قبل الولادة، كنت بقرأ كثير عن أهمية وجود علاقة بين الطفل والعرائس اللي بيقتنيها، وإزاي ده بيأثر على خياله وإبداعه في المستقبل غير إنه بيوجه سلوكه المجتمعي للأفضل.
اقرئي أيضا: بخطوات بسيطة اصنعي مسرح عرائس لأطفالك بالمنزل
اشتريت عرائس ودباديب كثير وضميتها للمجموعة اللي كانت عندي -بحكم إن أنا بنت- علشان دودي تتعود على وجودهم حواليها وتبدأ تتفاعل معاهم في سن سنة زي ما الكتاب بيقول، بس كالعادة دودي أحبطتني جداااا وكانت بترميهم أو تقطعهم أو أي حاجة وحشة ممكن تتخيلوها لدرجة إنها مرة رمتها في الشارع!
وبعد فترة فقدت الأمل وحطيت العرائس والدباديب على الرف بس كنت كل يوم أشاور لها على عروسة محددة سميتها مستكة، وأقول لها: "مستكة مستنية تلعب معاكي يا دودي"، وطبعًا كالعادة مكنتش بتعبرني.
وبعد سنتين، لما عيد ميلادها قرب دودي طلبت مستكة وبدأت تلعب معاها بشكل سطحي، تعارف يعني، وقعدت 4 شهور على ما أخدوا على بعض، ودلوقتي أنا بيبقى نفسي أرمي مستكة من الشباك الحقيقة.
اقرئي أيضًا: بالصور.. أشهر ألعاب البنات في 2016
المسألة مبقتش لعب بس، دلوقتي دودي بتأكل مستكة وبتزعق لها علشان مش راضية تاكل ومبتفتحش بؤها، وشربتها مياه مرة برضه، وبعدين نشرتها على المنشر علشان تنشف! وبتمرجحها على المرجيحة بتاعتها، وتنيمها لما تزهق منها، وتكون عاوزة تلعب لوحدها، والكبيرة بقى إنها عاوزة تغير لها البامبرز!
أكثر موقف فطسني من الضحك لما كانت بتحاول تقعدها على المرجيحة لأول مرة، وكل ما تقعدها وتيجي تمرجحها مستكة تقع بطبيعة الحال وتتزحلق، دودي تزعق فيها جامد وتقول لها "اأودي" يعني اقعدي بلغتها، وطبعًا مستكة يا عيني مش عارفة تقعد وبتتزحلق، وكانت نهاية القصة إن دودي مسكتها وحدفتها في آخر الأوضة، وبكل براءة قعدت هي على المرجيحة وبصت لي وقالت لي: "متكة ننه"، يعني مستكة نامت.
اقرئي أيضًا: اصنعي بيت صغير للدمى من مواد منزلية
ومع كل اللي أنا بشوفه نتيجة تفاعل دودي مع مستكة من بهدلة ومحاولات إقناع رهيبة إنها مش هتقدر تعمل زيك لأنها ببساطة عروسة! إلا إني مبسوطة جدًا، مش مبسوطة بس علشان التفاعل اللي هي عملته والفوائد اللي هتعود على شخصيتها من كده إن شاء الله، بس مبسوطة أكثر إني مزهقتش ومملتش لمدة سنة كاملة من إني أفكرها بمستكة من غير ما أضغط عليها إنها تمسكها أو تلعب معاها.
سقفة لمامي يا دودي علشان الإنجازات الملموسة دي مش بتحصل كثير :)