انتشر السلايم في محال الألعاب كلعبة غير تقليدية للأطفال، ولاقت رواجًا كبيرًا بينهم، بسبب ملمسها الهلامي وألوانها المبهجة، كما انتشرت عديد من الفيديوهات على اليوتيوب التي توضح طريقة عمل السلايم، وطريقة اللعب به، ما اجتذب عددًا كبيرًا من الصغار، وشجع الأمهات لشرائه أو تحضيره في المنزل، لكن بعض التحذيرات انتشرت أيضًا حول أضرار السلايم، وأنه قد يسبب بعض المشاكل الصحية للأطفال خاصةً الصغار منهم في السن، لذا سنخبركِ في هذا المقال عن الأضرار المحتملة التي قد يسببها السلايم.
أضرار السلايم على الأطفال
حذرت عديد من المعاهد البحثية، بعد اختبار أكثر من أربعين نوع من السلايم، يوجد ستة أنواع تحتوي على مستويات عالية الخطورة من "البورون"، وهو معدن يدخل في تركيب عديد من المنتجات الصناعية، بما في ذلك المنظفات والأسمدة، ووفقًا للمنظمات البحثية وُجد أن عديدًا من منتجات السلايم تحتوي على أكثر من 15 مرة ضعف المسموح به من معدن البورون في لعب الأطفال، والمُصرح به من قبل الاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أضرار البورون كالتالي:
- مهيج للجلد والعينين والأنف والحنجرة.
- إذا تناوله الطفل بالخطأ، قد يهيج الجهاز الهضمي مسببًا اضطرابات في المعدة والتقيؤ والإسهال وغيرها.
- إذا تناوله الطفل بكميات كبيرة، فيمكن أن يكون مميتًا، تُقدر جرعة البورون المميتة بما يتراوح بين 15 إلى 20 جرامًا للبالغين، 5 إلى 6 جرامات للأطفال، إذا تناولها على مدار فترة زمنية قصيرة.
والجدير بالذكر، أن أضرار السلايم لا تقتصر على السلايم المتوفر بالمحلات، ولكن أيضًا السلايم المصنوع في المنزل له عديد من الأضرار، إذ يُحضّر من الغراء والماء والبوراكس، والبوراكس هو مركب كيميائي يحتوي على معدن البورون أيضًا، وهو آمن بشكل عام إذا ما استُخدم بالكميات المحددة، ولكنه إذا أضيف بكميات كبيرة فقد يسبب تهيجًا للبشرة والجهاز الهضمي أيضًا، كذلك فإن الألعاب البلاستيكية الصغيرة التي تُضاف على السلايم قد تسبب تعرض الطفل للاختناق إذا ما قام ببلع السلايم.
أضرار السلايم على اليدين
إذا كان الطفل في سن يسمح له باللعب بالسلايم دون ابتلاعه، فإن للسلايم عديد من الأضرار على بشرة الأطفال، فمعدن البورون قد يسبب تهيج الجلد، كذلك أُبلغ عن بعض حالات من الأطفال الذين أُصيبوا ببثور وحروق بسبب إعداد السلايم في المنزل، ومنها حالة لفتاة تبلغ 11 عامًا في مقاطعة أمريكية أُصيبت بحروق من الدرجة الثالثة في أثناء إعداد السلايم في المنزل نتيجة تلامس البشرة المتكرر مع مادة البوراكس، الذي يسبب حروقًا كيميائية قد تصل لدرجة خطيرة، كما قد يسبب طفحًا جلديًا شديدًا، لذا إذا كنتِ تودين إعداد السلايم في المنزل مع أطفالك يجب ارتداء قفازات كما يجب الالتزام بالكميات المحددة للمكونات.
