عندما يعود طفلك إلى المنزل بعد قضاء يوم دراسي طويل مليء بالحركة والجهد، بالتأكيد تبدو عليه ملامح التعب ويشعر بعدم القدرة على المذاكرة أو أداء الواجبات الدراسية، بل في كثير من الأحيان يتهرب من ذلك باللعب أو مشاهدة التليفزيون أو النوم لفترات طويلة. هنا تبدأ بينكما خلافات ومناوشات يومية ومتكررة لمحاولة جذبه للمذاكرة بالإجبار، لكن استعيضي عن هذه الطرق التي تنفر طفلك من المذاكرة بأفكار وأنشطة أخرى يمكنكِ أن تشتركي فيها مع طفلك، لتسهم في زيادة تركيز الطفل في الدراسة وتجديد طاقته حتى يستطيع التركيز فيما يستذكره، وسنذكر لكِ بعض من هذه الطرق في السطور التالية.
نصائح لزيادة تركيز الطفل في الدراسة
حث الأطفال على التركيز على المذاكرة قد يكون مهمة صعبة خاصةً إذا كان الطفل حركيًا أو يتشتت انتباهه سريعًا، ومن المهم عزيزتي ألا تشعري طفلك بالضغط مثلما يفعل كثير من الأمهات، فتربط الأم دائمًا بين قلة المذاكرة والفشل، الأمر الذي قد يأتي بنتائج عكسية وقد ينفره من الدراسة ويشعره أنها عبئًا ثقيلًا عليه، لذا سنساعدكِ ببعض الأفكار لزيادة تركيز طفلك في الدراسة خلال مراحل تعليمه الأولى:
- خصصي لطفلك منذ صغر سنه وقبل دخوله الحضانة وقتًا يعتاد فيه على فكرة الدراسة، وابدئي معه ببعض الأنشطة المحببة، مثل قراءة الكتب أو الرسم والتلوين.
- احرصي على مشاركة طفلك في أثناء أداء واجباته الدراسية ومذاكرته، فوجودك بجانبه سيشجعه على الانتهاء من واجباته، فهو متأكد أنكِ ستلاحظين أداءه وستراجعين معه الإجابات إذا أخطأ.
- اجعلي وقت الاستذكار وقتًا محببًا وممتعًا لطفلك، فمثلًا يمكنكِ أن تتبادلي معه دور المعلم والتلميذ بأن توجهي له الأسئلة وتتركيه يجيب عنها، وإذا أخطأ أو نسي الإجابة اعكسي الدور واطلبي منه أن يوجه لكِ السؤال، واجعليه يشارككِ في الإجابة عنه، وبذلك سيكرر الإجابة حتى يستطيع حفظها.
- استكشفي ميول طفلك تجاه مواد دراسية معينة وساعديه على التفوق فيها، فإذا شعرتِ بحبه لمادة العلوم يمكنكِ مشاركته في إجراء إحدى التجارب العملية البسيطة في المنزل، أو إذا كان من محبي مادة الرياضيات، فأحضري له الأرقام الخشبية والأشكال الهندسية التي تحفزه على التفوق فيها.
- حددي لطفلك جدولًا بعدد الواجبات المدرسية التي لا بد أن ينتهي منها، وكلما انتهى من جزء احذفيه من قائمة المهام حتى يشعر بالإنجاز، ما يحفزه على الانتهاء منها بشكل سريع، واحرصي على أن يتخلل هذا الجدول بعض فترات الراحة القصيرة.
- أحضري سبورة لطفلك في حجرته، يمكنكِ من خلالها كتابة الدرس وشرحه له بطريقة بسيطة، واجعليه يشاركك في الكتابة عليها بحل أحد الأسئلة أو كتابة الكلمات المطلوب منه حفظها.
- استخدمي طريقة الربط والتشبيه، فهي من أفضل الوسائل التي تساعد طفلك على حفظ المعلومات، مثل أن تشبهي له حرف الباء بالطبق أو الربط بين الألف والأرنب.
- أحضري لطفلك الأسطوانات التعليمية التي تعتمد بشكل كبير على حل الأسئلة وتكرار الإجابات، وليس فقط شرح الدروس بشكل ممل.
- استعيني بالرسوم التوضيحية وعروض برنامج باور بوينت لشرح أحد الأمور التي يصعب على طفلك فهمها، فمن المعروف أن التصور يعزز الحفظ والتركيز.
- حدثي الطرق التي تستخدمينها للمذاكرة مع طفلك كلما تقدم في السن وانتقل إلى مرحلة دراسية جديدة، وامنحيه مساحة أكبر من الاستقلالية لاستذكار دروسه بنفسه مع مرور الوقت.
