عادة ما ينظر الآباء إلى اللعب بوصفه نشاطًا يقضي فيه الطفل بعض الوقت الضائع، بل إن كثيرًا ما يتعمد الوالدان تقليص وقت اللعب لصالح بعض الأنشطة الأخرى كالدراسة أو تعلم المهارات الأخرى التي قد يرونها مفيدة، ولكن أثبتت الأبحاث المهتمة بسيكولوجية الطفل أن اللعب فى حد ذاته مجال خصب لتنمية قدرات الطفل وإكسابه عديدًا من المهارات التي يصعب تعلمها بعيدًا عن اللعب، إذ أكد العالم النفسي "فرويد" مؤسس مدرسة التحليل النفسي أن فائدة اللعب لا تتلخص في إشغال وقت الطفل ولكن تفريغ رغباته ومشاعره، لهذا قررنا خلال هذا المقال استعراض أهم طرق تشجيع الأطفال على اللعب تفصليًا، بالإضافة إلى استعراض أفضل فوائد اللعب مع الأطفال.
طرق تشجيع الأطفال على اللعب
اللعب بكل أنواعه من الأمور المهمة التي ينبغي لك الاهتمام بها عند تربية طفلك، لا سيّما اللعب الحر الذي يساعد على تنمية مهارات الطفل العقلية والسلوكية، وفي ما يلي سأعرفك إلي أفضل طرق يمكنك الاعتماد عليها لتشجيع طفلك على اللعب، مثل:
- شاركيه صنع مسرح للعرائس، إبداع أفكار للعب الحر يعتمد على استغلال أبسط الأشياء في صنع ألعاب عالية القيمة مثل مسرح العرائس، تلك اللعبة الرائعة التي ستساعد على تنمية مهارات الإبداع عند طفلك وفي الوقت نفسه تزيد من حصيلته اللغوية وتشجيعه على التعبير عن نفسه، شاركيه تلك اللعبة واستخدمي المناشف في صناعة جدران المسرح والعرائس الصغيرة لخلق الأبطال ودعي الباقي لخياله.
- أحضري له كراسات رسم وأقلام تلوين، من أبسط الأفكار التي يمكنك الاعتماد عليها لتشجيع طفلك اللعب، تنمية مهارات التخيل عند طفلك عن طريق الرسم، لذا أنصحك باصطحاب طفلك إلى أقرب مكتبة أو منفذ بيع للأدوات المكتبية لشراء مجموعة متنوعة من أقلام التلوين وكراسات الرسم المطبوعة ودعي طفلك يبدع ويشغل وقته بلعبة مفيدة.
- اجمعي أطفال الجيران لتكوين فرق متنافسة، للأسف تراجع هذا النوع من اللعب منذ خمسينيات القرن الماضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تغيير الأفكار بخصوص الاختلاط والمخاوف المتزايدة من التعامل مع العالم المحيط، ولكن ما رأيك في إحياء تلك الأمر مع جيرانك ذوي الثقة أو أقاربك، واتفقوا على تخصيص يوم والاجتماع بساحة مفتوحة قريبة تسمح للأطفال باللعب والانطلاق مع إشراف الأمهات عليهم للحفاظ على سلامتهم.
- قللي من وقت تعرض طفلك للشاشات، حاولي قدر الإمكان، تعيين حدود تعرض طفلك للشاشات، بتخصيص وقت محدد لتعرض الطفل للتلفاز والكمبيوتر حتى لا يعتمد على الشاشة كلما شعر بالملل، إذ توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بضرورة ألا يزيد وقت الشاشة على ساعة إلى ساعتين يوميًا.
فوائد اللعب مع الأطفال
تتعدد مكاسب اللعب للأطفال، ومنها:
- تنمية قدرة اللعب الأطفال على التخيل، غالبًا ما يقلد الأطفال البالغين ويخلقون ألعابًا وهمية وروايات معقدة بخصوص هذه الأدوار ويتعلمون التفكير بطرق مجردة، إذ يساعد اللعب على تنمية القدرة على التخيل عند طفلك فهو يتحدث إلى الدمى ويعلمها ويعاقبها ويُسمعها ما تعلمه من الكبار.
- تنمية المهارات الإجتماعية والقدرات العقلية، عن طريق تواصل طفلك معك ومع الأطفال الآخرين وبناء علاقات وصداقات جديدة ستنتعكس على إدراك الطفل بطبيعته النوعية في المجتمع، فمثلًا الطفلة تمارس دورها كأم مع العرائس وهو شىء مهم في عملية التطبيع الاجتماعي للأطفال.
تطوير لغة الطفل وتعريفه بحقوقه وواجباته، يكتسب الطفل من اللعب الجماعي القدرة على التعبير عن نفسه ومتطلباته، كذلك يتمكن من التعامل مع الآخرين، إذ يتعلم أنه يعيش مع مجتمع أفراده لهم حقوق، وله دور عليه الالتزام به وفي الوقت نفسه يمكن للأطفال من خلال اللعب مواجهة تحديات الحياة بطريقة مبسطة وفهمها ومعالجتها.
تطوير القدرات الجسدية للطفل، يعمل اللعب على تقوية جسم طفلك وتطويره وفي الوقت نفسه يعزز هذا الأمر من الإحساس بالثقة في النفس من خلال اللعب الإبداعي، إذ يكتشف قدراته وهواياته.
تقليل اضطرابات المشاعر مثل القلق والتوتر والتهيج للأطفال، يعمل اللعب على تعزيز مشاعر الفرح واحترام الذات عند الطفل وفي الوقت نفسه يحسن المرونة العاطفية ويقلل من اضطرابات المشاعر ويمنحه المرونة والقدرة المتزايدة على التعامل مع الآخرين.
وختامًا وبعد أن تعرفت -عزيزتي- إلى أفضل طرق تشجيع الأطفال، احرصي يوميًا على ممارسة طفلك عددًا من الأنشطة الحرة لتنفيس طاقته بشكل إيجابي، لإبرز دور اللعب فى نمو سوي لأطفالنا لذا يجب أن نترك لهم مساحة كافية من الوقت للاستمتاع باللعب.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".
