في آخر جزء من دليلك لتخطي الأزمة الاقتصادية، نتعرف على أهمية سياسة الاستغناء، وكذلك كيف يمكن التوفير في ظل هذه الظروف الراهنة، كنا قد تحدثنا عن تأثير الأزمة الاقتصادية، وإعداد ميزانية للبيت، وتحدثنا بالتفصيل عن ميزانية البقالة والسوبر ماركت، وكيفية مراعاة مشاعر الأبناء مع الحالة المادية المتدهورة.
- ما هي جدوى سياستي الاستغناء والتقشف؟ وكيف يمكن تطبيقهما؟
يجيب د. مدحت نافع - مدير عام قسم إدراة الأزمات بالبورصة المصرية، قائلاً: كان المسلمون الأوائل تعرض عليهم مسألة الغلاء فى الأسواق، فيقول قائلهم «رخّصوه بالترك»، فإن سعر أى سلعة أو أي خدمة يتحدد بالأسواق نتيجة لعاملى العرض والطلب، فإذا امتنع الناس عن الشراء - خاصة للسلع الكمالية مثل المجوهرات والثياب الفاخرة - انخفض حجم الطلب، مع فرض ثبات المعروض من تلك السلع، وبالتالى يزداد الفائض من المعروض، ولا يستطيع البائعون تصريفه فينقصون من سعره حتى يمكنهم بيعه ولو بخسارة.
لكن تظل سياسة التقشف مرهونة بقدرة المستهلك على الاستغناء عن السلعة أو الخدمة التى يزهد فى استهلاكها، ويظل نجاح تلك السياسة مرهوناً باتفاق عدد كبير من الناس - بما يمثّل كتلة حرجة من المستهلكين - على سلوك الامتناع عن الاستهلاك ولو بصورة مؤقتة.
الدعاوى للمقاطعة على الإنترنت لمنتجات بعينها يمكن أن تكون أداة فعّالة للضغط على البائعين لتخفيض الأسعار، خاصة فى هذا النوع من السلع الذى يثق المستهلك أن تكاليف إنتاجه أقل كثيراً من سعر بيعه.. الأسمنت مثلاً مادته الخام الرمال!! فلماذا يكلّف تصنيعه هذا السعر المرتفع مع العلم أن سعر الوقود لمصانع الأسمنت الملوثة للبيئة والمحرمة دولياً مايزال مدعماً!.. لكن مع الأسف معظم دعوات المقاطعة الناجحة تكون بدافع أخلاقى فقط بغرض الانتقام ممن أساء إلى رمز يقدره المصريين، ولم تنجح أية دعوة خلاف ذلك إلا دعوة مقاطعة السيارات، إلى أن يصبح موديل السيارة قديماً ويخسر قيمته التجار وذلك قبيل الثورة بأشهر قليلة. ( اقرأي أيضا : 6 نصائح لتخطيط ميزانية الطعام )
- هل التوفير ممكن في هذه الظروف؟
يقول د. نافع: طالما كان فى مشتريات الأسرة سلعاً وخدمات يمكن الاستغناء عنها، فإن التوفير يظل ممكناً بل ولازماً، فكثيراً ما ترى رجلاً رقيق الحال يحمل بدلاً من هاتف محمول واحد اثنين أو ثلاثة! لأن الصين قد عرضت أجهزة رخيصة وشركات المحمول تغرق السوق بالعروض!.. وهذا مبرر عجيب لأن هذه العروض الموفّرة يستخدمها المستهلك فى نشاط غالباً غير منتج، وبالتالى حتى القروش التى يستهين بها مستهلك المحمول فى مكالمات غير مجدية، قد تمثل نسبة كبيرة من دخله بتراكمها عبر الأشهر، ويكون الرابح الوحيد هو الشركات الكبرى.
- والآن عليكِ باتباع هذه النصائح التي تسهل عليكِ عملية التوفير:
- أول نصيحة طبعاً هي الاستغناء، استغني عن كل ما يمكن الاستغناء عنه.
- وفري من دخلك نسبة معينة لا تقتربي منها أبداً، ولتكن ٢٠٪ مثلاً، وتعاملي مع احتياجاتك على أن دخلك أقل بـ٢٠٪.
- عندما تذهبين للتسوق، اكتبي قائمة باحتياجاتك ولا تشتري غيرها.
- اصنعي بنفسك ما يلزمك قدر الإمكان، مستحضرات التجميل والتنظيف، الحقائب، الاكسسوارات، المفارش .. إلخ، اطلعي على قسم المشغولات اليدوية للمزيد من تلك الأفكار.
- إذا كنتِ ستسافرين، احجزي طائرتك وفندق إقامتك مبكراً، كلما كان الوقت مبكراً كلما كان المبلغ أرخص.
- تعلمي أن تقولي «لا، الميزانية لا تسمح».. ( اقرأي أيضا : كيف توفرين في ميزانية الملابس )
- اشتري مع اختك أو صديقتك عروض التوفير واقسماها سوياً.
- استخدمي المواصلات العامة بدل من التحرك بالسيارة طوال الوقت، ولا تتكاسلي في تقضية المشاوير سيراً على الأقدام إذا كان من الممكن ذلك.
- حولي خط الموبايل إلى كروت.
- الغي حجز الجيم، واستعيضي عن ذلك بالمشي، أو بأحد الأجهزة الرياضية في البيت.
- اشتري الملابس والأحذية والحقائب في أوقات الأوكازيون، وليس في أول الموسم.
- اطبخي بنفسك ولا تعتمدي على الطعام الجاهز.
- اشتركي في المترو.
- لا داعي لتحديث الموبايل كل عدة أشهر.
- وعلى سيرة الموبايل.. لا تشتري الأجهزة الرخيصة الثمن فتتلف بعد عدة أشهر وتضطرين إلى شراء غيرها، بمعنى آخر.. «الغالي ثمنه فيه» عندما يأتي الأمر للأجهزة المعمرة.
- اذهبي إلى السينما نهاراً، فثمن التذكرة أرخص.
- اصنعي هداياكِ وكروتك بنفسك بدلاً من شراءها. ( اقرأي أيضا : المـيـزانية لعبة جميلة )
- قومي بدعوة أصدقائك في البيت بدلاً من الخروج إلى كافية أو مطعم.
- اقلعي عن العادات «المكلفة» مثل شراء قهوة يومياً أو شرب السجائر وغيرها.
الحقيقة أن التوفير عادة من الممكن أن تكتسبيها، فقط بعض من الوقت والتخطيط وسوف تنجحين.