في العلاقات القريبة جدًا مثل الزواج، كلما كان الطرفان أكثر صراحة ووضوحًا، كانت العلاقة أقرب إلى السواء، ولكن في هذه الحالة، أيضًا تزداد فرص ظهور اختلافهما، وكثيرًا ما يتحول الاختلاف إلى خلاف، خصوصًا في بداية العلاقات، وفي أثناء سعيك إلى الحفاظ على صحة العلاقة، ستحتاجين إلى التعبير عما يضايقك، وستحتاجين أن تعاتبي زوجكِ.
ولكن كثيرًا ما تخرج الأمور عن السيطرة ويزداد الأمر سوءًا في حالة عتاب الزوجة لزوجها، ما يجعلها تتجنب العتاب فتتراكم المشاعر السلبية والمشكلات داخلها وتذبل علاقتها بزوجها، فكيف تجعلين العتاب وسيلة إلى تقوية العلاقة؟ وما الطريقة الصحيحة لعتاب الزوجة لزوجها دون أن يتحول الأمر إلى حرب؟
عتاب الزوجة لزوجها
دعينا نتناول العتاب بشكل عام بصفته موقفًا فيه طرفان قد تكونين أي منهما، ودعيني أشارككِ تجربتي ونحاول معًا أن نرى مشاعر كل منهما واحتياجاته في هذا الموقف.
كيف أعاتب من أحب؟
- كوني مستعدة: أقصد هنا بالاستعداد، الاستعداد النفسي، فتجنبي العتاب وقت ثورة مشاعرك قدر استطاعتك، وقد تحتاجين لبعض الوقت، حتى تتمكني من رؤية الموقف بوضوح، وكذلك حتى تستطيعي أن تدركي حقيقة مشاعرك وما هو بالتحديد الشيء الذي آلمك، وكلما استطعت إدراك مشاعرك واحتياجاتك وصياغتها بوضوح لمن تعاتبين، كانت النتائج أفضل.
- اختاري الوقت المناسب: حاولي قدر استطاعتك أن تختاري وقتًا مناسبًا لمن تعاتبين، حتى يكون أكثر انفتاحًا وأقدر على أن يتفاعل جيدًا.
- طمئنيه ثم شاركيه مشاعرك: إذا أردتِ أن تعاتبي زوجكِ عليكِ أن تطمئنيه أولًا ثم تشاركيه مشاعركِ، فالعتاب بأسلوب به بعض الهجوم، قد يوّلد لديه شعور بالرفض والتهديد، وهذا يجعله يستدعي حالة الدفاع فيسوء الأمر.
زوجكِ يحتاج أن يصله منك ما يطمئنه قبل معاتبته، ويحتاج أن تصله رسالة: "أنا أحبك ومهتمة أن أحافظ على هذه العلاقة وأن تكون أكثر استواءً لذا أحتاج إلى أن أعبر عما داخلي".
في الحقيقة، استدعاء كل ما سبق في وقت العتاب ليس بالأمر الهين، ولكن ببذل بعض الجهد والتحضير الجيد للأمر ستتحسن طريقة تعاملكِ في مثل هذه المواقف بالتأكيد، ولتتذكري دائمًا أن التعبير عن المشاعر والاحتياجات بوضوح والتعامل معها بجدية ومسؤولية يزيد من قوة العلاقة وصحتها، فالأمر يستحق الجهد.
كيف اتعامل مع العتاب؟
- اقبلي مشاعره: زوجكِ عندما يعاتبكِ، عادة ما يكون محملًا بمشاعر حزن أو غضب أو غيرة أو استياء أو غيرها، هذه المشاعر التي تملؤه تكون حقيقية، بغض النظر عما إذا كان لديه الحق أم عليه، وعما إذا كان يرى الأمور على حقيقتها أم لا، ففي كل الأحوال، أول احتياج لديه في هذا الموقف هو أن تقبليه، تقبلين مشاعره وتقدرينها وأن يصله منك هذا القبول والتقدير، وأن تصله رسالة: "أنا أفهمك وأقدر مشاعرك، أنا يحزنني حزنك ويعز علي ألمك".
لا أبالغ إذا قلت أن نصف المشكلة قد يُحل إذا وصله منكِ هذا، ولن يصله بالتأكيد إلا إذا كان حقيقيًا. - تذكري أن العتاب ليس هجوما عليك: فكما تريدين أن يسمعك زوجكِ جيدًا حينما تعاتبينه، عليكِ أن تسمحي له أن يعاتبكِ وحاولي أن تتجنبي الشعور بالهجوم والتهديد.
- اسمعيه جيدا وتفاعلي مع عتابه: حين يعاتبك زوجكِ، فهناك احتمالان:
الأول: أن تري أنه محق في عتابه، فتطيبي خاطره وتقدمي اعتذاركِ وينتهي الأمر.
الثاني: أن تري أنه ليس محقًا -وهذا الحال الأصعب- ففي هذه الحالة، سيحتاج منكِ أن تساعديه على أن يرى الأمور من وجهة نظركِ، ولن تتمكني من هذا إلا إذا قبلته أولًا.
وفي حالة عتاب زوجكِ لك، عليكِ أن تقبلي بشريته، وأن تقبلي أنه قد يغضب ولا يكون محقًا، أو أنه إنسان قد لا يرى الأمور في بعض الأحيان رؤية صحيحة، وقد لا يستطيع أن يتعامل مع مشاعره في أحيان أخرى، مثلكِ تمامًا.
فحينما يصله هذا الشعور منكِ، سيخمد بركان المشاعر الذي يسكن صدره، وسيكون أهدأ وأكثر انفتاحًا للاستماع لكِ، وهنا تستطيعين أن تعبري عن رؤيتكِ للأمر بكل وضوح.