من المراحل المرحة في نمو الأطفال، لما يبدأوا يتعلموا كلمات مختلفة ويرددوها بدون وعي، ولأن معظمنا عايز ولاده يتكلموا عربي وإنجليزي، بنبتدي نعرضهم للغتين سوا، وهما بيستقبلوها كويس وبسرعة، لكن بياخدوا وقت لحد ما يفهموا إن دي لغة ودي لغة.
وبسبب قلة جودة المحتوى العربي على الإنترنت، بنضطر نفرج الأطفال على فيدوهات إنجليزي، لأنها بتشدههم فعلًا، وبيتعلموا منها كتير، وفي المحتوى العربي غالبًا الحاجة الكويسة جدًا بتكون بلغة عربية فصحى.
على قد ما هو مفيد ومهم للطفل إنه يتعرض للغات مختلفة إلا إن الأهم إنه يقدر يتكلم بلغة الناس اللي حواليه، ودي كانت معضلتي مع تميم من وقت ما بدأ رحلة الكلام، كنا وقتها عايشين في الغردقة ورغم إني كنت بكلمه عربي بس في البيت، إلا إنه بداية نطقه كانت بالإنجليزى لأنه اتأثر بالحضانة أكتر وبالفيديوهات اللي كان بيشوفها، ودي كانت مشكلة معملتش حسابها خالص.
ومهما حاولت أكلمه بالعربي، كان بيرفض يكرره ويقول الكلام بالإنجليزي، ولما حبيت أشده ببرامج عربي وكارتون، اتحول لإنسان آلي يتحدث العربية الفصحى :D
اقرئى أيضًا: حواديت ماما: أنا وقعت على السحاب!
والولد آخر ما زهق بقى يقول جمل مكوّنة من كوكتيل مصري وفصحى وإنجليزي، يعني ممكن يقول لي: "ماما.. أريد الشبشب بليز"، "أنا زعلان very much"، "ماما.. هلا جبتي لي صندوق الكنز من الأوضة"، "ماما.. ماذا كنتِ تفعلين بالـButterfly اللي فوق؟".
رغم إن الكلام بيضحك فعلًا وبيستمتع بمزج الكلمات وتكوينها منه، بس المشكلة إن بعد ما رجعنا القاهرة مكانش في حد بيفهم الخليط ده غيري، وحتى لو اتكلم إنجليزي أكتر، في الغالب الأهل والأصحاب مش بيفهموه، وده شيء بيضايقه.
ده خلاني، اضطريت أنظم الدنيا أكتر، بإني أقلل الفصحى وأزود العامية، وأبدأ أربط له المرادافات المختلفة للحاجة الواحدة، عشان يفهم إن كلهم واحد زي فرخة هي دجاجة هي Chicken، ومع الوقت فعلًا استوعب إن الحاجة الواحدة ليها أكتر من كلمة، وعلى سن 4 سنين تقريبًا، بدأ يميز بين العربي والإنجليزي، وبقى سهل إني أوجهه يتكلم عربي مع الناس وإنجليزي في الحضانة بس أو وقت التعليم عمومًا.