يكاد يكون العناد عند المراهقين السمة المميزة لهذه المرحلة، فالعناد هو الطريقة التي يحاول عن طريقها المراهق إثبات خروجه من طور الطفولة إلى مصاف الكبار، وهو الطريقة التي يعلن بها للعالم عامةً، ولوالديه بصورة، خاصة أنه أصبح شخصًا مستقلًا له رأيه الخاص وآماله ومتطلباته التي سيسعى إليها بطريقته الخاصة.
أسباب عناد المراهقين
- عدم القدرة على التواصل: يفتقر المراهقون إلى مهارات التواصل لذا يفهمون كل توجيهات الأبوين كانتقاد لهم، فيتحول سلوكهم إلى سلوك عدواني يتسم بالعناد والتمرد.
- الرغبة في الاستقلال: يرغب المراهقون في اتخاذ قراراتهم بأنفسهم دون أن يملي عليهم الأبوان ما يجب فعله.
- الفضول: يدفع الفضول المراهقين وحب اكتشافهم للحياة إلى التفكير في طرق أخرى غير التي يمليها الوالدان عليهم، لأنهم يريدون تجربة أفكار وطرق أخرى لتنفيذ رغباتهم.
- التفكير في اتجاه واحد: يشعر المراهق بأن أبويه يريدان التحكم فيه وفي تصرفاته، لذا يلجأ إلى تجاهلك وتجاهل طلباتك بدافع العند.
- الرغبة في المخاطرة: يختلف بناء الدماغ لدى المرهقين عن البالغين، فعلى النقيض مما نظن فهم يفكرون أكثر في عواقب الأمور التي نختلف معهم فيها، ويظنون أن هذه الأمور الخلافية تستحق المخاطرة.
- الأصدقاء: أظهرت بعض الأبحاث أن طريقة عمل عقل المراهق تختلف تمامًا في وجود أصدقائه، فيميل المراهق إلى المخاطرة وجذب انتباههم والتباهي أمامهم، ولكن يزول هذا الشعور عندما يتطور المخ بوصول سن الرشد.
حل مشكلة العناد عند المراهقين
تعاملي مع بالحزم والحنان معًا: كوني حازمة في تطبيق جميع القرارات والقواعد التي اتفقتما عليها، فإذا تهاونت قد يغري ذلك ابنك أو ابنتك بالتمرد على قراراتك فيما بعد، لكن احرصي على التعاطف معه وإقرار مشاعره وفهمها حتى مع الالتزام بالحزم.
أنصتي إليه مع النظر مباشرة في عينيه: كل ما يريده ابنك المراهق هو أن يحظى باحترامك وتفهمك لمشاعره، والاستماع لقرارته ومطالبه.
احرصي على مشاركته العائلية: كلما زاد شعور ابنك بالانتماء والأهمية، تحسنت سلوكياته. ويمكن كذلك تخصيص يوم أسبوعي لتمضية الوقت مع عائلتك بالمنزل، وليكن ذلك هو اجتماع العائلة الذي تطرحون فيه اهتماماتكم وتعلنون فيه عن الأخبار السارة وتنهونه بلعبة لطيفة أو أكلة لذيذة، لكن أوصيك بشدة ألا تفسدي هذا الوقت باللوم والتوبيخ والنصائح.
شاركيه في وضع القواعد في المنزل: لكي لا يزيد عند ابنك وتمرده عليك، أشركيه في اتخاذ القرارات واحرصي على أن يساعدك أبنائك في ترتيب المنزل ووضع القواعد التي يلتزم بها أفراد المنزل.
ضعي نفسك مكانه: مثلًا عند وعده بهدية ما وعدم الوفاء بهذا الوعد، قد يتشبث برأيه وتظنينه في هذه اللحظة عنيدًا، ولكنك بالنسبة له لم تفي بوعدك وتحاولين التقليل من اهتماماته. والتصرف الأمثل في هذه اللحظة هو الاعتذار والتأكيد على أن تفي بوعدك في المرة المقبلة، مع الحرص على عدم قطع أي وعود إلا عند التأكد من إمكانية تنفيذك لها.
ابني علاقة وطيدة معه ولا تلجئي للعقاب: لا يتعلم أي إنسان أو يتفهم الأمر خلال النقاشات أو الصراعات المحتدمة، بسبب زيادة معدل الأدرينالين الذي يلغي التفكير المنطقي. لذا اعتمدي على النقاش أكثر من العقاب عند التعامل مع ابنك المراهق. وقد يدفع عناد ابنك المراهق إلى تمرده عليكِ، لكن كل ما في الأمر أنه يحتاج إلى أن تعامليه بطريقة مختلفة، لذا اعرفي معنا كيف يُمكنك التعامل مع ابنك المراهق المتمرد.
التعامل مع المراهق المتمرد
- تحلي بالمرونة: إنهم يعيشون في زمان مختلف عن زماننا، لذا حاولي الانخراط أكثر في حياته والاطلاع على اهتماماته ومشاركته فيها، واختاري المعارك التي تدخلينها بعناية، هل حقًا يستحق هذا الأمر رفضك؟ أم يمكنك استخدام المرونة فيه. كذلك أنصحك بضرورة التوقف قبل تفاقم الأمر وتطاول ابنك عليك، وأخبريه بأنكما ستعودان إلى النقاش عندما يهدأ كل منكما.
- ركزي على حل المشكلة: بدلًا من إلقاء التهم والانخراط في اللوم والتوبيخ، حددي المشكلة واطلبي منه التعاون والتفكير في حلها، مثلًا: "أرى أن درجاتك في الامتحان منخفضة، في رأيك ما الذي تحتاجه ليتحسن مستواك؟".
- استخدمي التشجيع على السلوك الحسن وليس المدح: ركزي في تشجيعك لابنك على تقديرك لسلوكه الحسن، مثل: "أشكرك على تعاونك في تنظيف الشقة"، و"أقدر لك ما بذلته من مجهود خلال العام الدراسي"، و"لا بد أنك فخور بنفسك لفوزك في المسابقة".
- دعي ابنك يمر بالعواقب الطبيعية لتصرفاته: إذا أصر طفلك على قرار ما ترين أنه ليس صائبًا، دعيه يخوض الأمر ويتحمل عواقب قراراته الطبيعية. مثلًا: "إذا رفض الاستذكار، فلن ينجح"، و"إذا رفض ترتيب غرفته، فلن يجد أغراضه بسهولة: وهكذا.