كثير من السيدات -خاصة بعد سن الأربعين- يعانين من أوجاع وشعور بالتنميل في كل من أصابع الإبهام والسبابة والوسطى، وهو ما يؤدي إلى إفلات الأشياء وسقوطها من بين أصابعهن، نتيجة لضعف قبضة اليد. كل ما سبق أعراض لحالة تُسمى اختناق عصب اليد، تعرفي معنا من خلال هذا المقال على أسبابه وطرق علاجه، بالإضافة إلى الفرق بين عملية تسليك الأوتار وتسليك عصب اليد.
عملية تسليك الأوتار في اليد
إذا نظرتِ إلى باطن يديكِ، فسترين بوضوح أربعة أحبال بين الرسغ وأعناق أصابعك، هذه هي الأوتار. وتعد نوعًا من الأنسجة الضامة، تعمل كحلقة وصل بين العضل والعظام، وهناك نوعان منها هما: الأوتار القابضة والباسطة.
وكل وتر محاط بغشاء زلالي، يسهل حركته ويحميه من مشاكل الاحتكاك، ولأسباب عديدة أبرزها الخضوع لعمليات جراحية، أو التعرض لحوادث باليد، قد تحدث التصاقات بين الأوتار، وخلل في الغشاء الزلالي المحيط بها، ما يؤدي إلى فقد القدرة على تحريك أصابع اليد بشكل طبيعي. ولذا يلجأ الطبيب لإزالة هذه الالتصاقات، من خلال عملية تسليك الأوتار (tenolysis) باستخدام مخدر كلي.
وتخضع المريضة بعد ذلك لبرنامج علاج طبيعي لعدة أسابيع بعد العملية، مع متابعة الطبيب. أما عملية تسليك عصب اليد، فهي عملية أخرى يلجأ لها الطبيب في حالات اختناق عصب اليد، نتيجة أسباب عديدة سنتحدث عنها في السطور التالية.
عملية تسليك عصب اليد
وهي ما نسميه أيضًا متلازمة النفق الرسغي (carpal tunnel release)، وتحتاج أيضًا إلى تخدير كلي، ولكن من الممكن إجراؤها بالتخدير الموضعي، حسبما يقرر الطبيب. وخلال العملية، يستخدم الجراح التورنيكيت (tourniquet)، ويشبه الرباط الضاغط ولكنه أقوى منه، حتى يتمكن من إجراء العملية دون أن يعيق الدم الرؤية، وخطواتها كالتالي:
- يشق الجراح الجلد بالمشرط، ثم يفتح النفق الرسغي عن طريق شق الغشاء المتين الذي يغطيه، ثم يتأكد من حركة الأصابع بشكل سليم في أثناء العملية، ويطمئن على عصب اليد الأوسط، ثم يغلق الجلد. ومن الممكن إجراء هذه العملية باستخدام المنظار، دون الحاجة إلى المشرط الجراحي.
- ترتدي المريضة دعامة المعصم بعد العملية مباشرة، وقد تبقى في المستشفى يومًا على الأكثر، وكثيرًا ما تعود إلى بيتها بعد ساعتين من الإفاقة.
- تتناول المريضة خلال فترة النقاهة بعض المسكنات والمضادات الحيوية، وتستمر في ارتداء دعامة الرسغ لمدة شهر على الأقل، مع التوقف عن ممارسة بعض الأنشطة، مثل: قيادة السيارة، أو استخدام الأصابع في الكتابة على الكمبيوتر، أو أي نشاط يتطلب مجهودًا كبيرًا باستخدام الأصابع واليد، وتتابع حالتها مع الطبيب.
- تتحسن الحالة تدريجيًّا مع مرور الوقت، والمحافظة على استخدام دعامة المعصم، ومتابعة الطبيب.
- قد يحدث اختناق للعصب مرة أخرى، بعد شهور من إجراء العملية في بعض الحالات، ويضطر الطبيب لإجراء جراحة ثانية.
أسباب اختناق عصب اليد
دعينا أولًا نتحدث عن تشريح منطقة الرسغ، ونعرفك بالنفق الرسغي:
تتكون أرضية النفق الرسغي من عظام الرسغ الصغيرة، وهي ثماني عظمات مرصوصة في دورين، مقسمة بينهما. وسقف هذا النفق عبارة عن غشاء شديد المتانة، ممسكًا من طرفيه بعظام الرسغ.
ويمر من هذا النفق الضيق، تسعة أوتار قابضة لأصابع اليد، بالإضافة إلى العصب الأوسط لليد، وهو المسؤول عن الإحساس والحركة بأصابع الإبهام والسبابة والوسطى.
فإذا حدث لأسباب كثيرة، تورمات للغشاء الزلالي المحيط بالأوتار، فلن يتسع النفق، وستضغط هذه التورمات على العصب، وهو ما ينتج عنه أعراض الاختناق.
ومن هذه الأسباب وأشهرها:
- اختلاف طبيعة الرسغ: فكما أننا كأشخاص نختلف في أحجامنا وأشكالنا، فبعض المرضى لديهم نفق رسغي ضيق بطبيعة الحال.
- الأشخاص المصابون بالسكري: بسبب كثرة حدوث التورمات والترشحات لديهم.
- الأشخاص المصابون بالروماتويد: بسبب كثرة الالتهابات، وما يتبعها من تورمات.
- متلازمة النفق الرسغي: ومن أعراضها ضعف أصابع الإبهام والسبابة والوسطى، وإفلات الأشياء من بينها، والشعور بآلام وتنميل. وكثيرًا ما تحدث للأشخاص الذين يحركون رسغهم وأصابعهم بشكل متكرر وخاطئ، ولفترات طويلة، مثل: كثرة الكتابة على الكمبيوتر، أو قيادة السيارة.
متلازمة النفق الرسغي للحامل
بسبب التغيرات الهرمونية في أثناء الحمل، التي يصاحبها ترشحات في مختلف أنحاء الجسم. بعض الحوامل يشعرن بأعراض متلازمة النفق الرسغي، وتتحسن الأعراض لديهن من تلقاء نفسها بعد الولادة.
حقن تسليك العصب
لا يندفع الطبيب لإجراء عملية تسليك عصب اليد بعد التشخيص الأولي، لوجود اختناق به. بعد الفحص الإكلينيكي الذي يقوم به، وإجراء بعض الأشعة، سيبدأ في العلاج التحفظي غير الجراحي لمدة شهر أو شهرين حسب الحالة، ويشمل ما يلي:
- الراحة: بارتداء دعامة المعصم -خاصة عند النوم- لعدة أسابيع. والتوقف عن بعض الأنشطة التي تزيد من أعراض المتلازمة، مثل: الكتابة على الكمبيوتر أو قيادة السيارة... وهكذا.
- المسكنات ومضادات الالتهاب: سيصف الطبيب بعض الأدوية، مثل: البروفين ومشتقاته، لتسكين الألم وتخفيف الالتهابات.
- حقن الكورتيزون: يستخدم الطبيب نوعًا معينًا منها للحقن الموضعي بالرسغ، فالكورتيزون من أقوى مضادات الالتهاب، وتُسمى أيضًا حقن تسليك العصب.
- العلاج الطبيعي: حيث يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتمارين معينة، تزيل الضغط عن عصب اليد الأوسط.