عندما كنتُ حاملًا، طلب مني طبيبي إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية رباعية الأبعاد، للكشف على صغيري والاطمئنان على سلامة أعضائه، والتأكد من أنه لا يعاني من الشفة الأرنبية. حينها لم أفهم ماذا يعني هذا المصطلح، ولكن بعد البحث عرفت أنه أحد أشهر التشوهات التي يصاب بها الجنين في المراحل الأولى من الحمل، ويحدث عندما لا يتكون كمية كافية من الأنسجة في منطقة الشفاه. وفي بعض الحالات تتكون الأنسجة ولكنها لا تلتئم بصورة صحيحة، وتظهر في صورة شق أو فتحة في الشفة العليا لتشبه بذلك شفة الأرنب، وهذا هو السبب وراء تسميتها بهذا الاسم.
ما الفارق بين التصوير ثلاثي ورباعي الأبعاد للجنين؟
فما أسباب إصابة الجنين بالشفة الأرنبية؟ وهل يمكن الوقاية منها؟ وكيف يمكن علاجها؟ تجيبكِ "سوبرماما" عن كل هذه الأسئلة في السطور التالية.
أسباب إصابة الجنين بالشفة الأرنبية:
لم يتوصل الطب إلى أسباب مباشرة تؤدي إلى الإصابة بالشفة الأرنبية، ولكن يعتقد العلماء أنها ترجع إلى عوامل وراثية وأخرى بيئية، فإذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة بالشفة الأرنبية، تزيد احتمالية إصابة الجنين بها، نتيجة انتقال الجينات الوراثية المسؤولة عن التئام أنسجة الشفة العلوية إلى الجنين، وهناك بعض العوامل الأخرى الخاصة بسلوك الأم الصحي خلال الفترة الأولى من الحمل، مثل:
- تناول الحامل بعض الأدوية الغير مسموحة قبل معرفتها بحملها ولكنها ضارة بالجنين ، مثل أدوية علاج الصرع وبعض أنواع أدوية علاج حب الشباب، وأدوية علاج التهاب المفاصل.
- تدخين الأم، والتدخين السلبي.
- عدم الالتزام بتناول أقراص حمض الفوليك بانتظام خلال الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.
ما المضاعفات التي تواجه الطفل عند إصابته بالشفة الأرنبية؟
إلى جانب المظهر الخارجي للشفة، والأثر النفسي على الطفل، هناك بعض الصعوبات التي يواجهها الطفل في حالة إصابته بالشفة الأرنبية، مثل:
- صعوبة الرضاعة، سواء الطبيعية أو الصناعية، لعدم القدرة على المص، لذا على الأم استخدام أدوات رضاعة خاصة تصل بالحليب إلى الحلق مباشرة.
- التهاب الأذن لدى رضيعك نتيجة ارتداد الحليب وصعوبة بلعه، لذا على الأم المتابعة مع طبيب متخصص في الأنف والأذن إلى جانب فريق علاج الشفة الأرنبية.
- عدم القدرة على نطق الكلمات بشكل صحيح، ولكن يمكن تحسين الحالة بالمتابعة مع إخصائي تخاطب بعد إجراء العمليات الجراحية اللازمة.
علاج الشفة الأرنبية:
يمكن علاج الشفة الأرنبية عن طريق إجراء بعض العمليات الجراحية على مراحل مختلفة، وذلك على حسب الحالة وعمق الشق الموجود بالشفة، ففي بعض الحالات لا يقتصر الشق على الشفة فقط، بل يمتد إلى السطح العلوي من الفك مسببًا تشوه بالأسنان أيضًا.
المرحلة الأولى من الجراحة (علاج الشفة الأرنبية):
تُجرى هذه العملية بعد إتمام الطفل الثلاثة أشهر الأولى من عمره، ويتم فيها تعديل شكل اللثة وتوصيل عضلات الشفة المشقوقة ببعضها، لإعادة بناء الشكل الطبيعي للشفة، واستعادة وظائفها.
المرحلة الثانية من الجراحة (علاج الفك المشقوق):
تُجرى هذه العملية في سن من 5 إلى 15 شهرًا، ويتم فيها إصلاح الشق الممتد إلى الفك وإعادة بناء الأنسجة والعضلات، وتتطلب هذه الحالة المتابعة مع طبيب أسنان متخصص لمتابعة نمو الأسنان بشكل سليم بعد إجراء العملية.
المرحلة الثالثة من الجراحة (الجراحات التجميلية):
بعد الانتهاء من الجراحات العلاجية، يأتي دور الجراحات التجميلية لإزالة الندبات الناتجة عن العمليات الجراحية السابقة، واستعادة المظهر الطبيعي للشفة واللثة والأنف وتقويم الأسنان، ولكن يجب إجراؤها بعد اكتمال نمو الطفل ووصوله إلى سن البلوغ (16 إلى 18سنة)، وهي خطوة ضرورية لا يجب إهمالها أبدًا، لدعم الحالة النفسية لابنك وتعزيز ثقته بنفسه.
متى تكون عمليات التجميل ضرورية؟