أيهما أفضل تغيير نفسك أم تغيير أطفالك؟

كآباء وأمهات من المفترض أن يكون تركيزنا ينصب في تغيير وتقويم سلوكيات وتصرفات الأبناء، لأن الدور المرسوم للآبوين هو تربية وتعليم الأبناء أن يكونوا أشخاص فاعلين ومسئولين في المجتمع، ولكن هل فكرت يوماً أنه إذا كان لديكِ طفل وعنده أحد نقاط الضعف التي حاولت مراراً وتكراراً تغييرها، ولكن النتائج لم تكن مرضية، أنك ربما تحتاجين تغيير الطريقة التي تتبعينها في تربية وتقويم الأبناء.



فمثلاً إذا كانت شكوتك من أن أطفالك لا يتناولون طعاماً صحياً ولا يستمعون إلى نصائحك، ففي نهاية المطاف.. هل تستطيعين إجبارهم على تناول طعام ما؟ بالطبع لا، ولكنك تستطيعين اتباع طريقة أخرى بدلاً من الأوامر المباشرة، تجعلهم هم يبادرون بتغيير طريقة تعاطيهم مع الأمور، وبالتالي تغيير أنفسهم، فمثلاً يمكنك أن تتحدثي معهم أكثر عن أهمية وفوائد الطعام الصحي، يمكنك تقليل البدائل أمامهم بعدم إحضار الكثير من الطعام غير المفيد إلى المنزل، يمكنك وضع قاعدة وهي عدم الحصول على الحلوى قبل تجربة أي نوع طعام موجود بالمنزل.. وهكذا، ربما تتطلب تلك الطريقة مجهود أكبر وصلابة أكثر، لكن في النهاية تذكري أنكِ إذا نجحن فأنتِ تعالجين أسباب المشكلة وليس أعراضها.



وقد ذكر لنا ماكس كلين في كتابه «A Parent’s Leadership Field Manual» رسالة هامة جداً عن هذا الموضوع، تقول إننا يمكننا فقط أن نضع أطفالنا على طريقهم إذا استطعنا نحن من الوصول إالى الطريق الصحيح، ليس فيما يخص الوضع المادي أو الأدبي أو العلمي، ولكن فيما يخص جودة الشخصية ونقاط قوتها. ( اقرأي أيضا : الكايزن خطوة واحدة قد تغير مجرى حياتك )



لهذا فتغيير أنفسنا هو الطريق لتغيير طريقة تعامل أطفالنا التي تؤدي في النهاية إلى تغيرهم هم أيضاً، أما عن لماذا أن تغيرهم ليس بالشىء السهل:

  • نحن لا نستطيع تغيير الآخرين

بالطبع أنتِ سمعت هذه الجملة مراراً وتكراراً، ولكنك لازلت تحاولي تغيير أبنائك.. لماذا؟ هل لأنه الطريق الأسهل أو لمجرد أنهم أبنائك؟ ربما يتطلب منك بعض الجهد لتغيير نفسك، لكن تأكدي أن أي تغيير بسيط فيكِ سيؤدي إلى تغيير الجو العام في الأسرة وبالتبعية سيتغير الأبناء، فمثلاً لا معنى أن تطلبي من أبنائك الالتزام بمواعيد النوم وأنتِ تسهرين لساعات متأخرة، وليس لكِ موعد ثابت للاستيقاظ، ولكن إذا بذلت جهد في وضع قواعد النوم والتزمت بها، سيصبح الجو العام للمنزل مشجعاً لكل الأسرة للالتزام بتلك المواعيد.

  • لأن طفلك يقتدي بسلوكك..

سواء أحببت تلك الحقيقة أو لا، لكن في النهاية طفلك يحذو حذوك أنتِ ووالده في السلوك، فهم ينصتون لكل كلمة نقولها، ولكل حركة نفعلها، وما يأخذوه منكِ هو ما يستخدمونه في حياتهم اليومية، ربما لا يكونون نسخة طبق الأصل منكِ، ولكن حوالي 70 إلى 80% من تصرفاتهم هو انعكاس لما تعلموه من الغير، فإذا أردت أن يتعلم أبنائك الصبر، فعليكِ أن تكوني قدوة لهم وتتعلمي الصبر أثناء انتظاركم الدور في طابور طويل، وبالتالي تنقلي تلك القيمة إليهم. ( اقرأي أيضا : أهداف يمكنك أن تضعيها لنفسك في العام الجديد )

  • ردود أفعالك هي المعلم

إذا كنتِ تتخذي رد فعل واحد في كل مرة تتعرضين فيها إلى موقف ما فلماذا تتوقعين أن تحصلي على نتيجة مختلفة؟ فرد فعلك وحده كفيل بتعليم الشخص الذي تتعاملين معه كيف يتعامل مع الموقف، فمثلاً إذا كنتِ تتعاملين مع نوبات بكاء طفلك كل مرة بالصراخ في وجهه والتعنيف، ولا يتوقف فجربي أن تخبريه بصرامة في المرة القادمة أنكِ لن تتحدثي معه إلا عندما يتوقف عن البكاء، حتى تستطيعوا التحدث وسماع بعضكما، عندها سيضطر الطفل إلى تغيير سلوكه ليتعامل مع التغير في رد فعلك أنتِ، وهكذا في المواقف المختلفة.

والآن هل اقتنعت أن تغيير نفسك هو المفتاح لتغيير سلوك أطفالك غير المرغوب فيه، ابدأي من الآن وكوني مقتنعة أنكِ بذلك في طريقك لإحداث التغيير المطلوب  في أبنائك.

عودة إلى منوعات

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon