تُمثل الأسرة لكثير منا أكبر مصدر للسعادة في الحياة، كما أنها قد تكون في بعض الأحيان أكبر مصدر لخيبة الأمل والإحباط، والفيصل في هذا الأمر يرجع إلى كيفية التعامل مع المشاكل التي تواجهنا، وإداراتها بعقل وحكمة وغرز قيم الترابط الأسري، وبما أنكِ عزيزتي جزء أصيل من الأسرة، عليكِ معرفة كيفية تقوية أواصر العائلة، واتّباع التقاليد العائلية، من خلال روتين حياتنا اليومية لتنجحي في بناء تقاليد العائلة.
نصائح لبناء عائلة متماسكة
هناك الكثير من الطرق والعادات التي تقوي بشكل أو بآخر أواصر العائلة، ولكن من وجهة نظري الشخصية ومن واقع تجربتي مع أسرتي أن النقاط التالية هي البنية الأساسية لبناء عائلة متماسكة سعيدة.
- المشاركة: هي العامل الأساسي لتعزيز الروابط الأسرية، فمشاركة الصغار للأبوين، ليس فقط أمرًا ممتعًا فحسب، ولكنه له دورٌ قويٌ في تقريب المسافات بين العائلة، لذلك فالخروج والمساعدة في أعمال المنزل والقراءة ومشاهدة الأفلام وممارسة الشعائر الدينية، كلها أمور يمكن مشاركتها مع الأسرة، لصنع ذكريات جميلة وتقوية شعورهم بالانتماء.
- التقدير: التقدير المتبادل بين أفراد الأسرة، يشعرهم دائمًا بالامتنان، ويمنحهم الطاقة الإيجابية تجاه كل فعل يقومون به، والتقدير هنا بمعناه المعنوي والمادي، فالإطراء بالكلمات الطيبة والمدح، يضفي جوًا من السعادة، كما أنه لا بأس بتقديم الهدايا والمكافآت حتى ولو بسيطة، فضلًا عن أن هذه الطريقة فعالة، لتحفيز أفراد العائلة على إنجاز المهام.
- التعبير عن الحب: كلنا بلا استثناء نريد أن نشعر بحب من حولنا، ولكن الشعور وحده غير كافٍ، والأفضل تأكيده بالقول، لذا قولوا لصغاركم كم تحبونهم، واهتموا بفعل الأشياء التي تسعدهم، حتى يرتفع شعورهم بالقبول داخل الأسرة والاندماج وبالتالي يزيد الترابط الأسري.
- الاستماع الجيد: الاستماع لأفراد الأسرة يشعرهم بأهميتهم، وينمي مهارات التواصل بينهم، وبالتأكيد الاستماع إلى المشاكل والأحلام والمخاوف وكذلك الأشياء التافهة، يقوي العلاقات بين أفراد العائلة ويساعدهم على تخطي الأزمات.
تعرفي على: كيف تستطيعين قضاء الوقت الكافي مع أسرتك؟
طرق لبناء تقاليد عائلة
هناك بعض الأمور التي تقوي العلاقات الأسرية وتجعلها أكثر صلابة على مدار الحياة تعرفي عليها واتبعيها:
- ابحثي في تاريخ عائلتكِ عن العادات الجميلة الموروثة من جدتك وأمك، أعيديها وعودي أبناءك عليها، مثل التجمع يوم العطلة في المنزل، أو الخروج للغداء مع أفراد أسرتك، أو مشاهدة فيلم ليلة الخميس وهكذا.
- ركزي على الأشياء التي تقرب بين أفراد أسرتك، ابني تقليدًا يرتكز على الأسس التي تهمك في العائلة، مثل قضاء وقت أطول معًا، أو السفر لقضاء عطلة الصيف مثلًا، أو التجمع كل شهر عند بيت الجدة للقاء العائلة الكبيرة.
- حافظي على تقاليد الأعياد، ما أجمل تجمع نساء الأسرة، لخبز الكعك والبسكويت أو المشاركة في تحضير الولائم في الأعياد، وزيارة الأقارب بصفة مستمرة لينمو شعور صغاركِ بأهمية صلة الرحم، ودوره في الترابط الأسري.
- اتفقي مع شريككِ على ضرورة مشاورة أطفالكِ منذ الصغر في اتخاذ بعض القرارات، حتى لو كانت بسيطة، لتصبح الأسرة بالنسبة لهم منصة لاختبار القيم المشتركة والتعبير عنها، لتأكيد معنى ما تمثله العائلة كمجموعة.
- حافظي على العادات الدينية فهي فرصة جيدة لبناء العائلة، سواء اللقاء في مواقيت الصلاة، أو التوجه لدور العبادة في الأعياد، كل هذه مناسبات تصلح لبناء تقاليد عائلية متماسكة.
- تبادلي الود مع أفراد عائلتك، فالأطفال يقتدون بالكبار في تصرفاتهم، لذلك إظهار الود في التعامل خلال الحياة اليومية، يرسخ في أفراد العائلة هذه الخصال الطيبة.