كان قاعد في ركن غرفته، حزين ومتكور على نفسه، فأنا جريت عليه، وقلت له، إيه اللي يخلي مازن حزين قوي للدرجة دي؟
مازن كان زعلان علشان كان نفسه يطلع بطل خارق.. آه والله، بس هو مش بطل خارق، فهو حزين لحين حل المشكلة.
كان حوار غريب بعمله مع مازن، عن نوع القدرة الخارقة اللي يتمنى أن يمتلكها، قال لي عايز مجموعة قوى الحقيقة، إنه يكون مطاطي، وبيطير، ومش بيموت مهما وقعت عليه حاجات.
حاولت أفهمه إن كل ده خيال وكارتون ناس بتألفه، وإنه يقدر يكون بطل بس بطريقة تانية، زي إن يكون قوي لو مارس رياضة والتزم بالأكل الصحي، وساعتها هيقدر يساعد ست كبيرة ويشيل منها لو شايلة شنط تقيلة.
أو يساعد الأطفال الأصغر منه، يقدر يكون بطل لو ذاكر كويس وتفوق، يكون بطل لو ساعد ماما وبابا في حاجات في البيت، والأهم من كل كلامي كان كلام باباه، إن القوة قوة العقل، وإن الذكي دايمًا هو البطل الأقوى... الذكي دايمًا بيغلب القوي.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما: اصحي يا ماما الشمس صحيت
والحقيقة إني أنا وباباه اتفزعنا من رغبة مازن، بقينا بنخاف جدًا من أي شباك مفتوح، أو بلكونة فيها كرسي، رغبة مازن في الطيران مش الأولى، سبقه أطفال كتير طوروا رغبتهم لمرحلة التجريب وكتير سمعنا عن الحوادث دي.
مازن بعد التقفيل عليه فضل يمارس رغبته في الطيران على الكنب والنط من الكنب علينا وتكسيرنا.
مازن مدمن كارتون خارقين، لو معدي في الشارع وشاف صورة سبايدر مان بيطير من الفرح، هو دايمًا بيقول لي إنه لمّا يكبر هيكون خارق وهيحمينا من كل حاجة.
وهنا كان رأي الباحثين مهم، خلال المؤتمر السنوي الـ18 للجمعية الأمريكية لعلم النفس، ناقشوا تأثير الأبطال الخارقين في السينما والكارتون على الأطفال، وأكدوا أنهم لهم تأثير سلبي عليهم، خصوصًا لو تأثر الطفل بهم وحاول تقليدهم.
وأكد الباحثون أن للأهل دور كبير في عدم مجاراة أطفالهم في حبهم للأبطال الخارقين أو معاملتهم وكأنهم حقيقيين ويمكن تقلديهم.
اقرئي أيضًا: حواديت ماما.. مازن والمدرسة
يعني لو مازن طلب لعبة سبايدر مان مش هجيبها له، ولو طلب لبس بات مان مش هشتريه له، وهفضل أفهمه إنهم مجرد كارتون مش حقيقة، ومحدش يملك قدرات خارقة، غير الذكاء والقوة البدنية.
وكل يوم قبل ما ينام بقول له يا مازن أنت مش خارق.. أنت بطلي اللي مش خارق.