شاهدي بالفيديو: كيف ترفعين قدرة الطفل على التركيز؟
كيف أجعل المذاكرة ممتعة لطفلي؟
لا تعاملي الطفل على أن المذاكرة هي عقاب له، أو مهمة يجب إنجازها، ولكن سيختلف الأمر كثيرًا إذا شعر طفلك أنها مهمة مرحة أو نشاط ممتع، وسيساعده ذلك على التركيز والإنجاز، وإذا كنتِ تتساءلين كيف أجعل المذاكرة ممتعة لطفلي سنجيبك فيما يلي:
- استخدام البطاقات الدراسية: على الرغم أنها ليست طريقة حديثة، فإنها طريقة فعالة جدًا في تعليم الصغار، خاصةً إذا كان الطفل حركيًا فيمكنكما المذاكرة في أثناء التنقل في الغرفة، وبدلًا من شراء هذه البطاقات، استمتعي مع طفلك بعمل بطاقات المذاكرة معًا، ضعي فيها أسئلة وإجابات، مع رسومات مرحة، اصنعي بطاقات بالأحرف الأبجدية مصممة بشكل يجذب انتباه الطفل، واسردي قصة لكل حرف حتى يصبح حفظها أسهل عليه ويتمتع في أثناء قيامه بذلك.
- الألعاب التعليمية: جلوس الطفل على المكتب والمذاكرة لساعات طويلة هو بالفعل أمر ممل، لذا بدلًا من ذلك، اجعلي الأمر أكثر متعة، ولا شيء يمتع الأطفال الصغار مثل اللعب، استخدمي قطع الحلوى لتعليم الأطفال العد، ألعبا معًا لعبة الحروف المخفية عن طريق إيجاد أغراض في الغرفة تبدأ بحرف معين، ولكل غرض يجمعه الطفل يحصل على نقطة، وهكذا لا تجعلي التعليم مهمة صماء، ولكن اجعليه وقتًا مرحًا ومفيدًا لطفلك.
- الزيارات الميدانية والتجارب: يتعلم أطفالنا بشكل أفضل وأسرع عندما يطبقون ما يتعلمونه في الحياة أو يرونه بأعينهم، الأشياء التي تُدرس بهذه الاستراتيجية تظل عالقة في ذاكرتهم لفترة طويلة، لذا بدلًا من شرح أنواع الصخور للطفل في الكتاب خذيه في زيارة لمتحف الجيولوجيا، وبدلًا من حفظ حالات المادة، اذهب للمطبخ واشرحي له بالتجربة العملية كيف يتحول الماء لبخار بالغلي، وكيف يتكثف، وكيف يتجمد عند خفض درجة حرارته.
- تخصيص فترات للراحة: غالبًا ما يجد الأطفال صعوبة في التركيز إذا لم تكن هناك فترات راحة. يشير الباحثون أن الأطفال يحتاجون إلى استراحة مدتها خمس دقائق لكل 20 دقيقة يدرسونها. امنحي طفلك خمس دقائق ليلعب بالألعاب أو الآلات الموسيقية أو يقف في الشرفة قليلًا ما يبقيه نشيطًا ومحفزًا لمدة 20 دقيقة قادمة، واحرصي ألا يلعب بالهاتف في تلك الفترات حتى لا يصعب عليه العودة للمذاكرة بعدها.
- استخدام التطبيقات: التكنولوجيا من أفضل الطرق لجذب انتباه طفلك، وتزويده بتجربة تعليمية مرحة مسموعة ومرئية، ما يحفز أكبر قدر ممكن من حواس الطفل ويجعله يحتفظ بالمعلومة في ذاكرته بشكل أسرع ولفترة أطول.
- تشجيع الطفل: بعض العبارات البسيطة قد توقد حماس طفلك وتشجعه على المذاكرة "عمل رائع" "أنت رائع"، " أنت ذكي"، " ستنجح في حلها"، كلمات التشجيع والثناء ستجعل طفلك متحفزًا وسيشعر بالثقة في نفسه وسيفخر بما ينجزه ويتطلع لإنجاز المزيد، لذا شجعي طفلك وإذا لم يتمكن من الحل بدلًا من أن تخبريه أنه فشل في حل المسألة أخبريه وأنتِ تنظرين له " أعلم أنك ستكون قادرًا على حلها في المرة القادمة".
وأخيرًا، تذكري عزيزتي أن مرحلة الطفولة مهمة جدًّا في تشكيل شخصية طفلك، لذلك شجعيه دائمًا على تحقيق الأفضل وادعمي ثقته بنفسه. وتجنبي الصراخ وأساليب الضغط فهي لن تساعد على زيادة تركيز الطفل في الدراسة، بل ستبعث في نفسه شعورًا سلبيًّا تجاه الكتب والمذاكرة.
تحرص "سوبرماما" على تقديم النصائح لكل أم بخصوص المدارس، وطرق التعامل مع طفلك خلال هذه الفترة، وتحضير ما يلزم لأبنائها، تعرفي إلى مزيد في قسم العودة إلى المدرسة.