"حلقاتك برجالاتك.. إن شالله تعيش إن شالله تعيش تكبر تبقى في وسط أخواتك جن مصور زيه مفيش"
كنت أحب فيلم الحفيد للغاية وأنتظر تحديدًا مشهد السبوع
إنها تلك الأغنية الجميلة التي طالما سمعناها في بيوتنا وبيوت أفراد عائلتنا وقت السبوع لتكتمل بها فرحة قدوم المولود الجديد.
قبل رمضان تحديدًا كنت مع أمي في منطقة الأزهر ودرب البرابرة لشراء بعض مستلزمات الكهرباء وبجانب منطقة شراء الأباجورات والنجف يمكنك أن ترى أزقة وشوارع كاملة لبيع مستلزمات السبوع باللونين الأزرق السماوي للذكر والوردي الرقيق للأنثى منها أبريق أو قلة ومنها سرير ومنخل ومنها تلك الحلوى التي ستوزع على الضيوف وغيرها.
هناك سترين بائعي الجملة وبائعي القطاعي ويقال أن هذا المكان يعود إلى السكان البرابرة الذي جاؤوا مع جوهر الدين الصقلي الذين بنا القاهرة وسماها بهذا الاسم وبنى الجامع الأزهر إذ كان قادمًا من المغرب ومعه البربر والعرب المسلمين في فتوحات تاريخية لا مثيل لها
وهكذا يوضع الأبريق أو القلة في صينية بها سبع حبوب مع رش الملح لإبعاد حسد الحاسدين وطلبًا لسعة رزق المولود، ومع أن هذه لم تعد إلا مجرد عادات يراها البعض بعيدة عن الدين ويراها آخرون من العادات الفرعونية، لكن لا يزال البعض حريصًا عليها وعلى القيام بها.
ثم يأتي بعدها دور الغربال أو المنخل المزين بالتل بلون يناسب نوع المولود ليوضع به الرضيع وتبدأ إحدى الجدتين أو ربما جدة الأب والأم لتدق الهون النحاسي.
ثم يبدأ توزيع الحلويات التي تحتوي على بعض المكسرات والشوكولاتة والملبس، لكن المشكلة تظل في غلاء الأسعار الشديد وبالتالي يفاضل الشخص فيشتري بعض المكسرات دون الملبس والشوكولاتة أو يفاضل في نوع الشوكولاتة وهكذا. ويؤكد الكثير من البائعين أن البعض أصبح يقبل على فكرة العقيقة أكثر من السبوع وبالتالي يُعد هذا سببًا في قلة رواج البضاعة أيضًا.
شكل الطقوس
يوضع الصغير في البياتة بداخل صينية بها الماء والحبوب ويرش الملح وبجانبه الإبريق أو القلة، ثم ينقل إلى غربال وتدق الهاون جدته مع بعض النصائح للمولود مثل "اسمع كلام أمك" وهكذا.
ثم يوضع الصغير أرضًا وتبدأ الأم في المرور فوقه سبع مرات مع التسمية في كل مرة ثم يرفع بالغربال على مكان عالي ويبدأ توزيع الحلويات.
بعدها يمسك الصغار في الحفل الشموع ويبدأوا في الدوران حول المولود أو قد تحمله أمه وتلفه معهم وتبدأ أغاني السبوع الشهيرة مثل "حلقاتك برجالاتك" و"يا رب يا ربنا" وهكذا.
في الأسكندرية تحديدًا يجب أن تكون الصينية من الفضة وبها سبع حبوب مختلفة قمح وعدس وحلبة وأرز وفول وحمص وذرة مع أحد الخضراوات الورقية وعملة معدنية فضية تيمنًا للصغير بحياة رغدة.
وفي الأسكندرية تتوفر تلك الأشياء في الميدان بمنطقة المنشية بالقرب من زنقة الستات.
يضيف الميسورون أحيانًا نقود ورقية مطبوع عليها اسم المولود وتاريخ ميلاده والآن يستبدل الأمر بأوراق شكلية للنقود.
- أما العقيقة فهي ذبيحة حسب المقدرة وهي سنة مؤكدة ويفضل أن تكون في اليوم السابع أو وقتما يستطيع الأب ذلك حتى لو كبر الابن بل قد يفعلها الشخص عن نفسه بعدما يكبر، فيُذبح عِجل أو خروف ويصنع معها الأرز ويُدعى إليها الأقارب والفقراء.
أما في الواحات فإن لها طقوسًا أخرًا، فبعد ولادة المرأة، يجب أن يُقْلى بعض البيض في سمن، وتذبح لها فرخة يجب أن تأكلها وتشرب حسائها وحدها تمامًا. ويصنع لها مشروب الحلبة بالبلح والعسل ويفضل بدبس البلح لطرد أي دماء أو بقايا في الرحم.
وفي السبوع يوضع فوق المولود إبريق من الفخار به ماء وحلي من الهدايا، أما التسمية فيجب أن تتم بطريقتين:
إما يوقد فوقه سراج من الفخار بسبع فتائل مسماة بأسماء ذكور لو كان المولود ذكر أو أسماء إناث لو كانت أنثى ثم توقد جميعًا ويسمى باسم آخر فتلة تبقى مشتعلة تيمنًا بطول عمره، أو يذهب الأب بسبع قوارير مسماة بأسماء مختلفة ليختارها أحد الصالحين فيكون هذا اسمه.