هل من الممكن أن تفتحى موبايل زوجك وتقرأى ما به من رسائل؟ لو وجدتِ فى جيب ملابسه ورقة مطوية لونها روز وعليها قلوب حمراء هل تفتحينها؟ كان هذان سؤالان وجههما د. محمد عمر للسيدات والبنات فى محاضرة حضرتها فى "زدنى" بعنوان "مفاهيم الأسرة". وكانت إجابة أغلب الموجودات على السؤال الأول بـ"لا" وعلى السؤال الثانى بـ"نعم". وبعدها سأل الشباب والرجال: لو كان لدى زوجتك درج مغلق بمفتاح وبه أشياء خاصة بها، هل تطلب منها فتح الدرج وتصر أن ترى ما به؟ وكانت أغلبية الإجابات بـ"نعم"!
وبدأ يكلمنا عن مفهوم مهم جداً فى العلاقة بين الزوجين، ألا وهو: الخصوصية. وجه كلامه للبنات وقال: لماذا تفتحين ورقة فى جيبه ولا تفتحين رسائل الموبايل؟ إن الورقة مثلها مثل الرسالة، ثم حكى لنا موقفاً حدث له بخصوص الورقة الروز أم قلوب إياها، حيث وجدت زوجته ورقة بهذه المواصفات فى جيبه ولكنها لم تفتحها، وكانت قصة هذه الورقة أنه كان يلقى محاضرة أمام مجموعة من الطالبات فى جامعة الأزهر، وكانت البنات يرسلن الأسئلة فى ورق كما يحدث فى كثير من المحاضرات والندوات، وطبعا تعرفن ألوان كراريس البنات. وكان سبب احتفاظه بهذه الورقة أن السؤال أعجبه فاحتفظ ليضيف للمادة العلمية للمحاضرة فى المرات التالية. المهم، كيف تصرف د. محمد فى هذا الموقف؟ جلس مع زوجته وحكى لها دون أن تسأل عن قصة الورقة وجلس يدردش معها فى السؤال.
ثم وجه كلامه إلى الرجال عن الدرج أبومفتاح الخاص بالزوجة، وقال لهم: افرض مراتك كان باباها مسافر مثلا وكان بينهم جوابات وكان بيفضفض معاها فى الجوابات دى عن مشكلات خاصة مثلاً، افرض مراتك بتحب تكتب مذكرات وخواطر... كل دى حاجات مش من حقك تشوفها.
- موضوع الخصوصية من الموضوعات المهمة والحساسة فى نفس الوقت، وعدم احترام الخصوصية بين الزوجين ربما يسبب مشكلات كتيرة، مثل:
- •قد يكون فيه إفشاء لأسرار ناس على علاقة بنا.
- •إذا لم يكن زوجك يحترم مساحتك الخاصة قد تشعرين ناحيته بالغضب الذى يمكن أن ينفجر فى أى لحظة وفى أى شخص.
- •ستشعرين بالضيق منه لله فى لله وتمسكى له على الواحدة وتبقى عيشة بيضا! ( اقرأي أيضا : 5 عبارات يحب أن يسمعها زوجك )
- •ثقتك بنفسك ستتأثر لأنك ستشعرين أنك غير قادرة على الحفاظ على خصوصيتك.
- •حالتك النفسية السيئة ستنعكس بلا شك على أبنائك أيضاً وهتبدأى تطلعى غلبك فيهم!
- •وليس مستبعداً أن تجدى نفسك تتبعين نفس أسلوب زوجك مع أبنائك فتحشرين نفسك معهم فى كل كبيرة وصغيرة دون أن يكون لهم متنفس!
- •أو ربما يأتى الموضوع معك بالعكس فتعطيهم مساحة خصوصية أكبر من اللازم، وما قد يترتب على ذلك من مشكلات.
- ماذا تفعلين إذن لو كان زوجك فضولياً؟
- •أولا عليكِ أن تحترمى خصوصيته وأن تتوقفى عن الشك فيه طول الوقت دون سبب.
- •لما يكون الفار بيلعب فى عبك، متلعبيش دور المفتش كورومبو! لكن اجلسى معه وتكلما معاً بصراحة.
- •استخدمى ردوداً فيها دعابة أحياناً واقلبى الموضوع هزار مثلاً إذا طلب زوجك أن يرى شيئاً أو سأل سؤالاً ترين فيه تعدياً على مساحتك الخاصة.
- •طمئنى زوجك من نفسك إذا شعرتِ أن هناك شيئاً لا يريحه. ( اقرأي أيضا : كيف تبقين الرومانسية في حياتك؟ )
- •كونى صريحة وصادقة معه، لا تكذبى أبداً مهما كانت الظروف والضغوط لأن الثقة هى أهم شئ نستطيع أن نبنى عليه الخصوصية.
- •احكى لزوجك عن الأمور التى من المفترض أن يكون على علم بها.
- •تمسكى بحقك فى الخصوصية ودون صدام فى نفس الوقت، لأنك لو سمحتِ له أن يعرف أو يطلع على أمر ليس من حقه الاطلاع عليه سيصعب بعد ذلك أن تغيرى أسلوبك.
- •حددى المساحات التى ليس من حق زوجك أن يتدخل فيها، مثل مشاكل خاصة بعائلتك أو صديقاتك، أو مذكرات تكتبينها...الخ. تحديد هذه الأمور يعود إليك.
- •لا أعرف صراحة هل من الممكن أن تتكلمى مع زوجك فى موضوع الخصوصية بشكل مباشر، هل سيتضايق أم سيتقبل كلامك ويتفهمه؟ اوزنى الأمور وقررى.
إن وجود مساحة خاصة لكلا الزوجين ليس معناه الجفاء والبعد، شئ صحى جداً أن نتشارك فى أمور وننفرد فى أخرى مهما زادت بيننا الأمور المشتركة، وهذا لأننا ببساطة شخصان مختلفان.
- وأخيراً تعالوا نختم ببعض الكلمات لـ"جبران خليل جبران" من كتابه "النبى":
- فليكن بين وجودكم معا فسحات تفصلكم بعضكم عن بعض حتى ترقص أرياح السموات فيما بينكم.
- أحبوا بعضكم بعضا، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود..
- أعطوا من خبزكم كل واحد لرفيقه ولكن لا تأكلوا من الرغيف الواحد.
- كما أن أوتار القيثارة يقوم كل واحد منها وحده ولكنها جميعاً تخرج نغما واحداً.
- قفوا معا ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً، لأن عمودى الهيكل يقفان منفصلين.. ( اقرأي أيضا : أسرار التواصل الناجح بين الزوجين )