الأوزعة حبيبي راح المدرسة هي مش مدرسة قوي، ده يا دوبك راح أولى حضانة.
الموضوع فيه مشاعر متلخبطة، بس خليني أتكلم عن أهمية التجربة له وليّا.
بالنسبة لي دي أول مرة أسيبه في مكان مقدرش أتصل به فيه، مكنتش عارفة أتصل بالمدرسة أتطمن عليه كَل ولا لأ، مبسوط ولا زعلان، يعني كل المطلوب مني أركبه الباص وأمشي..
علشان يبدأ هو تجربته المستقلة الخاصة، والحقيقة إنه كان سعيد بتجربته، بيلعب ويذاكر وبيكون صداقات مع زمايله الجداد، مساحته بقت أكبر من البيت والحضانة وعدد الصحاب القليل، بقى عنده تفاصيل أكتر في حياته؛ لبس موحد، ولانش بوكس، وزمزمية، وواجب كمان.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما.. دودي العضاضة
تجهيزات المدرسة كانت فرحة ليّا أنا، استعدت التفاصيل والذكريات الخاصة بيّا، في مزج بيحصل بشكل لا إرادي بين حاضر مازن والماضي بتاعي، كنت بشتري البراية والأستيكة والأقلام الرصاص، وكل التفاصيل دي وأنا فرحانة فرحة طفلة رايحة المدرسة، مش أم أبدًا.
كنت ساعات بروح للمدرسة قبل ميعاد الخروج وأتفرج عليه من بعيد، وهو بيمشي أو بيلعب مع أصحابه في الجاردن، اللي كان على أيامنا اسمه "حوش المدرسة"، كان بيمشي فارد ريشه كأنه بيحاول يطير، مبسوط بالدنيا الواسعة الجديدة اللي مفيهاش ماما ماسكة إيده، ولا الرصيف الصغير اللي مبيعرفش يلعب عليه.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما.. الفليسوف الصغير
كنت بطل عليه وأنا قلبي طاير، شكله يفرح بلبس المدرسة، شكله يفرح وهو بيكبر قدامي، الوقت بيجري بسرعة، من غير ما نحس، لسه كنا بنشتري له البامبرز إمبارح بس، والنهارده هو بيركب الباص لوحده.
بقى هو اللي بيعلمني أقول إيه وإزاي زي ما المدام في المدرسة بتقول له، بقى في البيت كشاكيل وكتب ومكتب بتاعه.
بكرة تكبر يا مازن وأشوفك شاب ملو هدومك، وبردو هيفضل قلبي ملهوف عليك لهفته على طفل بيحبي.