ما هو التعليم المقلوب؟

التعليم المقلوب

أصبحنا في الفترة الأخيرة نسمع عن مصطلحات كالتعليم المدمج والمصغر والمقلوب، وجميعها تهدف لتحسين المنظومة التعليمية، وتقديم خيارات أخرى بديلة للتعليم التقليدي، الذي لم يعد مناسبًا لبعض الأمهات، خاصةً مع تزايد أعداد الأطفال في المدارس، والطريقة التقليدية لتدريس المناهج التي أصابتهم بالملل، لذا اتجهت الوزارات المسؤولة عن التعليم في عدد من الدول العربية إلى تطبيق فكرة التعليم المقلوب وهو موضوع مقالنا، بهدف تدريب الطفل على استخدام التكنولوجيا منذ الصغر، وتطوير مهاراته في البحث عن المعلومة، وتخصيص وقت الفصل للتفاعل بين المعلم والتلاميذ. تعرفي معنا في هذا المقال إلى خصائص التعليم المقلوب، وكيفية تطبيقه في المدارس، وأهم مميزاته وعيوبه.

ما التعليم المقلوب؟

التعليم المقلوب أو ما يُعرف بالتعليم المعكوس، هو نظام تعليمي تفاعلي يعتمد على استخدام التكنولوجيا بشكل أساسي، إذ يسمح للطالب بالحصول على المواد التعليمية والعروض التقديمية ومواد المحاضرات في المنزل، عبر القنوات التعليمية المفعلة أو صفحات التواصل أو قنوات اليوتيوب أو عبر منصة إلكترونية مخصصة، ليشاهدها الطالب من خلال الحاسب أو الأجهزة اللوحية، ليصبح وقت الحصة أو المحاضرة فيما بعد، مخصصًا لطرح الأسئلة والمناقشة بين الطلاب والمعلم، وتقديم العروض التوضيحية، أو الأبحاث التي يحضّرها الطالب في المنزل، ما يفسر معنى مقلوبًا.

يساعد نظام التعليم هذا على إعطاء مساحة كافية من الوقت للطالب لفهم المواد الدراسية، على عكس النظام التعليمي التقليدي، الذي يكون فيه المعلم ملزمًا بتقديم المعلومة في وقت الحصة فقط، كذلك يتيح هذا النظام للطالب المادة التعليمية في المنزل، في حال أراد الاستماع لها عدة مرات، ويصبح وقت المحاضرة لتقييم الطالب وسد الثغرات وتثبيت المعلومة، ما يضمن له أعلى مستويات الفهم والتحصيل.

هل يمكن للتعليم المقلوب أن يكون بديلًا للتعليم التقليدي؟

من الأسئلة التي يثيرها عديد من الأمهات حول التعليم المقلوب، هل هذا النظام يمكن أن يكون بديلًا للتعليم التقليدي؟ خاصةً أنه مصطلح جديد في المنظومة التعليمية العربية، رغم أنه مطبق في عديد من الدول الأجنبية منذ سنوات، والإجابة نعم، يمكن للتعليم المقلوب أن يكون بديلًا للتعليم التقليدي، بل قد يصبح خيارًا أفضل، ولكن ذلك يتوقف على ما إذا ما طُبق بطريقة صحيحة، وحاول الطفل أن يستوعب المعلومة المقدمة من المعلم عبر الفيديو، وبحث عبر الإنترنت عن مزيد من المعلومات بنفسه.

 كل هذا سيساعد الطالب على بناء الخبرات الذاتية، ويعزز فرصته في الحصول على المحتوى التعليمي بطريقة شيقة، أما فكرة أن تلجأ الأم للدورس الخصوصية في المنزل، بدلًا من بحث الطفل أو مشاهدته للفيديوهات التعليمية، فهذا يلغي فكرة التعليم المقلوب، ويجعل الطفل مستقبلًا للمعلومات على غرار التعليم التقليدي.

مميزات التعليم المقلوب

يقدم التعليم المقلوب للمعلم والطالب عديدًا من المميزات، ويعالج كثيرًا من المشكلات المرتبطة بنظام التعليم التقليدي، ومن المميزات التي يقدمها التعليم المقلوب:

  • تشجيع الطالب على استخدام التكنولوجيا لاستكشاف المعلومة خارج الكتب المدرسية.
  • تعزيز التفكير النقدي ومهارات البحث لدى الطفل.
  • تحسين قدرات الطفل على التصور والفهم.
  • تنشيط التعاون والتفاعل بين المعلم والطالب.
  • تمكين الطلاب من التعلم وفقًا لسرعاتهم وقدراتهم الخاصة.
  • توفير وقت الحصة للطالب لطرح الأسئلة أو طلب مساعدة إضافية.
  • تشجيع الطالب على التفكير خارج الصندوق والتخيل، وتعلم عمل الأبحاث والعروض التقديمية.
  • مساعدة الطالب على مراجعة الموضوعات أكبر عدد ممكن من المرات.
  • تعزيز اعتماد الطالب على نفسه، وقدرته على التعليم الذاتي.

عيوب التعليم المقلوب

مثل أي استراتيجية ونظام تعليمي آخر، يأتي التعليم المقلوب ببعض العيوب، في حين أن الإيجابيات هائلة، إلا أن السلبيات لا مفر منها مثل:

  •  التكنولوجيا المطلوبة (أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية وغيرها) ليست في متناول كثير من الأسر، خاصةً ذوي الدخل المنخفض.
  • تعريض الطفل للتعامل مع الإنترنت وشاشات الكمبيوتر لوقت طويل، ما قد يؤثر على مهارات التواصل لديه.
  • كثير من الآباء لا يجيدون التعامل مع مواقع الإنترنت بالشكل الذي يتيح للطالب -خاصةً صغار السن- الوصول للمحتوى التعليمي.
  • عدم وجود تواصل بصري بين الطالب والمعلم، وهو من الأمور المهمة التي تتيح للمعلم معرفة ما إذا كان الطفل يستوعب المعلومة أم لا.
  • الاعتماد على الطالب في فهم الدروس من خلال المنصة الإلكترونية، قد يمثل تحديًا للأطفال ذوي قدرات الفهم المحدودة بشكل خاص.
  • مشاهدة الفيديوهات التعليمية دون رقابة قد تجعل الطفل يفقد تركيزه بشكل مستمر، خاصةً إذا كان يعاني من التشتت أو قلة التركيز، على عكس وجوده في الفصل مع المدرس.

ختامًا عزيزتي، رغم أن التعليم المقلوب لا يزال نظامًا حديثًا في عديد من الدول العربية، فإنه نظام معترف به عالميًّا، وله عديد من المميزات، وإذا ما طبق بشكل صحيح، فهو من الأنظمة التي قد تساعد على تأسيس الطفل دراسيًّا، وتعزيز مهاراته الفكرية والمعرفية وتطويرها.

الاهتمام بتعليم الأطفال وتطوير مهاراتهم العقلية مسؤولية كبيرة على كل أم، "سوبرماما" تقدم لكِ نصائح تساعدكِ على أداء مهمتكِ في قسم المدرسة.

عودة إلى أطفال

سارة أحمد السعدني السعدني

بقلم/

سارة أحمد السعدني السعدني

سارة أحمد السعدني تخصص كيمياء حيوية وميكروبيولوجي، تخرجت في جامعة عين شمس كلية العلوم بتقدير جيد جدًا، وحصلت على دبلومة التحاليل الطبية، عملت كمساعد باحث في المركز القومي للبحوث لمدة عام، واتجهت للكتابة في المحتوى الطبي منذ ثمانِ سنوات وكتبت ما يزيد عن 500 مق...

موضوعات أخرى
supermama
Share via WhatsappWhatsapp IconSend In MessengerMessenger IconShare via FacebookFacebook Icon