اللعب من الأنشطة المحببة التي يمارسها جميع الأطفال بطرق مختلفة، ويمنحهم الشعور بالمتعة والسعادة، ناهيكِ عن إسهامه في تطورهم معرفيًّا واجتماعيًّا وبدنيًّا، من خلال صنع تواصل بين الطفل ومحيطه المادي والاجتماعي، ونظرًا لما يتمتع به اللعب من خصائص تفاعلية، فقد استخدم الأطباء أساليب تعديل سلوك الأطفال باللعب، خاصة مع الأطفال الذين يُعانون من مشكلات اجتماعية وسلوكية، فصار من الطرق الفعالة للتعامل مع مشكلات الأطفال. في هذا المقال سنخبركِ بأهمية اللعب في تهذيب الطفل، وطرق العقاب المناسبة التي لا تتسبب في إيذائه.
هل يمكن تعديل سلوك الأطفال باللعب؟
يستخدم اللعب كأسلوب تشخيصي وعلاجي مع الأطفال، ويعرّف بأنه مساعدة الطفل على التعامل مع التحديات التي تواجهه، والوقاية من مشكلات مستقبلية، واكتساب خبرات ومهارات جديدة من خلال الاكتشاف والتخيل وحل المشكلات، وتحقيق النمو والتطور الأمثل له، وتعديل سلوكه، وهو فرصة فريدة تُمنح للطفل لملاحظة تصرفاته، ومن ثم تعديل سلوكه، ويكون ذلك من خلال ما يلي:
- الطريقة المباشرة: اختاري له نوع اللعبة، وركزي اهتمامه في الهدف من اللعب، وشكل استفادته منه.
- الطريقة غير المباشرة: لا تتدخلي في تحديد نوع اللعب، اتركي له الخيار، ثم راقبي تصرفاته.
بعد ذلك يجب عليكِ كأم ملاحظة طفلك وهو يلعب أو يرسم، فهذا يكشف لك رغباته ومخاوفه ومشكلاته، ومن العلامات التي يجب عليك ملاحظتها عدم استمتاعه باللعب واندفاعه وتوتره وعدوانيته وانعزاله وتحطيم ألعابه، وطريقة تفاعله مع الأطفال الآخرين.
حتى لا تتسببي دون قصد في إيذاء طفلكِ نفسيًّا أو بدنيًّا خلال عقابه، تعرفي إلى الأساليب الصحيحة في التعامل معه.
كيفية عقاب الطفل دون إيذائه
يرتكب الأطفال كثيرًا من الأخطاء طوال حياتهم، وينبغي على الأمهات مراقبة سلوك أطفالهن وتقويم أخطائهن، ومن ضمن وسائل التقويم التي تؤخذ ضدهن العقاب، ولكن قد يتمادى بعض الأمهات في معاقبة أطفالهن، مسببات لهم ضررًا أو إهانة أو أذى نفسي وبدني، ولذلك يجب معرفة كيفية تقويم الطفل دون إيذائه، وتختلف طرق عقاب الطفل تبعًا للموقف وطبيعة شخصية الطفل وعمره، تعرفي إلى بعض أساليب عقاب الطفل دون إيذائه:
- اتركيه يختار عقابه: دعي طفلك يحدد عقوبته بنفسه، فذلك يعزز ثقته بنفسه وتحمله المسؤولية.
- تجاهليه قليلًا: يمكن أن يكون التجاهل الانتقائي أكثر فاعلية من الضرب، فعندما يحاول طفلك لفت انتباهك عن طريق التذمر أو الشكوى أو الغضب، انظري في الاتجاه الآخر حتى يحدثك بلطف، وفي هذا الوقت أعيدي انتباهك إليه، وبمرور الوقت سيتعلم أن السلوك المهذب أفضل طريقة لتلبية احتياجاته.
- علميه مهارات جديدة: لن يتعلم الطفل من خلال الضرب والتعنيف، بل عن طريق اكتشاف وتعلم مهارة جديدة، فالأنشطة والهوايات التي تجذب الطفل، ستسهم بشكل كبير في حل مشكلة السلوك السيئ.
- استخدمي أسلوب العواقب المنطقية: الجزاء من جنس العمل، درس لا بد أن يتعمله طفلكِ في حدود عمره وإدراكه، لمساعدته على تحسين سلوكه، فربط النتيجة مباشرة بفعله، سيجعله يرى أن تصرفاته الخاطئة لها عواقب غير جيدة.
- كافئيه على حسن السلوك: تساعد المكافآت الأطفال على التركيز على ما يجب عليهم فعله لكسب الامتيازات، بدلًا من التأكيد على السلوك السيئ الذي من المفترض تجنبه.
- انقديه بذكاء: ابدئي بتقديم عذر لسلوكه، كأن تقولي له: "أعلم أنك لم تقصد" أو "ربما لم تدرك"، هذا يشعره بأنك تعلمين أنه طفل جيد، ولديه نوايا حسنة حتى عندما يخطئ، ثم أخبريه بالخطأ الذي ارتكبه، وكيف أثر ذلك في الآخرين، وبعد ذلك اطرحي عليه أسئلة لمساعدته على وضع خطة لتصحيح الأمور.
ختاما عزيزتي، نؤكد لك إمكانية تعديل سلوك الأطفال باللعب، بل تطوير مهاراته المختلفة، لذا يجب عليك تدعيم اللعب التربوي للطفل، بغرض الاستفادة منه في عملية التعليم والتربية وتكوين الشخصية وتعديل السلوك، والابتعاد عن عقاب الطفل بأسلوب الضرب والإهانة، حفاظًا على مشاعره وحالته النفسية، وإذا كان لا بد من عقاب، فالجئي لأساليب إيجابية لا تهينه.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم رعاية الصغار.