انتهت الإجازة بكل ما تحمل من فوضى ليبدأ العام الدراسي الجديد بمشقته للأم والطالب، حيث سينتقل هو لفصل دراسي جديد قد يتغير أصدقائه فيه، وكذلك مُدرسيه اللذين تعود عليهم خلال العام الماضي، وما يزيد الأمر تعقيداً زيادة صعوبة المقررات الدراسية، بالرغم من تدرجها الممنهج، كل هذا وعوامل أخرى تدفع الطالب وذويه للشعور بالكآبة والملل مع بدء العام الدراسي.
كُنت أخطط لأنقل للقراء رأي مستشار تربوي في كيفية دفع الملل عن العام الدراسي، لكني وجدت أن أنقل لكم تجربتي الشخصية مع طفلي لعلكم تتفادون أخطائي، وربما تضيفون عليها بخبراتكم، ولكم مطلق الحرية في حذف خطوة منها أو الإضافة عليها، وربما التعديل أيضاً كلا بما يتناسب مع ظروفه وطاقته:
كُنت اجبر طفلي على الدراسة وحل واجباته المدرسية بطريقة تدفعه لكره المدرسة، فكُنت أتناول كل مادة على حدي، نراجع على ما تلقاه اليوم ونحل واجباته، ثم المادة التي تليها حتى تنتهي واجبات اليوم، ثم ألقي نظره على مواد الغد فنراجع عليها سريعاً، وينتهي يومي متأخر بعد أن أنهكت أنا شخصياً قبله، وبالطبع كُنت أمنحه وقتاً للراحة، لكني اضطررت لتغير أسلوبي معه بعد أن تحول غضبه لعنف غير مبرر مع زملائه بالدراسة، وبدأ يكره اللحظة التي أحمل فيها حقيبته وعدة الدراسة حين يحين وقت الدراسة.. اضطررت أن أقرأ كثيراً عن كيف تقضي عاماً دراسياً ممتعاً بلا ملل، ولا مشاكل جربت منها ما يناسبنا وأضفت إليها بواقع خبرتي بطفلي واستخلصت التالي:
- استعدي نفسياً وتحلي بالصبر وطولة البال كثيراً وتأكدي أن انطباع طفلك عن المذاكرة ما هو إلا انطباع منقول عنكِ، وتأكدي أن انفعالك وغضبك أو هدوئك يساعد في تكوين شخصية أنتِ مسئولة عنها وعن تشكيلها، فتحري الهدوء ولو كان صعباً، وتذكري مشاعرك وأنتِ طفلة حينما كان ينفعل والداك عليكِ أثناء الاستذكار، والقرار بيديك إما أن تكرري نسخة منكِ تماماً، أو أن تساهمي في تكوين شخصية مستقلة طموحة.
- ادعميه، شجعيه دائماً و التمسي له الدعاء كثيراً، ولا تقنطي أبداً من رحمة الله بك.الدراسة
- ذكري طفلك بما يتناسب مع سنه، أن لكل منا دور في الحياة ودوره الحالي أن يستذكر دروسه لينتقل فيما بعد لدور أكبر. [اقرأي أيضا : كيف تتعاملين مع حجج هروب أطفالك من المذاكرة؟]
- تذكري إيجابيات طفلك واطردي من ذهنك ذلك الانطباع السلبي عنه، لأنه سيدفعك دفعاً للغضب منه والتلفظ بألفاظ محبطة تدفعه للفشل.
- من الضروري تهيئة جو مناسب ومحفز للإستذكار،لا يحتوى على ضوضاء تتشتت الانتباه، مثل أن تشغلي التلفزيون لتتابعي مسلسلك المفضل بجواره!
- تأكدي من أن إضاءة المكان كافية ولا تدفع للنعاس أو بها بهرجة شديدة.
- إذا لاحظتِ فتوراً من طفلك ورغبة في أن يترك كتابه، قومي بتغير مكان الاستذكار، اخرجا معاً للبلكونة، اجعليه يقفز قفزة الأرنب ويكررها حتى يضحك ويتغير الجو، امنحيه وقتاً للراحة للأكل أو اللعب على أن يعود إليكِ عند طلبه.
- اتركي فاصلاً بين كل كل مادة وأخرى.
- ضعي مع طفلك جدول للمذاكرة والتزما به باستخدام ساعة أو منبه، «سنذاكر كل مادة لمدة نصف ساعة، يليها راحة لمدة ربع ساعة يفعل فيها ما يشاء يأكل، يلعب، يغفو»، إذا كان واجب المادة الواحدة يستغرق ساعة فقسميه إلى نصفين.
- إذا طلب طفلك وقت راحة إضافي أو حاول التلاعب والهروب من المذاكرة، فاخبريه بجدية أن له ربع ساعة راحة يفعل فيها ما يشاء «تحكمي أنتِ بالوقت ولا تدعي له مجالاً للتلاعب».
- ادعمي طفلك بكلمات الثناء والتشجيع، وإذا فشل فحفزيه للأفضل وذكريه أن الفشل تجربة نستغلها لتحقيق النجاح فيما بعد.
- لا تجعلي وقت المذاكرة جدياً بشكل صارم، وإنما اكسري حدته بدلال طفلك وتقبيله واحتضانه إن لزم الأمر، ولا ضير في أن تضيفي قليلاً من المرح والدعابة،
[اقرأي أيضا : حيل و ألعاب لوقت مذاكرة مليئ بالمرح مع طفلك]
هذه تجربتي مع طفلي أرجو إضافة خبراتكم أيضاً لتعم الفائدة للجميع.