أما السلايم المتوفر في المحلات والمُعد وفقًا لمقاييس الاتحاد الأوروبي، فعادةً لا يمتصه الجلد، ولن يسبب أي أضرار لليدين سوى الفوضى والتصاقه بالأصابع، وبصفة عامة يجب شراء السلايم من محل ذي ثقة لضمان جودة السلايم وعدم احتوائه على أي مواد قد تسبب مخاطر على صحة الأطفال.
فوائد السلايم للأطفال
على الرغم مما ذكرناه، فإن معظم أنواع السلايم المتوفرة آمنة ما دام الطفل في عمر يسمح له بعدم ابتلاعه، بل إن هناك عديد من الفوائد للعب الأطفال بالسلايم ومنها:
- تبسيط مفاهيم الكيمياء: يمكن استخدام مادة السلايم لشرح بعض المفاهيم الكيميائية للأطفال، مثل البوليمرات والسوائل واللزوجة كخاصية فيزيائية وغيرها، كما يمكن شرح فكرة التفاعل الكيميائي من خلال السلايم وتوضيح ما يحدث عندما تتحد مادتان أو أكثر (الغراء والبوراكس والرغوة) وتتغير بنيتها الجزيئية وخواصها لتشكل مادة جديدة.
- اللعب الحسي والفوضوي: كلما كبر عمر الطفل فإن طريقة لعبه تختلف عما كان صغيرًا وتصبح أكثر تنظيمًا وهدوءًا، فبمجرد أن يصل الأطفال إلى الصف الثاني وما فوق، تتضاءل فرصهم للعب الفوضوي إلى حدٍ كبير، وتؤكد الدراسات أن هناك عديد من المزايا للعب الحسي أو الفوضوي للأطفال الأكبر سنًا، فهو مهم للتطور الحركي الدقيق، وينشط حواسهم بشكل كبير، كما يساعد في إطلاق الطاقة الداخلية للفوضى لديهم بطريقة صحية، فهو طفل بالنهاية يحتاج للعب بطريقة فوضوية في بعض الأحيان، وبعض الأماكن تسمح للأطفال باللعب في الرمل والطين كنوع من التواصل مع الطبيعة وإطلاق طاقات الفوضى داخلهم، ما يساعد في تنظيم عواطفهم والتخلص من التوتر بطريقة سليمة.
- نشاط مهدئ للأطفال: تعانين من طفلك كثير الحركة؟ قد يذهلك أن طفلك الحركي قد يجلس عدة ساعات يلعب بالسلايم بهدوء ويشعر بالمتعة، ويُعد اللعب بالسلايم من أفضل الأنشطة المهدئة للأطفال، ويساعدهم في التخلص من التوتر، لذا يمكنكِ تجربته أيضًا مع الأطفال الذين يعانون من نوبات غضب أو لديهم سلوك عدواني وعنيف.
- الابتعاد عن التلفاز وشاشات الهاتف: إذا كان طفلكِ لا يتخلى عن الإمساك بالهاتف، فجربي معه حيلة اللعب بالسلايم، وأعطيه بعض الجليتر أو الألعاب الصغيرة إذا كان عمره يسمح بذلك، واجعليه يخلطها معًا، وستجدينه يتخلى عن الهاتف والتلفاز لساعات طويلة ليكتشف لعبته الجديدة ويستمتع بفكرة خلط الأشياء بيديه.
وأخيرًا، فإن السلايم من الألعاب التي تنمي حواس الطفل، وتخلصه من التوتر، فضلًا عن فوائده الأخرى، ولتجنب أضرار السلايم المحتملة، اقرئي ملصق المكونات للتأكد من أنه آمن على الأطفال، ويُفضل شراؤه من مكان موثوق، وعدم تحضيره بالمنزل إلا بعد التأكد من النسب المضبوطة للمكونات، وعدم ترك الأطفال يحضرونه دون إشراف منكِ.
أطفالنا أثمن ما نملك وسلامتهم أهم واجباتنا ورسالتنا في الحياة، تعرفي إلى أهم النصائح عن رعاية طفلك من هنا.
العودة إلى أطفال
