ﻹنها القضية اﻷكثر حضوراً داخل البيوت المصرية حالياً بعد الدروس الخصوصية، ففي هذا المقال سنتعرف معاً علي كل ما يتعلق بالكتب الخارجية.
ما الجدوى منها؟ وكيف يستفيد منها أطفالنا؟ ومتى نعتمد عليها؟
- يقول محمود كارم صاحب مكتبة أدوات مدرسية: «أزود مكتبتي بالكتب الخارجية من سوق الفجالة، حيث تتواجد بسعر الجملة فأحصل عليها أقل ببضع جنيهات من السعر الرسمي المطبوع على غلاف الكتاب، وكثيراً ما أرى أولياء أمور يشترون احتياجات أبنائهم من هناك بالقطاعي بداعي التوفير طبعا، لكنها تكون أغلى قليلا من سعر الكتاب بالجملة، وبعضهم يبحث عنها في سور الأزبكية، حيث تكون أرخص كثيراً نظراً لأنها كتب مستعملة».
- ويضيف محمود: «غالباً لا تخلو مكتبة من الكتب الخارجية التي أصبح لا غنى عنها، وربما زادت الحاجة إليها مع تردي مستوى التعليم، فتكدس المعلومات وكثافة الطلبة تمنع توصيل المعلومة للطالب حتى لو كان المعلم متمكنا في مادته، بخلاف أن بعض أولياء الأمور لا يستطيعون دفع تكلفة الدرس الخصوصي، فيلجأون للكتب الخارجية عوضا عن المدرس الخصوصي».
- ويكمل محمود قائلاً:«من خبرتي بعملي.. أجد الإقبال على الكتب الخارجية كثيفاً مع بدء العام الدراسي، حتى أن بعض أولياء الأمور يبحثون عن كتب خارجية للصف الأول الابتدائي، كما إن مادة الإنشاء «التعبير» أصبح لها نماذج، ولا أجد فرقا بين احتياجات المدارس الحكومية والخاصة!».
- وعن سبب إقبال أولياء الأمور على الكتب الخارجية يقول: «الكتب الخارجية تلقى إقبالا بسبب توفيرها لملخص للدرس، يبسط المعلومة، يقدم نماذج لامتحانات سابقة، أسئلة وأجوبة جاهزة، معاني كلمات.. وطالما توفر للطالب كل ذلك فلماذا يضيع وقته وجهده في التلخيص والتمرين، خاصة أن عليه واجبات لمواد أخرى أيضا».
[اقرأي أيضا : متى نلجأ للدروس الخصوصية]
سألنا عدد من أولياء الأمور عن مدى حاجتهم للكتب الخارجية
- تقول أم عمر: «تعودنا على الإستعانه بالكتب الخارجية، لأن الطالب لا يأخذ حقه من الدرس، ولذلك اعتمدت عليها منذ فترة طويلة ليستخدمها في التدريبات والشرح المفصل، وإن كنت أستطيع الاستغناء عنها، فلا يمكنني الاستغناء عن ملازم الدروس الخصوصية كذلك».
- تقول أم زاد: «لا أعتقد أنها مجدية لو أن المدرس وفىَ بواجباته في الفصل، ربما لأن ابنتي لا تحتاج لأي مساعدة خارجية وفقاُ لمدرستها الأجنبية، لكني أرى أنها تدفع الطالب لعدم الاجتهاد والاستنتاج، لأنه يجد الدرس ملخص جاهز والمسائل محلولة بالكتاب الخارجي».
- أما أبو أيمن فهو غير مقتنع بجدواها، لكنه يُجبر على إحضارها بعد إلحاح شديد من ابنه، يقول: «لا أرى لها أي داعٍ، خاصة أننا كأولياء تعلمنا وتخرجنا دون الحاجة إليها، بالإضافة إلي أن سعر الكتاب عال وفقاً للمادة واللغة، وهذا يكلفني الكثير، خاصة أن لي 3 أبناء مازالوا بمراحل التعليم».
- اما أبو جورج فأعرب عن رغبته بمنعها قائلاً: «يا حبذا لو منعوها على أن يقوم المعلم بتقديم الشرح الكافي للطلبة، ولا داع لفتح بند مالي جديد على أولياء الأمور، لكن حاجتنا لاستكمال ما نقص في الفصل الدراسي يجبرنا على شراءه».
- تقول أ. أميرة بدران - مستشارة تربوية واجتماعية: «إن الاعتماد على الكتب الخارجية يكون في حالات اضطرارية، أو حالات تعود.. بمعني حينما يكون الشرح في الفصل غير وافي، أو الوقت المخصص للانتهاء من المنهج غير كافي، أو إذا كان الأبناء تعودوا على طريقة واحدة فقط في المذاكرة لا يتخللها إبداع أو تفكير أو بحث عن معلومة، بالإضافة إلي أن كتاب المدرسة ليس به الشرح الوافي التفصيلي مثل الكتاب الخارجي، لكن إذا صاحبه شرح جيد ووافي وبضمير من مدرس الفصل سيكون حتما أفضل من إعطاء المعلومة بالملعقة دون جهد في دماغ الطالب، في المقابل وللأسف فإن الكتب الخارجية كتب نمطية تغلق باب استخدام الجزء الأيمن من المخ الخاص بالإبداع، تغلق فكرة البحث عن المعلومة، التي تعتبر من أهم طرق انتباه العقل وحفظ المعلومات في الذاكرة المستديمة، بخلاف أنها مكلفة عن الكتاب المدرسي».
- وتستكمل أ. أميرة عن حلمها قائلة: «مازلنا نحلم بأن يعاد طباعة كتاب المدرسية بعد أن تتم لها مراجعات وتصحيحات للمنهج، نظراً لقدم معلوماتها وطريقة عرضها للمعلومات، ونحلم أيضاً بأن تكون الكتب المدرسية قوة تدفع الطالب للتفكير والبحث حتى يصل للمعلومة، وتتحول علاقة المدرس بطلابه لعلاقة فهم واستنباط وليس إلقاء وتلقين فقط».