تمر السيدة في أثناء الحمل بمراحل مختلفة في علاقتها الحميمة، فأحيانًا تشعر بالرغبة في ممارستها، وأحيانًا لا ترغب فيها، والسبب في ذلك عادةً ما يكون نتيجة اضطراب الهرمونات والشعور بالتعب المصاحب للحمل، لكن ماذا بعد الولادة؟ عادةً ما تستمر حالة عدم الرغبة في العلاقة الجنسية بعد الولادة، الأمر الذي قد يسبب الإزعاج للزوجين، خاصةً أنها قد تطول وتسبب عديدًا من الخلافات، وقد تنتهي بعزوف الزوج نفسه عن العلاقة الحميمة، فما أسباب تغير الرغبة الجنسية بعد الولادة؟ وكيف يمكن التغلب على هذه المرحلة لاستعادة طبيعة العلاقة الحميمة من جديد؟ هذا ما سنخبركِ به في هذا المقال.
أسباب تغير الرغبة الجنسية بعد الولادة
بعد الولادة مباشرةً، تبدأ مرحلة النفاس، التي يتوقف فيها الزوجان عن ممارسة العلاقة الحميمة كما في أيام الدورة الشهرية، وربما يمكن الاستمتاع ببعض الممارسات دون العلاقة الكاملة، وتشير الدراسات إلى أن الرغبة الجنسية تنخفض لدى السيدات بعد الولادة فترة تتراوح من أربعة إلى ستة أسابيع، وأحيانًا بعد ذلك بقليل، لكن في كثير من الأحيان تستمر حالة عدم الرغبة في العلاقة الجنسية بعد الولادة فترة طويلة قد تصل لعام كامل، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها:
- الإرهاق والتعب الجسدي ومهام الأمومة الجديدة، خاصةً مع الطفل الأول، إذ تكون الأم غير معتادة على هذا النوع من المجهود.
- اضطراب الهرمونات، فمع الرضاعة الطبيعية تنخفض مستويات الأستروجين والبروجيسترون، ما يسبب قلة الرغبة الجنسية وجفاف المهبل والشعور بالألم في أثناء الجماع.
- اكتئاب ما بعد الولادة، الذي يصيب نسبة كبيرة من السيدات بعد الولادة، ويصاحبه تغيرات مزاجية شديدة، وشعور دائم بالحزن، وانخفاض الرغبة في العلاقة الجنسية.
- قلة النوم، فبرغم أنه يبدو سببًا غير مرتبط بقلة الرغبة الجنسية، فتؤكد الدراسات أن قلة النوم تسبب انخفاض مستوى "الدوبامين"، وهو من الهرمونات المحفزة للجسم والعملية الجنسية، ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة في العلاقة الحميمة.
- قلة بالثقة بالنفس، فبعد تغير شكل الجسم بعد الولادة والرضاعة، تشعر المرأة بعدم الثقة في نفسها، ما يجعلها ترفض العلاقة الحميمة، خوفًا من الشعور بالحرج بسبب مظهرها الجديد.
- الخوف من العلاقة الحميمة، بسبب جرح المهبل في الولادة الطبيعية أو جرح الولادة القيصرية.
طرق زيادة الرغبة بعد الولادة
يجب أن تعلمي عزيزتي أن ما تمرين به أمر طبيعي تمام، وأنه بعد فترة ستعود الأمور لما كانت عليه قبل الحمل والولادة، المهم ألا تطول هذه الفترة حتى لا تفتر المشاعر، ويعزف زوجك هو الآخر عن العلاقة وتحدث فجوة عاطفية بينكما، ولاستعادة الرغبة الجنسية بعد الولادة اتبعي النصائح التالية:
- لا تتعجلي الأمور، ولا تشعري بالتقصير المستمر، فانخفاض مستوى الأستروجين بجسمك سيعود لطبيعته خلال ثلاثة أشهر على الأكثر، وتعود رغبتك معه من جديد.
- استخدمي المرطبات الهلامية (المزلقات الحميمية)، فجفاف المهبل من الأمور التي تشعركِ بالألم في أثناء الجماع، والمزلق الحميمي سيساعدك على التقليل من الشعور بالألم، كذلك يجب الانتباه لزيادة فترة المداعبات، لزيادة الإفرازات وترطيب المهبل بصورة طبيعية.
