- كمانجة ولا بيانو يا ماريو؟
- بيانو.
- ليه ما تخليها كمانجة دي الكمانجة حلوة.
- لااااااااااااا بيانو.
كان هذا الحوار يدور بشكل يومي، حين قررنا أن نلحق صغيرتنا بدروس تعلم آلة موسيقية، كنا نسوق لها الحجج والمبررات ﻹقناعها بأن الكمانجة أحسن من البيانو، وهي مُصرة للنهاية، حتى أن شيطاني الأبوي بدأ يوسوس لي باستغلال سُلطاتي كأي أم وإجبارها على تعلم الكمانجة.
كانت لدي مجموعة من الحجج المنطقية، لكن الحجة الوحيدة التي لم أقوى على مواجهة نفسي بها، أن الكمانجة هي حلمي أنا! أردت أن أتعلمها في طفولتي ولم أستطع، ويبدو أنني أمارس الآن أخطاء الأم التقليدية، وأحاول أن أدفع ابنتي دفعًا لتصبح صورة لأحلامي المُجهضة.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما: الفليسوف الصغير
في اليوم الذي قررنا فيه أن نذهب لحجز كورس الموسيقى، فوجئنا بالمسؤول عن المكان، وهو يقول ببساطة: طيب ليه كمانجة؟ ما تخلوها بيانو.
عددنا له حججنا المنطقية التي كنا نقولها لماريو، ﻹقناعها وأسقطها ببساطة واحدة بعد أخرى.
وابتسامة انتصار صغيرة كانت ترتسم على وجه الماريو الصغير، وهي تدرك أن دفاعاتنا تتهاوى، وفي النهاية، قال لنا: على العموم القرار قراركما.
لكنه كان قرار الماريو هذه المرة، فسألناها ونحن نعرف إجابتها: بيانو ولا كمانجة؟