«عين الحسود فيها عود،العين صبتني ورب العرش نجاني، خمسة وخميسة، الخرزة الزرقاء، حدوة الحصان،.. إلخ»، أمثال وكلمات كثيرة تعكس مدى خوفنا من الحسد وخوفنا من آثاره على حياتنا.
لا أعتقد أن أحداً فينا ينكر وجود الحسد خاصة و إنه مذكور في كافة الأديان السموية، ولا أظن أنكِ لم تتعرضي من قبل إلى مشكلة أو خسرتي شيء تحبينه، ولم يلعب الحسد دوراً فيها.
ولكني ظللت أفكر كثيراً.. هل للحسد أن يغير مسار حياتي؟ هل للحسد أن يقلب حياتي رأساً على عاقب؟ أم أنه مجرد مبرر مقنع لعقلي بأنني لم أكن السبب في فشلي في حياتي أو عملي أو تربيتي لأبنائي؟ وهل خوفي من الحسد يجعلني حريصة على ألا أفصح عن معلومات تخصني أكثر من اللازم؟
لم أهتدي إلى جواب صريح، لكن توصلت إلى بعض المبادئ التي أحيا بها وأتمنى أن تفيدك:
- بالنسبة إلى أونسيس وبيل جيتس وأثرى أثرياء العالم، حيث يعرف كل فرد فينا عن ثرواتهم، ولم أجدهم يوماً يخفون ما يملكون، بل يعلنوه على الملأ وكأنهم يتباهون بنجاحهم، كيف نجحوا هذا النجاح في ظل وجود الحسد؟
- كل شيء مقدر مسبقاً، وبالتالي حتى إذا كان الحسد سبباً، فهو مقدر علينا، وبالتالي لا أعطيه اهتماماً أكثر من اللازم، وما سيصيبني سيصيبني حتماً، والأهم من التركيز على الخوف من الحسد، أن أفكر كيف أتقن ما أفعله، لأن ما هو دون ذلك ليس بمقدوري التحكم فيه.
- قد يعرضني الحسد إلى مواقف سيئة، وقد تجعلني أمر بظروف تعيقني عن التقدم لفترة وجيزة، لكن حكمتي وقدرتي على التصرف مع المواقف الصعبة الناتجة عن الحسد أو غيرها هي التي ستحسم الأمر.
- إذا قررت أن أخفي الحقيقة عن الناس حتى أنجز شيء ما، وبالتالي إذا سألني أحد سأقول غير الحقيقة.. هل هذا التصرف سوي بما يكفي لأتبعه؟
- الخوف المبالغ فيه من الحسد يفسد علاقتي بمن حولي، وقد أثير بداخلهم أحاسيس سلبية تجعلهم يحسدوني بالفعل - وهذا عن تجربة.
- لا أحاول أن أتباهى بنفسي أكثر من اللازم، خاصة أمام من هم أقل مني في أمر ما، مما قد يثير ضيقهم.
- يجب أن أميز بين من هم يحبوني ومن قد يحسدوني، وبالتالي أحدد طريقة تعامل مناسبة مع كل منهم ولا أخلط الحابل بالنابل.
- مدى علاقتي بالله هي التي تحميني من كل شر، وليس الخرزة الزرقاء أو خمسة وخميسة أو غيرهما.
- حاولي أن تتجنبي بعض الأشخاص الذي يبثون طاقة سلبية إليكِ، فمثلاً كثيري الشكوي و التذمر ، من لا يقدمون مشيئة الله في حديثهم، من تكررت معهم الكثير من المواقف السيئة من ذي قبل، وهكذا.
أما الآن فدعيني أخبرك ببعض القصص الطريفة حول الرموز الفلكلورية التي يستخدمها بعض الناس للوقاية من الحسد.
- الخرزة الزرقاء.. اللون الأزرق عموماً أحد الألوان المعروف عن قوتها جذب الأنظار، و بالتالي فقد أشيع قديماً إن أرتداء اللون الأزرق أوأي شئ يحمل هذا اللون يلفت نظر الشخص الحاسد بعيداً عنك ويشتت تركيزه .
- الخمسة وخميسة.. تعددت حولها الأساطير، فهناك من يعيدها الي الحضارة اليونانية، و هناك من يسميها "كف فاطمة" و يعيدها الي الديانة الاسلامية حيث أركان الاسلام الخمسة. أما اليهود فيعتقدون أنها تشير إلى كتب التوراة الخمس (أسفار موسى).
- رقم 5.. لرقم 5 أسطورة تتعلق بطقوس السحر التي تؤمن بأن لكل عدد ولكل حرف خصائص ودلالات، فالعدد خمسة وكف اليد بها ذبذبات طاقة الدفاع التي تمنع الأذى عن جسم الإنسان أو ما يخصه إذا ما دُفعت في وجه الحسود.
والآن جاء دورك لتشاركينا بمفهومك عن الحسد، وكيف تتعاملين مع من قد يحسدوكي.