- لا تخفي على زوجك ما تمرين به، وأخبريه بمشاعرك ورغبتك في استعادة الأمور بينكما كما كانت، حتى يقدم لكِ الدعم الذي تحتاجينه.
- أوضحي لزوجك -إن كنت تُرضعين طبيعيًّا- أن أقل لمسة للثدي قد تسبب خروج بضع قطرات الحليب، لكن لا يوجد في الأمر مشكلة ولن يسبب لكِ ألمًا، مع الحرص على عدم الإفراط في التدليك والمداعبة.
- احرصي على ألا تناما في سريرين منفصلين، فالتواصل الجسدي من الأمور المهمة لاستعادة رغبتكِ في العلاقة الحميمة.
- اطلبي المساعدة من أمك أو أختك للعناية بالصغير حتى يمكنكِ الراحة والنوم قليلًا لاستعادة نشاطك، فقلة النوم والإرهاق كما ذكرنا من الأمور التي تقلل الرغبة الجنسية.
- تبادلا وزوجك القبلات والعناق طيلة الوقت، فهذا يسمح بتلامسكما ويزيد من رغبتكما في ممارسة العلاقة الحميمة.
- ضعي عطرًا مميزًا، وارتدي ملابس مثيرة ومناسبة لوزنك بعد الولادة، ولا تشعري بالحرج من شكل جسمك فقد مررتِ بتجربة كبيرة ورحلة صعبة، وكما احتجتِ تسعة أشهر لتلدي صغيرك، فأنتِ تحتاجين إلى بعض الوقت لاستعادة شكل جسمك من جديد.
- اهتمي بتناول المشروبات المفيدة لهذه الفترة، مثل اليانسون والشمر والحلبة، فهي تساعد على إدرار الحليب، ورفع مستوى الأستروجين بالجسم أيضًا، وهو ما يساعد على زيادة الرغبة الجنسية ويحميكِ من جفاف المهبل.
خياطة العجان والعلاقة الحميمة
بالطبع جرح الولادة الطبيعية ليس بالأمر اليسير، وهو من الأسباب التي قد تسبب الخوف من العلاقة الحميمة والعزوف عنها بسبب الرهبة من الشعور بالألم، لذا حاولي تأخير العلاقة الحميمة الكاملة، حتى تعافيكِ والتئام الجرح تمامًا، ويمكنكِ اللجوء للمداعبات مع زوجك أو الجنس الفموي والتدليك وغيرها من الممارسات دون علاقة كاملة، وعليكِ استشارة الطبيب إذا ما تأخر التئام الجرح، وسؤاله عن الموعد المناسب لممارسة العلاقة الحميمة، وعادةً ما يحتاج جرح الولادة من أربعة إلى خمسة أسابيع بعد الولادة ليلتئم.
متى يتم ممارسة العلاقة الزوجية بعد الولادة القيصرية؟
- عليكِ التأكد من شفاء جرح الولادة القيصرية كالولادة الطبيعية تمامًا، وعادةً ما يحتاج الأمر إلى ستة أسابيع.
- اختاري أوضاعًا لا تسبب الضغط على الجرح، لذا يمكنكِ تجربة عدة أوضاع مع زوجك حتى الوصول لوضع مريح لكِ، مثل وضع الفارسة.
- مارسي تمارين كيجل، فهي لا تساعد فقط على استعادة مرونة عضلات المهبل، ولكنها تقوي عضلات الحوض أيضًا، وتساعد على التئامها بعد الولادة القيصرية.
- استخدمي المزلق الحميمي، فبرغم أنكِ لم تلدي طبيعيًّا، فقد تختبرين جفاف المهبل بسبب اضطراب الهرمونات.
في النهاية، يجب أن تعلمي عزيزتي أنه مهما كانت أسباب تغير الرغبة الجنسية بعد الولادة فهي أمر طبيعي، وستعودين لطبيعتك مع مرور الوقت، تحدثي مع زوجك بصراحة عما تشعرين به، حتى يقدم لكِ الدعم الجسدي والنفسي، وتمر هذه المرحلة دون أن تؤثر في علاقتكِ الزوجية ولا تسبب فجوة بينكما.
يمكنكِ معرفة المزيد عن كل ما يخص العلاقة الزوجية مع "سوبرماما".