حواديت ماما: اللولو رمز الأنوثة

تسلية

معتقدش وأنا صغيرة كنت مقتنعة إني طفلة جميلة، ولا وأنا مراهقة، يمكن في بداية شبابي في العشرينات بدأت تترسخ جوايا حقائق زي إني بنت حلوة ومن حقي أهتم بنفسي شوية، وإن ليا نوع من أنواع الجاذبية زي كل البنات التانية.

لما بنتي جت الدنيا أثبتت لي أن الأنوثة طبع وغريزة جوة كل البنات، لكن المجتمع والناس اللي حوالينا والمعايير المحاطين بيها هي اللى بتكبت المشاعر وبتقلل منها ومع الوقت بننسى إننا حلوين، ومن حقنا نكون مبسوطين بده.

بدأت الحكاية من بعد ما لولو كملت السنة بشوية صغيرين، كائن صغير يا دوبك بيمشي ويقول من الكلمات ما قل ودل، لكن بيطالب بحقه الدستوري في إنه يحط مانيكير زي مامي وخالتو، إنه يلبس التوك في شعره اللي طوله اتنين سم، وإنه يلبس إكسسوار في إيديه ورجليه كمان.

اقرئي أيضًا: حواديت ماما: أنا محتاجة أتدلع

كبرت "لمى" وكل شوية كانت متطلبات إنها بنوتة بتزيد، أفتكر مثلًا في عيد ميلادها الثالث، لما كنا بنعملها شعرها بالسيشوار إزاي قدرت تقعد وتستحمل سخونة السيشوار على شعرها الرقيق من غير ما تعترض أو تضايق عشان عارفة إنها هتكون حلوة قمورة بيه، وإزاي البنوتة اللي مش بتصبر على القعدة أكتر من دقيقة بتهدى عشان نسرح التسريحة اللي عايزاها ونظبط المانيكير اللي لون الفستان.

لكن التغيير الكبير حصل لما "لمى" عرفت إنها بنوتة، وإنها مختلفة مثلًا عن باباها، وربطت لوحدها بين إنها بنوتة وشعرها الطويل الكيرلي، والأهم إنها بتلبس فساتين، وبقت لما ألبس بنطلون تقول لي: "يا ماما الفساتين أجمل، البنوتات لازم يلبسوا فساتين".

"لمى" عندها القدرة على التعبير عن أنوثتها أكتر مني ومن ستات كتير، مثلًا، هي بتحب فعلًا تلبس الفساتين، وليها فستان مُفضل أو اتنين عندها استعداد تلبسهم كل يوم لغاية لما يتوسخوا وتديهم راحة خلال فترة الغسيل ليس أكثر.

في حفلة عيد ميلادها الأخير، "لمى" اختارت تلبس أميرة بالتاج والعقد واللي بيلمع، مأجلتش حلمها لغاية لما تبقى عروسة زي ما اتعودنا احنا البنات نحلم، وكل ما بيكون الوقت ملائم بتصر تلبس فستان الأميرة والتاج تاني وتشوف نفسها بيهم في المراية.

اقرئي أيضًا: حواديت ماما: أنا وقعت على السحاب!

"لولو" اتضايقت من لبس المدرسة عشان بنطلون مش جيبة زي ما كانت متوقعة، وبتصر إصرار رهيب إنها لما تروح لازم تغير اللبس مباشرة، ومتخرجش بيه في أي مشوار غير المدرسة، لأن اللبس الرسمي ده بينتقص من أنوثتها.

كل اللى بفكر فيه، بقول ليه كلنا مانعملش زي "لمى"؟ ليه منعترفش بأنوثتنا وفرحتنا بالحاجات الحلوة والملابس الجميلة، والمكياج والمانيكير والشعر المتسرح والفساتين المبهجة، ويا ترى هنقدر بعد قد إيه نتخلص من التشوه اللي حصل لغريزتنا الأنثوية؟ وهل غريزة اللولو هتفضل زي ما هي ولا في حاجة هتيجي تدوس عليها عشان تبقى زي غيرها؟

عودة إلى منوعات

علياء طلعت

بقلم/

علياء طلعت

لا يوجد أفضل من الكتابة والأفلام والكتب والمحبة علاجًا لتخفيف صعوبة الأيام في محاولة للاستمتاع ببقية مباهج الحياة.

موضوعات أخرى
علامات تخبرك بحب زوجك لكِ
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon