اختلفت الآراء بين تأييد نوم الطفل مع والديه ورفضه، فهناك مدرستان، ترى الأولى أن هذا يقوي الترابط بين الطفل وأبويه، وبالتالي يزيد من هدوء الطفل وبناء ثقته بنفسه وشعوره بالأمان، وترى المدرسة الثانية أن هذا يجعل الصغير مرتبطًا بالنوم بجوارهم بشدة، ما يجعل نومه وحده صعبًا، وقد يجعله خائفًا ضعيف الشخصية لا يتعلم الاستقلالية ومدللًا بعض الشيء، وبعيدًا عن المدرستين، نحن نعلم ارتباطك بالصغير وشعورك بالحيرة بين رغبتك في احتضانه في أثناء نومه، وبين رغبتك في تعويده النوم بمفرده حتى لا يواجه مشكلة في كبره، لذا لنخلصكِ من هذه الحيرة، اكتشفي في هذا المقال ما هي فوائد وسلبيات نوم الطفل مع والديه؟ وكيف يمكنكِ تعويد الصغير تدريجيًا النوم بمفرده.
ما هي فوائد وسلبيات نوم الطفل مع والديه؟
ركزت عديد من الدراسات البحثية على فوائد نوم الطفل بجانب أمه، ومن هذه الدراسات أُجريت واحدة على 16 مولودًا كانوا ينامون إلى جانب أمهاتهم، وتبين أن قلوبهم كانت تتعرض للإجهاد أكثر ثلاث مرات عندما ينامون وحدهم، بالإضافة إلى النوم المتقطع، والحصول على عدد أقل من ساعات النوم ليلًا، وهكذا فقد انتهت هذه الدراسة إلى فائدة نوم الطفل بجانب الأم إلى سن الثالثة أو الرابعة، في المقابل هناك دراسة أخرى أُجريت عن مساوئ نوم الطفل إلى جانب أمه، حذرت هذه الدراسة من أن مشاركة الطفل السرير يمكن أن تزيد خطر الموت المفاجئ للأطفال الرضع خلال النوم، بالإضافة إلى مشكلات أخرى قد يعانيها الطفل بسبب نومه بجانب والديه، منها الحساسية والربو بسبب تدخين أحد الأبوين أو سقوط الطفل وغير ذلك، فما الأصح إذن؟ حتى نجيبكِ اكتشفي أولًا في السطور التالية مميزات ومساوئ نوم الطفل إلى جانبك.
مميزات النوم بجانب الأم:
- الترابط المشترك الحميم: يشعر الطفل بوجودك وأنكِ تحتوينه، فتزداد الروابط العاطفية بينكما.
- شعوره بالأمان والراحة والنوم سريعًا: يعتاد الطفل رائحتكِ منذ أن كان جنينًا في الرحم، لذلك فكثيرًا ما يعود الطفل لنومه بمجرد لمسة منك أو إذا شم رائحتك، لشعوره بالأمان لأنكِ موجودة، ومع شعوره بالأمان يستغرق في النوم سريعًا.
- سهولة الرضاعة: مع وجود الطفل جانبك ستشعرين به إذا استيقظ واحتاج للرضاعة، ويمكنكِ إرضاعه وأنتِ مستلقية بدلًا من الذهاب إلى غرفة أخرى، ما يعني راحة لكِ وله.
- النوم لساعات أطول: عندما ينام الطفل بجانبك، يشعر بالراحة والأمان فيقل مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، وبالتالي يشعر بالاسترخاء ويستغرق في النوم فترة أطول.
مساوئ النوم بجانب الأم:
- صعوبة تعويد الطفل النوم بمفرده: لأن الطفل اعتاد النوم بجانبك فسيصعب عليكِ تعويده الانفصال، وستحتاجين وقتًا طويلًا حتى يعتاد فراشه الجديد من دونك.
- صعوبة ممارسة العلاقة الحميمة: نوم الطفل معكِ في الفراش قد يصبح عائقًا لممارسة العلاقة الحميمة، ما قد يؤثر في حياتكِ الزوجية.
- التعرض للحوادث: نوم الطفل على فراشك قد يعرضه للحوادث، لأن سرير الكبار ليس مصممًا له، على عكس المهد أو فراش الطفل الذي يكون مزودًا بجوانب لحماية الطفل من الوقوع، كذلك قد يعرضه تقلبك في أثناء النوم لمخاطر، خاصةً إذا كان نومك ثقيلًا فقد تنقلبين بجسمك على الصغير وتعرضين حياته للخطر.
بعد أن عرضنا عليكِ مميزات ومساوئ نوم الصغير إلى جانبك، ربما لا زلتِ تشعرين بالحيرة، لذا فإن هناك رأي ثالث هو الأرجح، إذ تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بنوم الطفل مع والديه في الأشهر الستة الأولى ثم ينفصل عنهما في غرفة وحده، مع إمكانية أن ينام معهما ليوم أسبوعيًا حتى لو تخطى الثانية والثالثة، بل وأكثر من ذلك إن أراد، فتكون كأنها جائزة ونوع من التواصل بين الأبوين والطفل، ويمكنكِ النوم مع الطفل ظهرًا حتى بعد الشهر السادس أو تكرار النوم ليلًا معه مرة أو مرتين أسبوعيًا، فيشعر الطفل كأن الأمر بمثابة تجمع أسبوعي للعائلة، لكن في النهاية يعود لفراشه وروتين نومه الذي اعتاده مرة أخرى.
كيفية حل مشكلة نوم الطفل مع والديه
يبدأ الطفل إبداء بعض الاستقلالية من عمر سبعة أشهر تقريبًا، أو عندما يبدأ الزحف، فيدفعه فضوله بالبعد عنكِ لاكتشاف الأشياء من حوله، ولكن قد لا يبدي الطفل الاستقلالية نفسها وقت النوم، خاصةً إذا اعتاد الأمر فلن يستغرق في النوم إلا إذا شعر بكِ جانبه، وحتى مع محاولاتك في وضعه في غرفة منفصلة بعد نومه، فكثيرًا ما يستيقظ ليلًا ليعود مرة أخرى إلى جانبك إذا كان تمكن من المشي، أو يبكي حتى تذهبي له فيشعر بوجودك ويتمسك بكِ حتى يستغرق في النوم مرة أخرى، وهو أمر مرهق، ويمكنكِ عزيزتي تدريب الطفل على النوم ببعض الخطوات البسيطة التي سنذكرها لكِ فيما يلي:
- اختاري الوقت المناسب لنقل الطفل: لا تجعلي الطفل ينام في غرفة منفصلة في وقت غير مناسب، مثل فترة التسنين أو فترة التدريب على خلع الحفاض، فمثل هذه التغيرات السريعة قد تشعره بالخوف وعدم الأمان، لكن ابدئي كل شيء تدريجيًا، انتهي من مهمة ثم ابدئي المهمة الجديدة، حتى لا يشعر الطفل أن روتينه يتغير بشكل مفاجئ.
- نامي مع الطفل لفترة: الخطوة الأولى التي تحتاجين القيام بها هي تعويد الطفل غرفته وفراشه، لذا بدلًا من جعل الطفل ينام في غرفتك ثم نقله، ابدئي بالنوم بجانبه في غرفته وعلى فراشه أيامًا عدة، ثم عودي لغرفتكِ مرة أخرى، يساعد هذا الأمر على اعتياد الطفل الفراش الجديد، وبالتالي يحدث لديه ارتباط شرطي بالشعور بالنوم كلما وضعتيه في فراشه.
- أعيدي الطفل لغرفته: إذا بدأ الطفل المشي وكلما استيقظ من نومه يذهب لفراشك مرة أخرى، فلا تأخذيه في فراشك، وأعيديه لغرفته مرة أخرى، واجلسي معه في الفراش حتى يستغرق في النوم، فإذا جعلتِه ينام بجانبك في فراشك، سيتكرر الأمر كل يوم ولن يعتاد فراشه وغرفته.
- اجعلي طفلك يشعر بالأمان: غيابك مع الظلام يمكن أن يشعر طفلك بالأرق، وقد يبكي لأنه لا يشعر بالأمان، لذا لا تحاولي ترك الطفل يبكي والذهاب للغرفة المجاورة حتى يعتاد الأمر، لكن عليكِ عزيزتي تهدئة مخاوفه بأشياء مريحة، مثل الدمى المحشوة، والوسائد من حوله، وحوض سمك قريب بإضاءة خافتة، فإذا غبتِ سيشعر الطفل بأن هناك من يشاركه الغرفة والفراش.
- اجعلي للطفل روتين نوم ثابتًا: روتين النوم يساعد الطفل على الاستغراق في النوم سريعًا، لأن هناك ارتباط شرطي بين العادات التي تقومين بها كل مساء وبين شعوره بالنعاس، امنحي طفلك حمامًا دافئًا، وابدئي قراءة قصة قبل النوم، فالعادات المنتظمة تشعر الطفل بالأمان، لأن الروتين يجعله يتوقع الأحداث ويطمئن، ومع ممارسة هذه العادات سيبدأ طفلك التثاؤب ويستغرق في النوم سريعًا.
- ابدئي البعد تدريجيًا: بعد أن تنامي فترة مع الصغير في فراشه حتى يعتاد المكان الجديد، ابدئي الانسحاب قبل استغراق الطفل في النوم، اذهبي إلى غرفة أخرى ثم عودي إليه بعد خمس دقائق واقتربي منه ليشعر بوجودك، ثم اذهبي وعودي بعد خمس دقائق أخرى، وهكذا سيشعر الطفل بوجودك وأنكِ تأتين كل فترة، فيشعر بالأمان ويستغرق في النوم بين هذه الفترات، ومع الوقت اجعلي الفترة بين هذه الزيارات طويلة، مرة كل عشر دقائق ومرة كل نصف ساعة وهكذا.
ختامًا، وذا كنتِ تتساءلين ما هي فوائد وسلبيات نوم الطفل مع والديه؟ فقد وضحناها لكِ من خلال المقال، ويمكنكِ عزيزتي في البداية وضع الطفل في فراش مخصص له ووضعه بجانبك وبالتالي تتمكنين من إرضاعه دون الخروج من الغرفة، والشعور به إذا استيقظ، وفي الوقت نفسه يعتاد الطفل النوم في فراش بمفرده.
أبناؤنا أغلى ما لدينا، نهتم لصحتهم ونتألم لما يصيبهم ونسهر على رعايتهم، مع "سوبرماما" نساعد كل الأمهات بأفضل النصائح والخبرات لرعاية الأطفال والاهتمام بصحتهم في قسم رعاية الرضع.