريبة
هل لاحظتِ أن صغيركِ، الذي يتعلم المشي يُقبل على أكل المناديل، أو إخراج حشو الوسائد الفايبر وأكلها؟ لا تقلقي، فالصغار في هذه السن يميلون لاستكشاف العالم من حولهم بأفواههم، فيضعون فيها كل شيء. حاولي إخراج ما وضعه في فمه برفق قبل بلعه، ولا تعنفيه.
من الطبيعي أن يحدث هذا مرة واحدة أو مرتين ثم يتوقف الصغير، لكن لو استمر الأمر بأن يأكل الطين مثلًا كثيرًا فاذهبي به لطبيب الأطفال، فربما لديه مشكلة في الفم أو الأسنان، وهذه هي طريقته للتعبير عنها.
التنقيب في الأنف
نعرف أن هذا الأمر يبدو مقرفًا، لكن بالنسبة للصغير، فإن فتحتي الأنف مكان مثير للاهتمام لاستكشافه، فحاولي ضبط أعصابكِ كلما رأيته يفعل ذلك، ووجّهي سلوكه بأن يفعلها بمنديل في الحمام فقط، ولا تبدي انزعاجًا حتى لا تعطي للموضوع اهتمامًا أكبر من حجمه.
الأصدقاء الخياليون
هل تتخذ ابنتكِ من الدمى أصدقاء مقربين، وتكلمهم وتحكي لهم كل شيء؟ هل أنشأ ابنكِ عائلة كاملة من الأصدقاء الخياليين؟ هذا رد فعل طبيعي لمسألة أن العالم محيّر بالنسبة للصغير، وصعب على الاستيعاب، وحينها يصبح العالم الذي يقيمه هو أسهل على الإدراك وأكثر راحة له.
تذكري أنكِ عندما تهتمين بعالم طفلكِ الخيالي، فإنكِ بهذا تظهرين احترامكِ لملكة الإبداع لديه. وقد يكون الأمر صعبًا عندما تضيع الدمية أو تكون بحاجة للغسيل أو الخياطة، لكن يمكنكِ حينها تعليم الطفل كيفية التواءم مع ما يجده عصيًا على التقبل.
العبث في فضلاته
هناك ذلك الصغير الذي يخلع حفاضه، ليتفحص الفوضى التي صنعها خلال نومه، قد يبدو هذا مقرفًا، لكنه منتشر أكثر مما يتخيله الناس، ويرجع إلى رغبة الصغير في الاستكشاف.
التصرف الصحيح، أن تجذبي انتباه الطفل لشيء يمكنه تشكيله واللعب به بحرية، مثل الصلصال أو الطين. أما إذا استمر في هذا الفعل، فعليكِ إحكام ربط الحفاض حول جسمه، حتى يصعب عليه خلعه، وألا تتركيه وحده لأوقات طويلة.
أمور غريبة أخرى
كأن يتخيل الصغير نفسه قطًا أو كلبًا، ويقضي وقته في المواء أو النباح، أو أن يرفض ارتداء ملابسه ويفضل قضاء اليوم عاريًا. وتعد هذه الأمور عادية في تطور الصغير ونموه، إذ يحاول فهم العالم ومكانه فيه. وكما هو الحال مع بقية الأمور الغريبة، فطالما لا يؤذي نفسه أو الآخرين، فدعيه على حريته، إذ إنه سرعان ما يتوقف عنها ويعود لطبيعته.
إثارة الفوضى حوله
لو اتجه لدعك رأسه بالزبادي، وتلويث وجهه بالخضار المهروس، فلا تقلقي ولا تسرعي لتنظيفه، بل دعيه يمرح قليلًا. فقد أثبتت دراسة حديثة نُشرت في مجلة علم التطور Developmental Science، أن هذه الأفعال تساهم في تعليم الصغير الكلمات المرتبطة بها بشكل أسرع، فمثلًا يتعلم اسم الخضروات ومعنى الفعل "يهرس" أو "يدعك" وهكذا.
