ربما على الصعيد الشخصي أو حتى في المجال العملي لا نجد العلاقات المثالية أو المكتلمة ونحاول التعامل مع الأمر، وفي العلاقات الزوجية فلا تطلب العلاقة المثالية أن تكون خالية من الخلافات والاختلافات، لكن أن يتوافر فيها حد معين من الأمان والسعادة والرعاية والاحترام والحرية وأن يكون الطرفان فيها على طبيعتهما، وتكون العلاقة سامة إذا كنت تشعرين فيها بالتعب والاستنزاف طوال الوقت، في هذا المقال سأعرفك إلى بعض علامات العلاقة السامة في الزواج، بالإضافة إلى عدد من النصائح المجربة التي ستساعدك على النعامل معها بأقل قدر ممكن من الخسائر.
علامات العلاقة السامة في الزواج
هناك عدد من العلامات التي تدل على أنك تعيشين في علاقة سامة وقد حان الوقت لإعادة التقييم:
- كل طرف في العلاقة يأخذ ولا يعطي، إذا كان الطرفان يتعمدان الأخذ دون تقديم أي عطايا أو تنازلات في علاقتهما، فتلك العلاقة الأنانية سامة دون أدنى شك.
- الشعور طول الوقت بالاستنزاف، إذا كنت دائمًا تشعرين أنك منتهكة جسديًا ونفسيًا وعاطفيًا بدلاً من أن تشعري بالسعادة والراحة والإنتاجية.
- انعدام الثقة المتبادلة، العلاقة من دون ثقة مثل سيارة دون محرك يمكنك البقاء فيها كما تشائين من الوقت، لكنك لن تذهبي بها إلى أي مكان.
- انتشار الأجواء المعادية داخل المنزل، الغضب المستمر المتبادل بين الطرفين حتى في أهم اللحظات، علامة أكيدة على وجود علاقة غير صحية تحتاج إلى إعادة النظر.
- عدم التجانس، لا يمكن أن تنجح علاقة زوجية من جانب واحد، وكي تسير بسلاسة فلا بد أن يكمل كلا الطرفين مكمل للآخر.
- النرجسية بلا توقف، إذا كان اهتمام الطرف الآخر بالعلاقة مجرد انعكاس له، فمن المستحيل أن تكون العلاقة النرجسية بين الزوجين مرتكزة على أسس سليمة تضمن نجاحها واستمرارها.
- مليئة بالطاقة السلبية، يكاد يكون من المستحيل أن يخرج أي شيء إيجابي من علاقة مليئة بالسلبية.
- انعدام التقدير، الاحترام المتبادل الشرط الأول للعلاقة الزوجية الطيبة، إذا كنتما طوال الوقت تقللان من شأن أحدكما الآخر، فهذا يخبرك بكل ما تحتاجين إلى معرفته عن علاقتكما.
كيفية التعامل مع العلاقة السامة في الزواج
إذا كنت متأكدة من أنك طرف في علاقة زوجية سامة، إليك عدد من النصائح المجرية التي آمل أن تساعدك على مواجهة الأمر:
- أعيدي حساباتك مرة أخرى للوصول إلى حل يرضيك ويتماشى مع ظروفك النفسية والاجتماعية، لن يتمكن أي إنسان على وجه الأرض أن يكون مكانك لتقييم وضعك، فكري مع نفسك: هل تلك العلاقة مستحيلة ولن تقبل أي محاولة للإصلاح، أم أنها ما زالت بحاجة إلى المحاولة والمعافرة مرة أخرى، لا سيّما إذا كنت لا تملكين أي خيار آخر، إذا كنت إجابتك لا حل غير المعافرة، فحاولي -عزيزتي- أن تكوني الطرف الذي يبني ولا يهدم للحفاظ على كيان عائلتك، وحال كانت الإجابة نعم تلك العلاقة مستحيلة، فابتعدي تمامًا قبل أن تدمرك.
- تقبلي أنك في علاقة سامة حال محاولتك الإصلاح وعدم تجاوب الطرف الآخر، كذلك حال عدم قدرتك على الانفصال وإنهاء العلاقة لأي سبب، أعلم أن تقبل مثل هذا النوع من العلاقات صعب للغاية، ولكنها محاولة للتخفيف من صعوبة الأمر عليك، ولا أقصد بهذا أن تستسلمي لتلك الحياة البائسة أو أن الوضع لن يتحسن أبدًا، ربما سيتغير في وقت لاحق، وربما لن يتغير، وكل ما بيدك في الوقت الحاليّ قبول حقيقة العلاقات الصعبة والتركيز على ما يسعدك والانشغال بما يفيدك وترك ما يحزنك وراء ظهرك.
- لا تحمّلي نفسك فوق طاقتك، مع الأسف مهما قدمتِ من تنازلات ما دامت العلاقة سامة، فلن تجني أي تقدير، لذا كوني ذكية وفكري بشكل عملي ولا تشغلي تفكيرك بطريقة تعامل الطرف الآخر، فأنت لستِ مسؤولة عن سوء مشاعره وأفعاله.
- أخرجي طاقة غضبك في أمر يسعدك، أثبت علماء النفس أن التنفيس عن الطاقة السلبية مهم لكسب القوة على مواجهة المصاعب، فعلى سبيل المثال إذا شعرتِ بالغضب أو الخوف من موقف ما مع زوجك، وجهي انتباهك إلى نفسك ولا تتحدثي إليه أو تدافعي عن نفسك حتى تشعري بالهدوء، وتذكري جيدًا أن الغضب والقلق سيدمرانك، وثقي أن تهدئة نفسك هو الشيء الوحيد الفعال الذي يمكنك القيام به الآن.
ختامًا، بعد أن تعرفت إلى علامات العلاقة السامة في الزواج، حاولي قدر الإمكان اتباع ما سبق من نصائح للتعامل مع العلاقات السامة، وحال عدم قدرتك على إصلاحها أو الانفصال، حاولي إحاطة نفسك بعلاقات صحيّة لتشعري بالأمان والسعادة، لتكتسبي طاقة إيجابية تؤهلك لاستكمال طريقك الصعب.
لقراءة مزيد من المقالات بخصوص المشكلات الزوجية، زوري قسم الخلافات الزوجية على "سوبرماما".