إذا كانت مهمة الأبوة والأمومة تربية أطفال أسوياء نفسيًا، صالحين للتعامل مع المجتمع، ومسؤولين عن تحقيق أهدافهم من خلال شخصياتهم المستقلة، فإن التأكد من أن أطفالنا ليسوا مدللين بشكل زائد عن الحد أول شيء علينا أخذه في الاعتبار في رحلة تربية صغارنا، لمصلحة أطفالنا علينا أن نقول "لا" ونرفض أحيانًا، حتى لا نقع في فخ دلع الأطفال الزائد وأضراره عليهم وعلى المجتمع، في هذا المقال نتعرف إلى علاج دلع الأطفال وكيف نتجنبه في تربية أولادنا.
أضرار دلع الأطفال الزائد
الطفل المدلل يقتنع تمامًا أن جميع طلباته مجابة في أي وقت وتحت أي ظروف وبأي طريقة ممكنة، وأن الجميع مسخرون لخدمته وخدمة رغباته فقط، في البداية علينا أن نوضح أن هناك فرق بين دلع الأطفال الزائد وبين تلبية وإشباع احتياجات الطفل العاطفية.
دلع الأطفال الزائد تدليل دون قواعد أو مسؤوليات أو حدود يتعرف إليها الطفل تخبره بأن عليه احترام حريات الأخرين وتعلمه قيم الأسرة والمجتمع بتلبية جميع رغباته وطلباته وإشعاره أنه أفضل من أقرانه، بينما تلبية وإشباع حاجات الطفل العاطفية تشمل المحبة والعطف في إطار من المسؤولية والتربية الإيجابية بالقيم.
فيما يلي أضرار دلع الأطفال الزائد على أسرهم وأنفسهم والمحيطين بهم:
- الأنانية: الطفل المدلل طفل أناني لا يشعر برغبات غيره، لا يتعاطف مع الآخرين ولا يهتم سوى بتلبية رغباته الشخصية فقط بغض النظر عن الوقت والظروف.
- سوء السلوك: عادة ما يتحول الطفل المدلل لطفل متسلط وعنيف وعدواني مع المحيطين به، ولا يتحمل سماع كلمة "لا"، ولا يتحمل أن يرفض أو يؤجل له طلب.
- عدم التقدير أو الإحساس بالآخرين: مشاعر الطفل المدلل تتمحور حول ذاته، فهو لا يكترث بمشاعر المحيطين به أو بتقدير ما يفعلونه لأجله، لا يعرف كيف يشكرهم ولا يشعر بأنه مطالب بالشكر، فهو يشعر بالاستحقاق دائمًا وأبدًا.
- انعدام الشخصية وعدم الثقة بالنفس: على الرغم من كونه طفلًا مدللًا لا يُرفض له طلب، فدلع الطفل الزائد يشوه شخصيته ويجعله مراهقًا فاقد الثقة بنفسه، وشابًا لا يستطيع اتخاذ أبسط القرارات المصيرية.
- عدم تحمل المسؤولية: الطفل المدلل يلقي اللوم دائمًا على من حوله، لا يتحمل مسؤولية أفعاله ويهرب دائمًا من المواجهة أو يواجه بتسلط وتكبر شديدان دون اعتذار عما بدر منه، وعادة يعاني مشكلات اجتماعية وتعليمية وصعوبة تكوين صداقات حقيقية دائمة.
علاج دلع الأطفال الزائد
إذت كنتِ تدللين طفلك أكثر من اللازم، فعليكِ الحذر والحرص والبدء الآن في علاج دلع الأطفال الزائد، لتجنب الأضرار السابق ذكرها، افعلي ما يلي:
- حملي طفلك مسؤوليات مناسبة لسنة: ينمي ذلك شعور طفلك بالمسؤولية واحترام الذات.
- علميه أن يقول لك شكرًا: سواء كان الأمر يتعلق بأشياء يومية صغيرة مثل العشاء الذي أعددتِه له أو لأشياء أكبر مثل هدية عيد ميلاد تقدمينها له، يجب أن يعرف طفلك كيف يقول شكرًا لك دون مطالبة.
- ضعي قواعد وحدود لطفلك: يمكن أن يؤدي وضع حدود وتوقعات ثابتة في وقت مبكر إلى إحداث فرق كبير في كيفية تصرف الطفل في أثناء نموه، الأطفال الذين يتعلمون في سن مبكرة كيف يتصرفون بطريقة لطيفة، والتحلي بالصبر، والتحكم في النفس، يكونون صداقات بشكل أسهل وينجحون في البيئات الاجتماعية.
- اشركي طفلك في أعمال تطوعية وخيرية: الطفل الذي يتعلم مراعاة احتياجات الأصدقاء والعائلة والعالم من حوله ويطور الرغبة في مساعدة الآخرين المحتاجين، يكتسب شخصية قوية وعطوفة ومتزنة.
- قولي لا لطفلك: لا تلبي كل احتياجات طفلك المادية، عليه أن يتعلم التقدير واختيار الوقت المناسب والانتظار لتحقيق أهدافه، تلبية جميع متطلبات الطفل فور طلبها ينعكس سلبًا عليه.
- علمي طفلك ثقافة الاعتذار: علمي طفلك كيف يعتذر عند الخطأ، والتحدث بطريقة لطيفة للناس، وإظهار روح رياضية جيدة في أثناء المباريات، واتباع سلوكيات مائدة جيدة، وتحية الناس بشكل صحيح واتباع الآداب العامة داخل وخارج المنزل.
أخيرًا، لا تنسي أن أول من يعاني دلع الأطفال الزائد الأم والأب، بداية من الصوت العالي وعدم مراعاة آداب الحديث وغيرها من السلوكيات السيئة، فتجنبي ذلك كله بأن تشبعي أطفالك عاطفيًا دون تدليل زائد أو قسوة مفرطة، فخير الأمور في التربية الوسط دائمًا.
تعرفي إلى مزيد من المعلومات عن احتياجات طفلك وطرق رعايته والتعامل معه، لتنشئته على أسس سليمة، بزيارة قسم رعاية الأطفال في "سوبرماما".