ماليزيا : حكاية رحلة عائلية

ركبت أنا وزوجي حافلة سياحية متوجهين إلى قارب صغير لاستكشاف الطبيعة الساحرة الموجودة بجزيرة «لينكاوي» بماليزيا، كم كنت متحمسة ومتلهفة لما سأراه وأرويه لكم عند عودتي من مشاهد خلابة تخطف الأبصار وتثري النفس، لكني وجدت في هذه الرحلة ما لفت انتباهي أكثر، وخلق لدي الرغبة الشديدة في مشاركتكم بهذه التجربة المتميزة التي مررت بها.. أقصد التي رصدتها عن قرب.

تبدأ عادة الرحلات هناك في الصباح الباكر وتمر حافلة لتقل السائحين من فنادقهم المختلفة إلى مكان بدء المغامرة، ركبت الحافلة لأجد عائلة تتكون من خمس أفراد أب، أم، طفلة في الخامسة من عمرها تقريباً، طفل في الرابعة ورضيع لم يكمل عدة أشهر، مر بذهني مدى الإزعاج الذي سنتعرض له طوال الرحلة، لكني لم أشعر بالضيق لحبي الشديد للأطفال. 

بدأنا التحرك إلى مكان القارب الذي سيطوف بنا بين الجزر لإطعام الأسماك والقرود ومشاهدة الخفافيش والنسور، وتساءلت.. هل لو كان لدي أطفال في مثل هذه الأعمار، هل كنت سأخذهم إلى رحلة بحرية تمتد لخمس ساعات، وبها كثير من المخاطر؟ أم كنت سأفضل الجلوس على البحر وأراقبهم وهم يلعبون بين المياه والرمال؟! 

لم أصل إلى إجابة شافية، ولا زوجي أيضاً، الذي لفت انتباهه هو الآخر كيف يسيطر الأب والأم على الموقف دون أن يغضبا أو يرفعا صوتهما، رغم أن الطفلين يظهر عليهما معالم الشقاوة البالغة - مثل بقية الأطفال، فإذا بدأ في الحركة الزائدة تكتفي الأم بتوجيه كلمات قليلة بصوت منخفض ويظهر عليها الجدية، لتجدهم جالسين في أماكنهم وملتزمين بقواعد ضمنية متفق عليها مسبقاً.

وأخيراً وصلنا إلى نقطة الانطلاق، ركبنا القارب وبدأنا في التحرك، طفنا بين مناطق عديدة ساحرة، شاهدنا بعضها ونحن في القارب والأخرى تركنا القارب لنتجول فيها، وأبهرني ما قام به الوالدان، قسما نفسيهما بين الطفلين والرضيع، حيث كان الأب يأخذ الأطفال في الأماكن التي كنا نتجول فيها، وكانت مهمته ليست فقط حمايتهما والتأكد من سلامتهما، لكنه كان مرشد سياحي لهما يشرح ما نراه ويرد على تساؤلاتهما، أما الأم فكانت تنتظر في القارب تعتني بالرضيع حتى تعود بقية أسرتها إليها، ومع عودة الأب إلى القارب كان يحمل الرضيع من الأم لترتاح قليلاً ويتبادلان الأدوار.

استمرت الرحلة قرابة 5 ساعات لم نشعر فيها بأي إزعاج من الأطفال، ولم يصدر صوت عالي من الأب أو الأم وترك الأطفال بسمة لطيفة على شفاة كل من كان معنا في القارب، وتمنيت أنا وزوجي أن يعطينا الله القدرة والتحمل والفطنة لنصنع أسرة مماثلة. ( اقرأي أيضا : نصائح لسفر ممتع بالطائرة مع أطفالك )

والآن سأترككم مع بعض الأفكار التي ألهمتني بها هذه الأسرة:

  1. العلاقة الجيدة بين الأب والأم ظهرت جلية في تعاونهم الممتاز في إدارة الأمور.
  2. كلا الطرفين يتحمل المسئولية تجاه الأبناء ولم يرمي كل طرف الحمل على الآخر.
  3. كل طرف يقدر ما يقوم به الآخر. 
  4. كل طرف ضحى قليلاً باستمتاعه الشخصي في سبيل امتاع الأطفال.
  5. هناك ثقة واحترام متبادل بين الأطفال والوالدين، لأنه بدونهما نعلم كيف سيكون الحال. 
  6. أخيراً.. نحن من نمنع أنفسنا من الاستمتاع وليسوا الأطفال، وهذه القصة واقعية وليست من خيال المؤلف.

اقرأي أيضا : أفضل المدن العربية المناسبة للسفر مع الأطفال

وأنتِ يا سوبر.. انقلي إلينا خبرتك في الاستمتاع برحلة عائلية مع أطفالك.

عودة إلى منوعات

مها حمدي

بقلم/

مها حمدي

مهتمة بوضع أساسيات صحية لحياتي، وبعد أن وجدت الطريقة المثالية بدأت بمشاركة مجتمع سوبرماما في خبرتي. وأقدم خبراتي أيضًا في سلسلة فيديوهات أم العيال على سوبرماما.

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon