خلال سنوات الطفل الأولى وبمجرد أن يبدأ التفاعل وتخطي مرحلة كونه رضيعًا، يتغير وينمو بسرعة ويتعلم المهارات المختلفة ويكون قادرًا على التفاعل مع العالم بطرق جديدة، تُعرّف هذه الطرق بخصائص طفل الروضة، وهي المرحلة السابقة لدخول المدرسة مباشرة، ويبدأ التطور بصورة مذهلة؛ معرفيًا وبدنيًا ولغويًا واجتماعيًا، وهو ما نتعرف إليه في السطور التالية.
خصائص طفل الروضة
حين يصل طفلك إلى هذه المرحلة الممتعة من الطفولة، ستلاحظين تغييرًا جوهريًا في شخصيته ونموه الحركي والبدني والذهني، كما يلي:
- التطور المعرفي: يشير إلى القدرات الفكرية، مثل التفكير والاستدلال، وكذلك اكتساب المعرفة والقدرة على معالجة المعلومات، تشهد مرحلة الروضة تطورًا ملحوظًا في مهارات طفلك المعرفية وحبه للاكتشاف والتعرف على البيئة المحيطة به وأكثر ما يميز هذه المرحلة هو الفضول للتجربة والتساؤلات المختلفة.
- التطور البدني: يشمل التطور البدني نمو الطفل الصغير بالإضافة إلى مهاراته الحركية الإجمالية والدقيقة، في حين أن التغيرات في هذا المجال لن تكون واضحة أو سريعة كما هي في مرحلة الرضيع، سترين كثيرًا من التطورات الكبيرة من سن سنة إلى ثلاث سنوات، مثل مهارة المشي باتزان، الجري والقفز وصعود الدرج ونزوله بمفرده أو مستندًا، ومحاولا التسلق والتشبث.
أيضًا تتطور مهارات الطفل الحركية الدقيقة مثل استخدام عضلات الأصابع في ألعاب الفك والتركيب ومحاولات أولية للإمساك بالقلم والألوان.
يتحكم طفلك الآن في كيفية الإمساك بكوب المياه أو الأطعمة المختلفة ويحاول تناول الطعام بمفرده كذلك، كما يمكنه تعلم مهارات ارتداء الملابس البسيطة مثل غلق السحاب وارتداء الصغير للحذاء والبنطلون وما إلى ذلك عند بلوغهم الرابعة من العمر.
- التطور اللغوي: تعد المهارات اللغوية جانبًا مهمًا آخر من جوانب خصائص طفل الروضة، من 12 إلى 36 شهرًا، ينتقل الأطفال الصغار عادةً من استخدام حفنة من الكلمات إلى ربط الصور والأشياء بالكلمات إلى التحدث بجمل كاملة وإيصال أفكار ومشاعر أكثر تعقيدًا.
يصبح الطفل قادرًا على الإشارة إلى الاحتياجات وطلب المساعدة والتفاعل واللعب مع مجموعة أقرانه بشكل مناسب، مع اكتساب الاستقلال والشعور بالذات أيضًا.
أهمية مرحلة رياض الأطفال
عندما يتعلق الأمر بخصائص طفل الروضة فمن المألوف أن تجدي الطفل الصغير يفضل نوعًا من التطور على الآخر ويبرع فيه دون أقرانه. على سبيل المثال، ربما يبدأ الطفل التحدث كثيرًا ومبكرًا بينما تختلف المهارات الحركية الإجمالية لديه عن أقرانه الذين لم يتحدثوا بطلاقة مثله والعكس بالعكس، لكن للوالدين أن يطمئنا، معظم الوقت تكون هذه الاختلافات في الجداول الزمنية للنمو طفيفة ومتقاربة وتعتمد على طبيعة شخصية كل طفل ونموه، فلا داعي للقلق.
وأهم ما يميز مرحلة الروضة ويجعل هناك أهمية كبيرة لمرحلة رياض الأطفال أن الأمهات والآباء سوف يندهشون من التغييرات التي يرونها في طفلهم الصغير على مدار الفترة من 2:5 سنوات، بالإضافة لما يلي:
- خلال هذه المرحلة تتكون عادات طفلك وحصيلته من المعلومات وكذلك حصيلته اللغوية الأولى.
- في مرحلة الروضة يبدأ طفلك تكوين ملامح شخصيته المستقبلية وبناء مهارات خاصة به واكتشافها مثل الرسم والموسيقي والمواهب الحركية.
- خلال مرحلة رياض الأطفال يتّبع طفلك روتين نوم منتظمًا ويبدأ كذلك انتقاء طعامه وشرابه وملابسه، بشكل عام يصبح له ذوق خاص.
- يبدأ طفلك تكوين رؤيته عن العالم الخارجي وتكوين صداقات ومجتمعات صغيرة ينتمي إليها كمجتمع الحضانة "الروضة" أو النادي أو الأصدقاء المقربين.
- يتعلم الطفل مبدأ المشاركة وحل المشكلات.
- بشكل عام فإن مرحلة الروضة من أهم مراحل بناء شخصية طفلك وإكسابه مهارات متعددة ومهمة للمرحلة التالية وهي مرحلة المدرسة والطفولة المتوسطة، كل ما تغرسينه في طفلك من قيم ومبادئ ونظام وروتين خلال سنوات طفولته الأولى ينعكس عليه لاحقًا.
وأخيرًا بعدما تعرفنا إلى خصائص طفل الروضة، تذكري أنه رغم وجود معالم تطورية طبيعية يصل إليها الأطفال الصغار غالبًا في أعمار ومراحل متشابهة نسبيًا، فإن جميع الأطفال مختلفون ويتعلمون ويتطورون وفقًا لسرعتهم الخاصة، فلا تقارني طفلك أبدًا بطفل آخر.
تابعي كل ما يتعلق بتنمية طفلك وتطوره وتربيته في مرحلة الروضة على قسم الأطفال الصغار بـ"سوبرماما".