يتعرض كثير من الأطفال لبعض التشنجات أو ازرقاق لون الوجه خلال البكاء ابتداء من يومه الأول للرضاعة، أو عندما يصل إلى مرحلة العام وما بعده وصولًا لعامه الثالث أو الرابع أحيانًا، تؤدي التشنجات إلى جعل عضلات الذراعين والساقين متصلبة، وتثني رأس الطفل للأمام، وهناك عدة أسباب لذلك، منها الخطير مثل إصابتهم بالصرع، أو أمراض القلب، أو أورام الدماغ، وهناك أيضا التشنجات البسيطة التي تصاحب البكاء والتي يحدث معها ازرقاق في وجه الطفل، وتحدث النوبات الزرقاء عندما لا تتلقى رئتا الطفل ما يكفي من الدم لحمل الأكسجين إلى بقية الجسم. في هذا المقال إليكِ أسباب تشنج الأطفال أثناء البكاء، وكيفية علاج تلك المشكلة.
أسباب تشنج الأطفال أثناء البكاء
في الحقيقة إن كان الأمر عرضيًا بسيطًا فالسبب أيسر بكثير مما تتصورين، فالطفل يبكي ويشهق فيأخذ أنفاسًا عميقة متسارعة لا تسمح بوصول أوكسجين كافٍ إلى القلب، وهو ما يُقلل من كمية الدم الواردة للدماغ فيتسبب أحيانًا في التشنج، بالإضافة إلى عدم وصول الأوكسجين إلى الدم ومنها أوردة الوجه فيصبح وجهه أحمر داكنًا مائلًا للزرقة.
وكي تتأكدي من أن الأمر ليس مَرَضيًا، يجب ملاحظة الأعراض بالضبط ودرجة لون وجه الطفل ومدى تشنجه، فلو كان التشنج كبيرًا ويستمر مدة، فقد يحتاج الأمر إلى العرض على الطبيب، للتأكد من عدم إصابته بمرض الصرع، وإن كانت الزرقة صريحة لا مجرد احتقان للون أحمر داكن، فقد يكون السبب مرضيًا مثل إصابة بعض الأطفال بعيوب القلب الخلقية أو الأنيميا أو السكر.
والحالة الأكثر شهرة للتشنجات هي نوبات الزرقة التي تحدث بسبب احتباس النفس وهي حالة غير مرضية كما قلنا، لكنها صعبة التشخيص لأن أعراضها تشبه بعض الأمراض التي ذكرناها كعيوب القلب الخلقية وغيرها، وتحدث هذه الحالة عند 15% من الأطفال الأصحاء، وقد تظهر منذ العام الأول أو الثاني والثالث، وتختفي غالبًا في عمر الرابعة، ونادرًا ما تمتد إلى عمر الثامنة وما بعدها. ولكن تكرارها يلزم الأبوين بضرورة العرض على طبيب خبير، وإجراء التحاليل اللازمة للتأكد من صحة الطفل وعدم إصابته بأي من أمراض القلب أو الأنيميا أو السكري.
أنواع نوبات الزرقة:
- النوع الأول زرقة الوجه عند البكاء "Cyanosis" وهي الأكثر شيوعًا وتحدث خلال نوبات البكاء أو الغضب للأطفال العصبيين، ويحبس الطفل نفسه بشكل لا إرادي بالفعل وقد يفقد بعدها وعيه أو لا، وعادة ما يحدث بسبب نفسي إذ يصاب بالغضب نتيجة أمور عادية مثل أن يرفض أبواه طلبًا له أو غير ذلك.
- أما النوع الثاني فهو Pallid Type وهو إغماء مع شحوب للوجه وعادة يكون بسبب الألم أو الخوف المفاجئ، وقد يصاب به الأطفال ويستمر أحيانًا مع بعضهم حتى سن النضج، ويجب أيضًا علاج الأمر تربويًا ونفسيًا بشكل علمي.
اقرئي أيضًا: توقف التنفس المفاجئ عند الأطفال.. ماذا تعرفين عنه؟
أعراض تشنج الأطفال عند البكاء
إذا ظهرت على طفلك العلامات والأعراض التالية، فقد يعاني من نوبات الزرقة:
- الشعور فجأة بعدم الراحة أو الانزعاج أو اليقظة الأقل.
- التنفس بشكل أسرع وأعمق.
- التحول إلى اللون الأزرق ، خاصة حول الفم والوجه.
- الإغماء أو الشعور بالإغماء.
- البكاء الشديد.
- توقف التنفس.
علاج تشنج الطفل عند البكاء
إليك مجموعة من النصائح والإرشادات لتهدئة طفلك عند إصابته بالتشنج عند البكاء:
- التزام الهدوء في التعامل مع الأمر.
- التأكد من خلو طفلك من أمراض مثل الصرع أو القلب أو الأنيميا أو السكري، ولو كان مصابًا بها فيجب علاجها.
- تجنب العصبية وإغضاب الطفل تجنبًا لحدوث النوبات دون إفراط في تدليله.
- معرفة طريقة التعامل المثلى مع طفلك عند المرور بالنوبة من الطبيب
- تعلم طريقة الإسعافات الأولية تحسبًا لحدوث أي شيء.
- الرفق بالطفل وتهدئته وطمأنته عند الشعور ببدء النوبة لتجنبها، أو بعدها.
- ممارسة بعض التمرينات مع الطفل لتهدئة النفس وإزالة التوتر وممارستها كأنها لعبة في أوقات الصفاء.
اقرئي أيضًا: 8 أنشطة اقتصادية للصغار في المنزل
ختامًا، حاولنا من خلال المقال أن نعرفك بأسباب تشنج الأطفال أثناء البكاء، كل ما عليك هو اتباع النصائح المذكورة بالمقال لتهدئة طفلك، واستشارة الطبيب إذا شعرتِ أن طفلك ما زال متعبًا.
اقرئي مزيدًا من الموضوعات المتعلقة برعاية الصغار على "سورماما".