"رمضان شهر الخير والإحسان" كم مرة سمعت هذه العبارة؟ كم من المرات قيلت في أثناء الحديث عن شهر رمضان؟
الإحسان في رمضان قد يبدو من الجمل الكلاسيكية التي اعتدنا سماعها، عبارات قديمة أشبه بـ (الكليشيهات) التي تفقد حماسها وقوتها بمرور الوقت، لتبدو العبارة الحقيقية العميقة خالية من أي قوة، ويتردد السؤال المهم في أذهاننا: كيف يمكننا إعادة غرس مفهوم الإحسان في رمضان في نفوسنا ونفوس أطفالنا لنخرج به من نطاق العبارات التي تُقال بالفم إلى موقع الفل والعمل؟!
مظاهر الإحسان في رمضان
صورة جميلة أشاهدها أحياناً قبل الإفطار مباشرةً، إذا اضطرتني الظروف إلى التأخر في العودة إلى المنزل، أو ربما إذا كنت في طريقي لتلبية دعوة قريبة أو صديقة على الإفطار، صورة تجمع بين شباب وأطفال صغار يقفون على جانبي الطريق، يوزعون بعض التمور أو أكواب صغيرة من المياه والعصائر ومشروبات رمضان المميزة.
هذا المثال مجرد صورة بسيطة من محاولات صغيرة لتفعيل فكرة الإحسان، التي حاولت أن أُفكر فيها قليلاً، فوجدت أنه يمكنني تفعيلها بكثير من الصور والسُبل، وبمشاركة من الصغار لغرس فكرة الإحسان بصورة أكثر عمقاً وأكبر فائدة.
مشاريع لتفعيل الإحسان في رمضان
- يمكنك إعداد بعض الوجبات أو الحلويات بمساعدة من صغارك في الإعداد ثم في التوزيع، وهنا يمكن تقديمها إلى الأهل والجيران كهدية، أو تقديمها إلى بعض المحتاجين والفقراء، بشرط عدم إحراج المسكين أو الفقير.
- يُمكنك أيضاً اقتراح فكرة الديش بارتي على جاراتك أو أصدقائك وإقامتها في منزل إحداكن، أو على السطح إن كان سطح البناية مهيئاً لذلك، لتكون فرصة للجمع بين أسر الجيران والأهل والأصدقاء، واحرصي أن يشترك الصغار في الغعداد لهذا اليوم، عن طريق تجهيز المكان وتزيينه، وأعدي طاولة خاصة للصغار، ولا تنسي أسرة البواب فهو من الجيران أيضًا.
عزومة رمضان لمحترفات الطهي - جهزي وجبة وقدميها لأسرة محتاجة تعرفيها بشكل شخصي، أو تابعة لجمعية خيرية تُشرف على إقامة مثل هذا النشاط، واذهبي أنتِ وأسرتك لمشاركتهم الطعام في منزلهم، وهيئي أطفالك لكيفية التعامل مع الأسرة بشكل متواضع ورقيق.
- تُقام في عدة جمعيات خيرية أنشطة من قبيل الابن البار لكبار السن في دور المسنين المختلفة، أو نشاط الأخ الأكبر لأيتام صغار، شاركي طفلك أحد هذين النشاطين، وقدمي لهم جميعاً التهنئة برمضان، وشاركيهم الإفطار في أحد أيام الشهر المبارك.
- أعدي بعض الفطائر اللذيذة الشهية مع العصائر الخفيفة، ومُرّي مع زوجك وبصحبة صغارك على رجال المرور والعاملين وقت الإفطار، أو ربما في أواخر الليل لتناول السحور، فأصحاب مثل هذه المهن لا يتوفر لهم الوقت الكبير لتناول الإفطار والسحور، ولا يتوفر لهم المال لشراء ما لذ وطاب مثلنا.
حكاية فانوس رمضان