لا تقلقي، فسيزول كل شيء في حمام المساء.
قراءة القصة نفسها مرة بعد الأخرى
أو ترديد الأغنية نفسها مرارًا، أو مشاهدة شريط الكارتون نفسه تكرارًا. قد تصابين بالملل الشديد من هذه العملية، لكن تذكري أن تكرار الكلمات نفسها يزيد من الحصيلة اللغوية للصغير بتثبيتها في رأسه، وسماع الأغنية نفسها يساعده على الربط بين الكلمات. كما أن الصغار أقل من 3 سنوات يجدون متعة في معرفتهم المسبقة بما سيحدث في القصة أو الكارتون نتيجة لمشاهدته من قبل.
إجابة كل سؤال بـ"لا"
هل تأكلين البسكويت؟ لا، هل تريدين تغيير الحفاض؟ لا، هل تحبين ماما؟ لا.
في بعض الأحيان، يصبح الأمر محبطًا لكِ بشدة، لأن الصغيرة لا تريد فعل شيء على الإطلاق، إلا ما يحلو لها. في هذه المرحلة، تتركز مهمتها في استكشاف هويتها ومحاولة التأكيد على رغباتها الشخصية واستقلالها، لذا تجيب على كل سؤال بـ"لا"، في محاولة منها للوصول لفهم صحي عن نفسها كشخص مستقل.
الإمساك بكِ بقوة
هل واجهتكِ صعوبة في التخلص من ذراعيه اللتين تحيطان بساقكِ بقوة، حين جاء موعد الخروج للحديقة؟ أو أنه تعلّق برقبتكِ بشدة حينما حاولتِ تركه مع جدته للخروج مع زوجكِ وحدكما؟
قد يبدو الموقف مثيرًا للأعصاب، لأن كل ما أردتِه هو وقت لكِ منفصلًا عنه، بينما يلعب أمامكِ بالمكعبات مثلًا في الحديقة. لكن، انظري للموضوع من زاوية أخرى: صغيركِ يشعر معكِ بالأمان الكبير، لذا يتمسك بكِ في مواجهة المواقف، التي يشعر فيها بالخوف.
إضافة إلى ذلك، فإن تعلّق صغيركِ برقبتكِ طريقته في التعبير لكِ عن شعوره بعدم الأمان في مواجهة موقف ما، الأمر الذي يمكّنكِ من طمأنته بكلام لطيف وهادئ، وبالتالي يقل تعلقه بكِ في المواقف المقبلة.
الصراخ والغضب الفجائيان
قد يفاجئكِ صغيركِ بنوبات الغضب والصراخ والركل حينما لا تتوقعينها، كأن تكونا في السوبرماركت مثلًا أو في نهاية يوم طويل، حينما تكونين متعبة لا تستطيعين مواجهة كل هذه الأمور.
لكن تذكري، أن الصغير يبدأ رحلته كإنسان في تعلم مواجهة الغضب والإحباط بطرق صحية، وكيفية التأقلم معهما بدلًا من كبتهما. وهذا لا يعني أن تستسلمي لهذه النوبات، لكن عليكِ مواجهتها بثبات الأعصاب والهدوء، ومحاولة فهم ما يضايقه، وتعد أيضًا وسيلة فعالة لتعليمه كيفية التعامل مع المشاعر السلبية بطرق بنّاءة.
تصرفات الأطفال المحرجة
يرغب الأهل دومًا في أن يتحلى أطفاهم بالأخلاق والصفات الحميدة منذ الطفول، ولكن الطفل لا يزال يفعل العديد من التصرفات التي تسبب الاحراج لأهله أمام الآخرين، تعرفي في هذا المقال عن أكثر تصرفات محرجة لن يتوقف طفلك عن فعلها ولكن يجب أن تصبي حتى يكتسبها سلوكيات غيرها بشكل تلقائي.
